أعلن باحثون أول أمس الاثنين أن سيدة مصابة بسرطان الثدي في مرحلة متقدمة وفشل معها العلاج الكيماوي، شفيت من مرضها بفضل تجريب العلاج المناعي الذي يقوم على تقوية الجهاز المناعي.
وكانت السيدة، التي استفادت من علاج هو الأول من نوعه في العالم، قد تعافت كليا من منذ سنتين، حسب ما قال الفريق الطبي الذي أشرف على حالتها في المعهد القومي للسرطان في مدينة "بثيسدا" (بضاحية العاصمة الامريكية واشنطن) وبجامعة "ريتشموند". وكانت حالتها صعبة بعد أن مس المرض الخبيث أعضاء أخرى من جسمها.
ويعتمد "العلاج المناعي" على تحفيز الدفاعات المناعية للجسم، وقد أفضى إلى نتائج طيبة لدى بعض المصابين بسرطانات الرئة، وعنق الرحم، والدم، والجلد، والبروستات.
ويقوم الأطباء الذين يعتمدون هذا العلاج بأخذ خلايا من الجهاز المناعي للمريض وتحويلها ثم إعادة زرعها. ويتم فرز هذه الخلايا المقتلعة والاحتفاظ بتلك التي تعرفت على الخلايا السرطانية، بعد ذلك يعمل المتخصصون على "تنشيطها" لكي تهاجم تلك المريضة.
وقال الباحثون المشرفون على حالة هذه السيدة "نحن في فجر ثورة عارمة"، وأضاف لازلو رادفانيي، من "معهد أونتاريو للأبحاث حول السرطان" بمدينة "تورنتو" الكندية، في بحث منشور في مجلة "نيتشر مدسين"، "إننا حقا في فجر ثورة عارمة ستمكننا من بلوغ هدفنا المتمثل في استهداف التحولات المتعددة للخلايا، والتي تفضي إلى السرطان، بفضل العلاج الكيماوي".
من جهته يرى "آلان ميلتشر"، أستاذ العلاج المناعي بـ"معهد الأبحاث حول السرطان في لندن، أن هذه الجهود "تشكل تقدما هائلا (...) وتبين كيف يمكن استثمار قوة الجهاز المناعي في التصدي للسرطانات الأكثر صعوبة".