تستعد وزارة الثقافة والاتصال لعقد الدورة 24 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الدار البيضاء، وذلك خلال الفترة ما بين 8 و18 فبراير المقبل. وفتحت الوزارة باب الترشيح في وجه الناشرين والمؤسسات المغربية والأجنبية المعنية بالكتاب. وعن كواليس وكيفية انتقاء الكتب يحدثنا حسن الوزاني مدير معرض الكتاب بالوزارة.
ما الجديد في دورة هذه السنة للمعرض الدولي للنشر والكتاب؟
نحن بصدد الإعداد والإجراءات. وأول مرحلة قمنا بها حاليا هي فتح التسجيل في وجه عموم الناشرين، لذا لم نختر بعد ضيف هذه السنة ولا برنامجها. لكن هذه الدورة ولأول مرة قمنا برقمنة التسجيل عبر الأنترنت بالنسبة للناشرين. وهذا يمكننا من الحصول على خزان معلومات رقمي غني، بالنسبة للكتب والإحصائيات اللازمة.
ما هي الآلية التي تعتمدون للموافقة على عرض الكتب ؟
يتم عقد لقاء كل سنة في هذه المرحلة تقريبا، وتحضره لجنة ممثلة عن وزارة الثقافة، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالإضافة لاتحادان يمثلان الموزعين بالمغرب. ويتم الأمر عبر ثلاثة مراحل تعتمدها أغلب المعارض في العالم. نستقبل أولا لائحة عناوين الكتب من قبل الناشرين، ونبلغهم بموافقتنا على بعضها أو بعدم جلبها إن ارتأينا أنه لا يناسبنا. ثم في المرحلة الثانية نعاين الكتب ميدانيا قبل عرضها، أي نتفحصها ونبدي ملاحظاتنا أو اعتراضنا، مثلا، على الخرائط أو الصور التي تسيء إلى المغرب. ثم في المرحلة الأخيرة تقوم اللجنة المكلفة بالمراقبة أثناء العرض تحسبا لأي هفوات.
هل تتحفظون على أي بلد، كالكتب القادمة من إيران مثلا ؟
لا نتحفظ على أي بلد لا إيران ولا غيرها. نحن نهتم بالكتب أولا، بصرف النظر عن موطنها أو علاقتنا معها. نحن نرفض الأفكار والمضامين ولا نرفض الدول. ومن الممكن أن يكون كتابا داعيا إلى الإرهاب من دولة صديقة، كما يمكن أن يحصل العكس. لذا نحن نتجنب ونحتاط من الكتب الداعية إلى الإرهاب أو التي تدعو إلى الكراهية، لا من حيث عناوينها فقط، بل حتى من أغلفة في الواجهة. وبالتالي فأي كتاب لا يمكن أن يمر دون أن تتم مراقبته.
نلاحظ أن المعرض تغلب عليه الكتب الدينية. كيف تفسرون ذلك ؟
أبدا على الإطلاق، هذا حكم مسبق عند المغاربة. إذا رجعنا إلى الإحصائيات في السنوات الأخيرة، وهي متاحة للجميع في موقعنا الالكتروني، وتحتوي على 100 ألف عنوان، يمكن التأكد من هذا الأمر. ففي السنة الماضية حسب الأرقام، عرضنا 7 بالمائة فقط من الكتب الدينية، مقابل 16 بالمائة للعلوم الإنسانية، و8 بالمائة لكتب الفلسفة، و6 بالمائة للعلوم الاجتماعية.
للأسف الأحكام المسبقة والانطباعات الخاطئة لا تزال مرسخة لدى المغاربة، ربما لأن الإقبال عليها أثناء العرض. لكن مع ذلك يجب التنبيه إلى ضرورة وجود الكتاب الديني، وأن لا نحرمه من حق العرض. فلكل قارئ كتابه وليس لنا حق ممارسة الأبوية على القراء. التوازن هو ما نحاول تحقيقه.
ما هو برنامج العروض الموازية والمحاضرات؟
لا تزال اللجنة تناقش البرنامج الثقافي الكامل لهذه الدورة. سيكون ما يناهز 120 نشاطا ثقافيا تنظمه وزارة الثقافة على مدى عشرة أيام، بالإضافة لأنشطة موازية تنظمها مؤسسات حقوقية كالمجلس الوطني لحقوق الإنسان وغيره.