ذوى خبر سقوط "سيد" السيارات في العالم الذي يدبر ثلاث مجمعات صناعية كبرى، وسمع صدى اعتقال كارلوس غصن من مشارق الأرض إلى مغاربها.
في اليابان، حيث يعيش كارلوس غصن، منذ أول أمس الاثنين، مواجهة شرسة من طرف النيابة العامة في طوكيو، التي تحاصره بحصيلته المالية من 2010 إلى 2015، اتهامات مثيرة، سرعت بتخلي "نيسان" و"ميتسوبيشي" عنه بينما يبدي الفرنسيون مساندة أولوية، ودعم رونو لرئيسها التنفيذي.
الشركة تؤدي للعائلة ومنازل في 4 عواصم
تحقق النيابة العامة في طوكيو في استخدام غصن لأموال الشركة لسداد نفقاته الشخصية، ووفق ما كشفته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "إن أش كا" أن رئيس مجلس إدارة نيسان موتور كارلوس غضن المعتقل كان يجعل الشركة تتحمل تكاليف رحلاته العائلية.
ويأتي إلقاء القبض على كارلوس غصن لتقديمه إقرارا حول أصوله المالية عن مدة خمس سنوات حتى عام 2015 انتقص منه 45 مليون دولار تقريبا من دخله.
وحسب المصدر ذاته، فإن نيسان موتور دفعت عشرات الملايين من الدولارات للشركات التابعة لها التي تمتلك بيوتا فاخرة في أربع دول وأتاحتها لغصن بدون أي أسباب مشروعة تتعلق بالعمل. وتقع هذه البيوت في ريو دي جانيرو وبيروت وباريس وأمستردام.
ووفق هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، جعل غصن شركة فرعية لنيسان تدفع مئات آلاف الدولارات لرحلاته وولائمه العائلية.
تدفقات مالية غامضة
ووفق ما كشفته الصحافة اليابانية، خاصة التلفزيون الرسمي الياباني "إن أش كا"، يحاول المدعون العامون في طوكيو الكشف عن تدفقات مالية غامضة لرئيس مجلس إدارة شركة نيسان موتور كارلوس غصن.
وكان قد ألقي القبض على غصن هذا للاشتباه بإبلاغه عن إيرادات أقل مما كان يحصل عليه بالفعل.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية إن غصن كان قد حصل على حقوق لدفعات بعشرات الملايين من الدولارات كتعويضات من أرباح الأسهم.
ولكن هذه الدفعات لم تظهر أبدا في تقارير الأوراق المالية للشركة.
وحسب المصدر ذاته، فإن المسؤولين التنفيذيين في نيسان يمكنهم الحصول على أموال كجزء من تعويضاتهم عندما يكون أداء أسهم الشركة جيدا، وأن غصن حصل بهذه الطريقة على حقوق لدفعات تبلغ نحو خمسة وثلاثين مليون دولار على مدى فترة أربع سنوات.
وكانت نيسان قد بدأت إدراج هذا النوع من التعويضات في تقارير أوراقها المالية في عام 2011. ولكن الوثائق لم تذكر شيئا عن حصول غصن على حقوق متصلة بالأسهم.
أسف الحكومة اليابانية
وإذا كان اعتقال غصن في بلاد الشمس المشرقة خلف صدمة في أوروبا، وتسبب في نزول أسهم رونو، فإن الحكومة اليابانية ألقت باللائمة على شركاتها، إذ قال وزير الصناعة الياباني هيروشيغيه سيكو إنه يتعين على نيسان موتور أن تلقي نظرة متفحصة على تحسين حكامتها. وأضاف أن إلقاء القبض على رئيس مجلس إدارتها كارلوس غصن أمر يدعو للأسف.
وقال سيكو "أنا مصاب بخيبة أمل كبيرة بسبب ما يحدث. أريد من نيسان أن تجري مناقشات مفصّلة حول الحوكمة في لجن الطرف الثالث التي يخطط مجلس إدارة الشركة لتشكليها".
وهنا ما نشره موقع"لوباريزيان" للحظة وصول كارلوس غصن إلى طوكيو يوم الاثنين 19 نونبر، على متن طارته الخاصة المملوكة لنيسان موتور، لكن المشهد لا يتضمن لحظة الاعتقال، وإنما صعود المحققين فقط.