أعمارهم بين 22 و35 سنة، ميزتهم الارتباط المكثف بشبكة الإنترنت، إنهم "الجيل الرقمي" المغربي، الذي "ولد رقميا" على أعتاب الألفية. أسبوعية "لافي إيكو" المغربية نشرت، في عددها الأخير، استطلاع رأي لآراء 475 من هؤلاء الشبان والشابات، موزعين بين مدن الدارالبيضاء، الرباط، فاس، أكادير، مراكش وطنجة، أنجزه مكتب الدراسات "VQ"...
لابد من هاتف ذكي
فقط 5 أفراد من العينة؛ أي 1 في المائة، وكلهن نساء، صرحن بأنهن لا يتوفرن على هاتف ذكي مرتبط بشبكة الشبكات. والباقي؟ تصل نسبة الذين يتوفرون على هاتف ذكي على الأقل بطنجة إلى 97,5%، تليها في هذه الكثافة مدينة أكادير (93,9%)، ثم الرباط (95,5%)، فالدارالبيضاء (91,5%) وفاس (82,1%) ومراكش (78,1%).
ويكشف الاستطلاع أن 56% من العينة يفضلون نوع "سامسونغ"، يليه "أيفون" بنسبة 16%، و"أنفينيكس" بنسبة 7,4%، و"هواواي" بنسبة 7%، و"أوبو" بنسبة 6%.
ويرتبط 92% من العينة بشبكة الأنترنيت عبر هواتفهم، ويصرف هذا الجيل الرقمي ما معدله 169,60 درهما في الشهر في التواصل والارتباط بالنت.
التواصل الاجتماعي لامفر منه
من النتائج المثيرة للاستطلاع أن 28% فقط من العينة مرتبطون بشكل دائم بالإنترنيت، وإن كانوا كلهم تقريبا يتوفرون على هواتف ذكية.
ورغم هذه النتيجة، فقد كشف الاستطلاع أن 85% من المستجوبين من المنخرطين في مواقع التواصل الاجتماعي، ويأتي "فايسبوك" على قائمة المواقع التي يرتبك طبها هؤلاء الشباب، وبنسبة لا تقبل الجدال، تصل إلى 99%، ويليه "إنستغرام" (47%)، "سنابشات" (18%)، "تويتر" (13,5%)، "لينكدين" (12%) و"واتساب" (11,4%).
وتقضي نساء العينة 197,4 دقيقة في اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يقضي الرجال أقل من ذلك بقليل (184,5 دقيقة في اليوم). والفئة العمرية التي تقضي أكثر وقت على تلك المواقع هي 22-25 سنة، بحيث تقضي فترة 212,2 دقيقة في اليوم في المعدل، مقابل 196,2 بالنسبة لـ26-29 سنة، و169,7 بالنسبة لـ30-35 سنة.
وبالنسبة للمدينة التي يتم فيها قضاء أكثر وقت على مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة للعينة هي أكادير بمعدل 222,8 دقيقة في اليوم، تليها الرباط (213,4)، والدارالبيضاء (202,3)، ومراكش (194,6)، وطنجة (164,3)، وأخيرا فاس (145,8).
ملامح الجيل الرقمي
فردانيون، لايشتغلون كثيرا، ولايحترمون السلطة (متمردون)، أقل ثقافة، مدللون، مستقلون أكثر، منفتحون وأكثر طموحا، هذه هي الملامح الشخصية للجيل الجديد، الذي تمثله عينة استطلاع الرأي.
فهم يعترفون بنسبة 57% بأنهم يميلون إلى الفردانية، و55% منهم يعترفون بأنهم أقل اشتغالا، لكن التفاوت بيّن بين الرجال والنساء (الشابات لا يعترفن بذلك إلا بنسبة 45% مقابل 65 %لدى الشبان).
كما يعترف هؤلاء المستجوبون بأنهم متمردون وبنسبة تصل إلى 60%، وأقل ثقافة بنسبة 55%، ومدللون ولم يقوموا بمجهودات مثل سابقيهم وذلك بنسبة 65%.
وفي صفات أخرى تتصاعد النسبة بشكل ملفت، فهم يعتبرون أنفسهم أكثر استقلالية بنسبة تقترب من 90%، وأكثر انفتاحا بنسبة تناهز 90% أيضا، وأكثر طموحا بنسبة تقترب من 80%.
مغربي وأفتخر.. ولكن...
ولايعني كون الجيل الرقمي، في أغلبه، لايحترم السلطة أنه غير وطني، فـ87% من العينة يصرحون بأنهم فخورون ببلادهم، والمثير أن المراكشيين لا يتقاسمون بهذه النسبة هذا الفخر، بحيث لاتتعدى النسبة (وهي الأقل) 55%.
ولكن هذا الفخر لا يعني، في المقابل، فخرا بما تحقق من تنمية في البلاد، فالذين يعتقدون أن المغرب يتقدم إلى الأمام لايتعدون الثلث، وأغلبهم بيضاويون (42%)، يليهم المراكشيون فالطنجاويون.
وتعتقد الأغلبية الساحقة، وتصل نسبتها إلى 92%، أن الحياة كان بإمكانها أن تكون أفضلا لولا العراقيل تتقاسمه بنفس النسبة تقريبا كل المدن والفئات العمرية والسوسومهنية...
للإشارة فقد أنجز استطلاع الرأي في الفترة ما بين 22 نونبر و7 أكتوبر 2018، عبر الهاتف، مع عينة من 475 شخصا، أعمارهم بين 22 و35 سنة.
وقد شاركت فيه 242 امرأة و233 رجلا في الاستطلاع الذي هم مدن الدار البيضاء (100 شابة وشاب)، الرباط ومراكش وأكادير وفاس وطنجة، بـ75 مشاركا ومشاركة عن كل مدينة.