لم تجد الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكفونية لويس موشيكيوابو أي حرج في الرد على تساؤلات طلبة مغاربة وأفارقة حول تنامي قوة اللغة الإنجليزية على حساب الفرنسية، خاصة في مجالات العلوم والدراسات العليا.
وحاصرت أسئلة وشكوى حملها اليوم في مدينة مراكش طلبة الجامعة الخاصة، خلال لقاء على هامش المؤتمر 37 لوزراء الشباب والرياضة في الفضاء الفرنكفوني المنعقد منذ الاثنين في المدينة الحمراء.
وأقرت لويس موشيكيوابو بتفوق اللغة الإنجليزية على الفرنسية، وقالت إن السر وراء تنامي نفوذ اللغة الإنجليزية يعود اساسا إلى كونها لغة مال وأعمال، بينما تتوفق اللغة الفرنسية في ما سمته "المرافعة عن الحقوق".
وفسرت الرواندية موشيكيوابو، التي شغلت منصب وزير خارجية بلادها سابقا، أن تفوق التعليم العالي الإنجليزي، من خلال استحواذه على مراجع العلوم الحديثة، نابع بالأساس من كون الجامعات، وتحديدا الأمريكية، تتوفر على مصادر تمويل هائلة، وأن الأمر يسري على دول الكومنويلث أيضا، إذ بإمكان الجامعات في هذه الدول أن تستثمر في البحث العلمي وتجني المال.
وأضافت موشيكيوابو بأن المنظمة العالمية للفرنكفونية تفكر حاليا في كيفية توفير الدعم المالي لتقوية الحضور الفرنسي في مجال البحث العلمي والدوريات العلمية المتخصصة في نشره الأبحاث.
ويأتي لقاء الأمينة العامة للفرنكفونية في توقيت يعرف فيه المغرب جدالا حول لغات التعليم الاجنبية للمواد العلمية في جميع المستويات.
وصبت أسئلة الطلبة على مجهودات المنظمة العالمية للفرنكفونية لتشجيع البحث العلمي ونشر رسائله وأبحاثه باللغة الفرنسية، ويقول أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الخاصة في مراكش، سعيد الرايسي، إن علينا أولا جعل الفرنسية مضادا للإنجليزية والعكس كذلك.
ويرى الرايسي في تصريح لـ"تيل كيل عربي" أن اللغة الفرنسية ليست مجرد لغة، وإنما هي تراث إنساني وفكري مهم ينتمي إليها كثيرون وهم ليسوا بالضرورة فرنسيين، ويضيف "أعتقد أن الهجوم على الفرنسية يأتي دوما على يد من يرون فيها لغة المسيطر أو الطاغي، إنها نظرة خاطئة، وأنا أفتخر بأن لي هوية فرنكفونية، فلولا اللغة الفرنسية لما رأينا في الجامعة الخاصة لمراكش طلبة من 20 جنسية بيننا".