يبدو أن المفاوضات الدائرة خلف الأبواب المغلقة سوف تخرج بصفر نتيجة تجاه تنزيل اتفاق باريس، واعتماد خارطة طريق اعتماد بنوده وقوانينه التنظيمية. وسحب مصادر من الوفود الرسمية المشاركة في المفاوضات، مسار مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، يعرف تعثراً بسبب أكثر من 600 نقطة خلافية.
المصادر ذاته تقول، إن "المفاوضات عسيرة جداً، قد لا نخرج باتفاق من محطة كوب 24 بكاتوفيتشي". وتضيف: "هناك 630 نقطة خلافية، بالأمس بتوقف المفاوضات بشكل استثنائي، وكان هناك حديث عن طلب تدخل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لتقريب وجهات النظر، لكن إلى حدود اللحظة لا جديد، رغم إعادة تدوير عجلة اللقاء صباح اليوم الخميس".
بدورها، كشفت رئاسة مؤتمر "كوب 24" بكاتوفيتشي البلونية، خلال ندوة لها، أن هناك "نقط خلافية تكبح مسار التفاوض حول الاتفاق على تنزيل اتفاق باريس بشأن المناخ، وشددت على أنه يجب أن تتم المصادقة على الوثيقة الختامية بالإجماع، قبل يوم غد الجمعة، موعد اختتام فاعليات قمة المناخ".
مسؤولون من الوفد المغربي، سبق وكشفوا لـ"تيل كيل عربي"، أنه من بين أبرز النقط الخلافية هي مسألة التمويل، والتي اشتكت منها الدول الإفريقية، خاصة ما يتعلق بالمعايير وآلية اعتمادها في القوانين المالية لكل دولة. وحسب متابعين لمسار التفاوض من الوفد المغربي، "من المرجع أن الساعات الباقية من عمر كوب 24 في بلونيا لن تسعف الدول للتوافق على وثيقة بالاجماع، وذلك مرده لكون بعض المعارضين كانت تدخلاتهم قوية ومتشنجة تجاه ما تتضمنته خارطة طريق تنزيل اتفاق باريس المقترحة".
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، ومباشرة بعد وصوله إلى بلونيا، أقر بأن "المفاوضات الجارية لم تساهم إلى حد اليوم في حل القضايا الرئيسية للمناخ".
وأوضح غوتيريش أنه "وعلى الرغم من التقدم الحاصل في المفاوضات الجارية خلال الفعالية العالمية، لا يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله، كما أن القضايا الرئيسية لم يتم حلها بعد".
ويبقى الهاجس أمام الوفود المشاركة الراغبة بالدفع بمسار تنزيل اتفاق باريس، هو الوصول إلى توافق حول عدد من القضايا المناخية قبل يوم غد الجمعة، وأملهم في ذلك الاتفاق على 668 نقطة خلافية، بعدما تم حل 315 نقطة قبل ذلك منذ يوم الاثنين الماضي. في السياق، أوضح ميشال كورتيكا، رئيس مؤتمر (كوب 24)، أن "المفاوضات إلى حدود مساء أمس الأربعاء تمضي قدما، ولكن ما يزال أمام المشاركين فيها الكثير للقيام به لتحقيق الأهداف المرسومة أمام مؤتمر المناخ بكاتوفيتشي".
وفي ما يخص جانب التمويل الذي يعد الخلاف الرئيسي في عدد من جوانب التفاوض، أشار ميشال كورتيكا، بنبرة متفائلة إلى الموافقة على مضاعفة تمويل العمل المناخي من قبل البنك الدولي إلى مستوى 200 مليار دولار في غضون خمس سنوات، إضافة الى المشاركة الايجابية للخبراء الدوليين والعلماء والمنظمات غير الحكومية والجماعات المحلية.
ورغم غياب التفاؤل تجاه التوصل إلى اتفاق نهائي، عبر رئيس المؤتمر عن أن "آراء المفاوضين، بشكل عام، يحصل فيها التقارب مع توالي الساعات، ما قد يمكن من الانتقال من القضايا التقنية إلى القضايا السياسية، وضبط التفاعل بين المستويين السياسي والتقني في ظرف زمني مهم، مع مراعاة ما يجب حله على كلا المستويين بهدف توفير آليات تنفيذ اتفاق باريس".
كاتوفيتشي/بلونيا - مبعوث "تيل كيل عربي": أحمد مدياني