يعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ("كاف") الثلاثاء في السنغال اسم البلد المضيف لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2019 بين المرشح ين مصر وجنوب إفريقيا، بعد تقديم موعد اجتماع لجنته التنفيذية الذي كان مقررا الأربعاء.
وكان الاتحاد قد سحب أواخر نونبر الماضي، من الكاميرون استضافة البطولة المقررة بين 15 يونيو و13 يوليو المقبلين، على خلفية التأخر في إنجاز أعمال البنى التحتية ومنشآت الملاعب، إضافة الى مخاوف من الوضع الأمني.
وبعدما أعاد فتح باب الترشح للاستضافة، تقدمت كل من مصر وجنوب إفريقيا بطلبي ترشيح، وكان من المفترض أن يرسو الخيار على أحدهما اثر اجتماع للجنة التنفيذية للاتحاد القاري يعقد الأربعاء في العاصمة السنغالية دكار، قبل أن يعلن الكاف مساء الإثنين تقديم الموعد.
وأشار الاتحاد في بيان الى أن اجتماع اللجنة "تم تقديمه الى الثلاثاء الثامن من يناير 2019" عند الساعة 08:30 صباحا (بتوقيت غرينيتش) في أحد فنادق العاصمة السنغالية، "بعدما كان مقررا الأربعاء في التاسع من يناير في المكان نفسه".
وأكد الاتحاد أن "القرار بشأن المضيف لكأس الأمم الإفريقية 2019 هو على رأس أجندة الاجتماع" الذي سيليه مؤتمر صحافي يتوقع أن يعقد عند الساعة 10,30 ت غ.
ولم يحدد الاتحاد أسباب تقديم الاجتماع، علما أن موعده الجديد يصادف قبل ساعات من حفل توزيع جوائزه السنوية، والذي يقام في دكار أيضا.
وتنحصر المنافسة على الاستضافة بين مصر التي سبق لها تنظيم البطولة القارية الأهم على مستوى المنتخبات أربع مرات آخرها في عام 2006، وجنوب إفريقيا التي استضافتها مرتين (1996 و2013)، علما أنها الدولة الوحيدة في القارة التي استضافت نهائيات كأس العالم، وذلك في 2010.
وأعلن الاتحاد المصري اليوم أن وفدا منه يتقدمه رئيسه هاني أبو ريدة وصل دكار لـ"الترويج للملف المصري قبل التصويت الرسمي"، مشيرا الى شعار وفده هو "صوتك لـ7000 آلاف سنة حضارة".
ويتمتع كل ملف بنقاط قوة وضعف:
فمن حيث البنى التحتية، يرجح ألا يواجه أي منهما مشكلة في استضافة البطولة القارية، اذ يمكن لجنوب إفريقيا الاعتماد على الملاعب العشرة التي استضافت مونديال 2010، إضافة للبنية التحتية الممتازة.
وتعد البنية التحتية أيضا من نقاط القوة المصرية، اذ تمتلك الملاعب والطرق والفنادق والمطارات اللازمة. وسبق لأبو ريدة أن كشف عزم مصر على الاستضافة في ثمانية ملاعب في أربع مدن هي القاهرة (استاد القاهرة الدولي، استاد السلام، استاد الدفاع الجوي، الكلية الحربية)، وملاعب الجيش في برج العرب والإسكندرية والاسماعيلية والسويس.
ونظرا لتمتع البلدين بخبرة في مجال تنظيم البطولات، ستكون عوامل أخرى حاسمة في الاختيار، منها النقل التلفزيوني حيث تتمتع جنوب إفريقيا بأفضلية لكون الانتاج التلفزيوني فيها من الأفضل في القارة، ما سيؤثر في تنظيم حدث سيتابعه الملايين في العالم عبر الشاشات.
ومن المتوقع أن تكون عوامل أخرى أيضا ذات وزن، من الإقبال الجماهيري على متابعة مباريات كرة القدم، الى الوضع الأمني والسياسي، وحتى الظروف المناخية التي ستكون على تضاد في يونيو يوليو: جنوب إفريقيا في عز فصل الشتاء، ومصر في عز الصيف، وذلك نظرا لوقوع البلدين على جانبين مختلفين من خط الاستواء.
نقطة أخرى قد تدخل في عملية الاختيار هي "الولاء". فجنوب إفريقيا أثارت جدلا في يونيو 2018 عندما اختارت التصويت لصالح الملف الثلاثي المشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لاستضافة نهائيات مونديال 2026، على حساب مرشح إفريقي هو المغرب.
وكان المغرب أبرز المرشحين لاستضافة البطولة القارية المقبلة بعد سحب التنظيم من الكاميرون، بحسب ما أشارت إليه التقارير الصحافية، الا أن المملكة أعلنت بشكل مفاجئ في 12 ديسمبر الماضي، قبل يومين من إغلاق باب الترشح، نيتها عدم التقدم بطلب الاستضافة.
وأثار قرار سحب التنظيم من الكاميرون جدلا واسعا على مستوى القارة، اذ أنه سبق للاتحاد الإفريقي عام 2014 في عهد رئيسه السابق عيسى حياتو، اختيار الدول المضيفة لثلاث نسخ من البطولة: 2019 في الكاميرون، 2021 في ساحل العاج، و2023 في غينيا.
الا أن الرئيس الحالي للكاف أحمد أحمد، أعلن بعد سحب التنظيم من الكاميرون، قراره منح البلاد فرصة إضافية، وأن يعهد إليها بتنظيم نسخة 2021 بدلا من 2019، وبالتالي إرجاء الاستضافة العاجية حتى 2023.
وفي حين بقي وضع غينيا غير واضح، حسم أحمد الأمر في وقت سابق الاثنين، بتأكيده أن غينيا وافقت على استضافة نسخة 2025.
وقال أحمد للصحافيين، غداة لقائه رئيس البلاد "أنا سعيد لموافقة غينيا على ترحيل كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها الى 2025 وأنا فخور لكون رئيس جمهورية غينيا ألفا كونديه وافق شخصيا على هذا الترحيل".
وقال الأمين العام لرئاسة الجمهورية كيريدي بانغورا في تصريح لوكالة فرانس برس "صراحة، نحن سعداء وقد قبلنا بهذا القرار كخطوة تضامنية مع الاتحاد الإفريقي. حدث ترحيل لنسخ أمم أفريقيا وكون الأمر لا يتعلق بغينيا وحدها، فقد قبلنا بهذا الترحيل".