قررت هيأة الحكم التي تنظر في قضية المتهمين من أجل تصفية عبد اللطيف مرداس، البرلماني وعضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري، صباح اليوم (الاثنين)، بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، تأخير الملف إلى غاية 30 أكتوبر الجاري، من أجل إعطاء مهلة للمحامين لإعداد الدفاع، وإعداد المطالب المدنية بالنسبة إلى ذوي حقوق الهالك.
وانعقدت الجلسة الأولى للمحاكمة اليوم الإثنين 16 أكتوبر بحضور المتهمين الأربعة، وهم هشام المشتراي، المنتخب الجماعي عن التجمع الوطني للأحرار، بصفته المتهم الرئيسي، وشركائه، وفاء بنصامدي، وزوجة البرلماني المقتول، وصديقتها "الشوافة" رقية شهبون، وحمزة مقبول، ابن شقيقة المشتراي.
ومثل المتهمون أمام الهيأة الثالثة للجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف، بالقاعة رقم 7، التي تحتضن الجلسات ذات الاهتمام الكبير هم المتابعون من أجل تهم ثقيلة، تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد والإعدام حسب فصول مجموعة القانون الجنائي المغربي.
ويتعلق الأمر، وفق قرار الإحالة الذي اطلع عليه "تيل كيل -عربي"، بـ"تكوين عصابة إجرامية والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد"، و"محو آثار الجريمة قبل القيام بالعمليات الأولية للبحث القضائي بنية عرقلة سير العدالة"، علاوة على "تهريب مجرم من الاعتقال والبحث ومساعدته على الاختفاء والهروب"، مع "حيازة وحمل سلاح ظاهر بدون رخصة والاحتفاظ به خرقا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل".
ولم يظهر على المتمهين أمام هيأة الحكم، أي شعور أو سلوك خاص، باستثناء إصرار المشتراي، المتهم الرئيسي، ووفاء بنصامدي، زوجة القتيل عبد اللطيف مرداس، على الالتفات نحو أفراد من أسرهم لتحيتهم، فلم يكن الشرطي الذي يحرسهما في قفص الاتهام، يتردد في مطالبتهما بعدم الالتفاف والنظر نحو القاضي، الذي دخل مع المحامين في دردشة غير مسموعة بشأن مطالبهم بشأن تأخير الملف.
وكان المشتراي، المتهم الرئيسي، أول من خرج من قاعة الانتظار الخاصة بالسجناء، لحظة فتح القاضي للملف، وجاء بوجه حليق ونظارة طبية، مرتديا سترة حمراء، وتبعته رقية شهبون، "العرافة" التي تعمل إلى جانبه في حملاته الانتخابية بسباتة، والتي كانت وراء تعرفه على زوجة مرداس، ولعبت دور وسيطة التواصل بينهما خلال الأيام التي تلت الجريمة، إذ لم تكن تفارق زوجة البرلماني الراحل أثناء مباشرتها تلقي العزاء من سياسيين ووزراء.
وفيما احتفظت "الشوافة" بألوانها المفضلة التي ظهرت بها في بيت مرداس، ممثلة في "جلابة" وردية و"فولار" أحمر، دخلت زوجة البرلماني، قفص الاتهام، وهي ترتدي "جلابة" رفيعة باللون الأسود، وتضع على رأسها غطاء أبيضا براقا، ووقفت في أقصى اليسار، بينما وقف المشتراي في أقصى اليمين، يتوسطهما ابن شقيقته و"العرافة".
وفيما التفت زوجة مرداس في لحظات لتحية شقيقتها وبعض صديقاتها الموجودات في القاعة، ظل حمزة مقبول، الذي كان يسوق سيارة "داصيا" بخاله المشتراي، لحظة إطلاق النار على البرلماني ثم الفرار نحو تركيا حيث تم اعتقاله، مرتبكا، يبحث عن محاميته، التي دخلت القاعة متأخرة.