بعد يوم طويل من "العصيان المدني"، ومن الترقب، يقضي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أول ليلة له في الجزائر العاصمة، بعد عودته من جنيف، دون تقديم عرض جديد للمحتجين الذين تجاوززا رفض العهدة الخامسة إلى إسقاط النظام.
فقد بثت وكالة الأنباء الجزائرية خبرا موجزا جاء فيه "عاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ظهيرة اليوم الأحد، إلى أرض الوطن بعد زيارة خاصة إلى جنيف (سويسرا) حيث أجرى 'فحوصات طبية دوري'، حسب ما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية. و كان رئيس الجمهورية قد توجه يوم 24 فبراير الفارط إلى جنيف من أجل فحوصات طبية دورية".
وقد وهبطت طائرة تقل الرئيس الجزائري اليوم الأحد في مطار بوفاريك العسكري جنوب غربي العاصمة الجزائر.
وكانت طائرة حكومية جزائرية هبطت في مطار كوينترين في جنيف، صباح اليوم ورأى شاهد من رويترز الطائرة "غلف ستريم"، والتي أقلت بوتفليقة إلى جنيف في 24 فبراير، تهبط في المطار وسط وجود مكثف للشرطة.
ودفع قرار الرئيس خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل عشرات الآلاف من الجزائريين من مختلف الطبقات الاجتماعية للاحتجاج على مدى الأسابيع الثلاثة المنصرمة.
ولم يبد الجزائريون أي رغبة في التراجع رغم عرض بوتفليقة تقليص فترة رئاسته إذا فاز في الانتخابات، حيث رفض الطلاب تقديم العطلة، لإغلاق الأحياء الجامعية، ما جعلهم يخرجون بكثافة في احتجاجات قبل التواعد على مسيرات حاشدة يوم الثلاثاء.
وخرج الآلاف إلى الشوارع اليوم الأحد مرددين هتافات تقول "لا للعهدة الخامسة" وأغلقت العديد من المتاجر في الجزائر العاصمة وقال سكان إن خدمة القطارات توقفت.
ويشعر الشبان الجزائريون بالغضب من تراجع فرص العمل ومن ارتفاع معدلات البطالة ومن الفساد وسيطرة الصفوة من كبار السن.
وتمكن بوتفليقة من الاستمرار في السلطة بعد انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام مستبدين في دول مجاورة في عام 2011 لأن الجزائر لديها احتياطيات أجنبية كافية لدعم الإنفاق الحكومي.
كما شارك جزائريون أكبر سنا في الاحتجاجات بعد أن اضطروا لتحمل حملات أمنية على المعارضين في مقابل الاستقرار بعد الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي، ويظهر بعض من هؤلاء الآن في التجمعات الحاشدة.