المغرب يريد نقل تجربة اليابان في التعليم برعاية أميرية

الأميرة للا حسناء تستقبل بطوكيو عددا من النساء اليابانيات الرائدات
عبد الرحيم سموكني

هل ولى المغرب وجهه صوب أقصى الشرق للبحث عن نموذج بيداغوجي تربوي ناجع، كما هو الحال بالنسبة للنظام التعلميمي الياباني؟ السؤال برز بشكل قوي خلال الأنشطة التي باشرتها الأميرة للا حسناء أثناء زيارتها لبلاد الشمس المشرقة.

نقل التجربة اليابانية إلى المغرب
استقبلت الأميرة للا حسناء رئيسة "مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة"، الثلاثاء الأخير بطوكيو، وزير التربية والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا الياباني، ماساهيكو شيباياما.

وخلال هذا الاستقبال، الذي حضره وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي، وسفير المغرب باليابان رشاد بوهلال، وعن الجانب الياباني، سكرتير وزير التعليم، تاكاشي موارو، والمدير العام المكلف بالشؤون الدولية مامي أوياما، اطلعت الأميرة للا حسناء على الطرق البيداغوجية المتبعة بالمؤسسات التعليمية اليابانية في التربية على التنمية المستدامة.

كما بحثت الأميرة مع الوزير الياباني سبل التعاون لتطوير أدوات بيداغوجية لفائدة التلاميذ المغاربة، مثل التطبيقات والألعاب.

وتنتمي معظم المؤسسات التعليمية اليابانية إلى "شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو"، وأدمجت التنمية المستدامة في مناهجها الدراسية.

وسيعتمد هذا التعاون من أجل الأدوات البيداغوجية، من الجانب المغربي، على "برنامج تعميم تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في التعليم" (جيني) الذي وضعته وزارة التربية الوطنية.

ويتوخى هذا التعاون، أيضا، عقد توأمات بين مدارس مغربية ونظيراتها اليابانية، وإعداد برنامج لتبادل التلاميذ والمؤطرين.

وكانت الأميرة للا حسناء قد التقت بمدينة ناغويا في 2014، هاكوبون شيمومورا، وزير التعليم الياباني آنذاك، بمناسبة إطلاق العقد الثاني من برنامج "التربية على التنمية المستدامة"، حيث كانت الأميرة ضيفة شرف المؤتمر.

الأميرة للا حسناء تستقبل بطوكيو وزير التربية والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا الياباني
الأميرة للا حسناء تستقبل بطوكيو وزير التربية والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا الياباني

الأميرة في رحاب "أموري"

واليوم الخميس قامت الأميرة للا حسناء، بزيارة لمدرسة أوموري.

وتضم مدرسة أوموري التي توجد بـ"أوطا سيتي"، وهي إحدى مقاطعات طوكيو الـ23، ما مجموعه 398 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة إلى جانب 21 مدرسا، وهي مدرسة مرموقة منتسبة إلى "اليونسكو" منذ سنة 2011.

وكانت المدرسة قد عقدت السنة الماضية توأمة مع مدرسة الحزام الأخضر بالرباط، عقب زيارة رئيس مؤسسة "غوي" للسلام إلى الرباط. وأدرجت المدرسة، منذ ذلك الحين، ممارسات الحفاظ على البيئة في أنشطتها، استلهاما من الأنشطة والممارسات التي يقوم بها مدرسو المدارس الإيكولوجية بالمغرب بتعاون مع وزارة التربية الوطنية.

وأخذت الأميرة للا حسناء، في هذا الصدد، علما بمشاركة تلاميذ مدرسة أوموري في العناية بالفضاءات الخضراء بمحطة "أوكاياما" الواقعة قبالة مدرستهم، حيث يقومون، بمساعدة متطوعين راشدين، باجتثاث الأعشاب الضارة، وسقي أصص الزهور والعناية بها. وأبدت الأميرة للا حسناء، في هذا السياق، اهتماما بالنباتات المتسلقة التي يزرعها التلاميذ ويستعملونها كستائر خضراء لنوافذ المدرسة قصد حمايتهم من أشعة الشمس.

كما اطلعت الأميرة للا حسناء على انخراط التلاميذ في عملية الحفاظ على حديقة "سينزكو- إيك"، حيث يعملون على مساعدة "الخنافيس المضيئة"، وهي حشرات صغيرة انقرضت من المنطقة، على الاستقرار والتكاثر. وفي إطار هذا النشاط، يتوجه التلاميذ، بمعية "جمعية يوكوهاما لحماية الخنافيس المضيئة"، إلى الحديقة، بشكل يومي، خلال الفترة الممتدة من أكتوبر إلى يونيو للاعتناء بهذه الحشرة التي تشكل عنصرا من عناصر التنوع البيولوجي.

يذكر أن مدرسة أوموري حاصلة على عدة جوائز تشمل جائزة أفضل مشروع لليونسكو من أجل التربية على التنمية المستدامة (2012)، وجائزة أفضل مؤسسة تعليمية مستدامة من طرف وزارة التربية الوطنية باليابان (2016)، وجائزة المدرسة المنخرطة في المقاربة المؤسساتية الشاملة لليونسكو (2016).