جريمة إمليل الإرهابية.. "تيل كيل عربي" يعيد تركيب الجريمة

المتهمون الثلاثة في جريمة إمليل لحظة اعتقالهم
أحمد مدياني

تفيد المعلومات التي حصل عليها "تيل كيل عربي"، أنه "بعد ازدياد أعداد المستقطبين للخلية غير أعضاؤها جميعهم فكرة الإلتحاق بتنظيم (داعش) بسبب تشديد الإجراءات الأمنية بالحدود التركية السورية، ليقرروا تنفيذ عمليات إرهابية بالمغرب، استجابة لأوامر قادته وانخراطاً منهم في مخططه التخريبي التوسعي".

وبتاريخ 12 دجنبر 2018 "اجتمع كل من كل من (ع ص ج) و(ي أ) و(ر أ) و(ع ر خ) واتفقوا على الشروع في تنفيذ عملياتهم الإرهابية المخطط لها سلفا بمنطقة إمليل".

"وفي صبيحة اليوم الموالي 13 دجنبر 2018، قام (ي أ) بإعداد راية تنظيم (داعش) وقام بوضعها على جدار إحدى الغرف، واتفقوا على  وضع هذه الراية وتصوريها على جثث السياح الذين يستهدفونهم، ثم جلسوا جميعهم قبالة كاميرا هاتف نقال مع وجود خلفية تبين شعار (داعش)، وتسجيل شريط مرئي أعلن فيه متزعم الخلية بيعتهم جمعا للمدعو أبو بكر البغدادي على السمع والطاعة وعلى أنهم يعتبرون أنفسهم من جنوده بالمغرب الأقصى، ناعتا النظام المغربي بالطاغوت..."

وبتاريخ 14 دجنبر 2018 "اجتمع الأربعة وبحوزتهم مديات كبيرة الحجم وأغطية وخيمة، كما أن (ع ر خ) كان يحمل معه راية التنظيم إضافة إلى سكين متوسط الحجم قابل للطي وسادلور، وعند وصولهم إلى منطقة إمليل سلكوا طريقا تؤدي إلى الشلالات بجبل توبقال طيلة يوم الجمعة، يترصدون وترقبون قدوم سباح أجانب لعين المكان، إلى أن صادفوا سائحتين أجنبيتن على متن دراجتيهما الهوائيتين، فقرروا استهدافهما، غير أن (ع ص خ) طلب منهم التريث، وبعد مرور أربع ساعات سيرا على الأقدام نصبوا خيمتهم بمكان قريب من شلالات حيث قضوا المبيت بعد أن قاموا بشحد المديات التي بحوزتهم بواسطة مبرد أحضره المسمى (ر أ)".

وبتاريخ 15 دجنبر 2018 "تابعوا صعودهم نحو قمة حبل توبقال حيث كان (ع ص ج) يقوم بتصويهم بواسطة هاتف النقال وهم يرددون عبارات جهادية حماسية، ليصادفوا سائحتين أجنبيتين مرفوقتين بثلاثة مرشدين سياحيين، قرروا استهدافهما وتصفيتهما جسديا، إلا أنهم تراجعوا عن ذلك بعدما لاحظوا تواجد مواطنين مغاربة، وتابعوا صعودهم إلى أن صادفوا سائحا أجنبيا يتسلق وتراجعوا عن استهدافه مرة أخرى بعدما لاحظوا تواجد سكان محليين، ثم واصلوا سيرهم، وفي مساء نفس اليوم اقتحموا غرفة وقضوا المبيت بها.

"وفي طريقهم صعودا إلى الجبل صادفوا سائحاً آخراً تراجعوا عن استهدافه بعدما أخبرهم أنه يعتنق الديانة الإسلامية"، يوم 16 دجنبر 2018. و"حوالي الساعة السابعة من مساء نفس اليوم عند المرتفع المؤدي إلى ضريح شمهروش صادفوا شخصا أخبروه بأنهم يبحثون عن غرفة للكراء، فدلهم على منطقة بالجبل لنصب خيمتهم، وتزامن ذلك مع نزول السائحتين الضحيتين بالقرب منهم، ليتعقبوا خطواتهما وليقرروا استهدافهما في وقت متأخر من الليل، وبالتالي صاروا يراقبونهما ويترصدوهما لتصفيتهما، وقسموا الأدوار في ما بينهم على أساس أن يتكلف (ع ص ج) و(ي أ) بعملية ذبح السائحتين وأن يتكلف (ر أ) بتصوير عملية الذبح بواسطة الهاتف النقال الخاص بـ(ع ص ج).

و"بحلول منتصف الليل وبعد استيقاظهم تجهزوا لهذه العملية، إذ قام (ي أ) باصدار صوت بغاية إجبار السائحتين على الخروج لباغتهما (ع ص ج) بضربة بواسطة المدية على مستوى يدها، وبعج ذلك تمت محاصرة السائحتين من طرف (ر أ) و(ع ص ج) و(ي أ) الذين أحكموا قبصتهم عليهما لوجه لهما هذان الأخيران عدة طعنات بواسطة مديات، وبعد السيطرة على الضحية الأولى شرع (ع ص ع) في ذبحها بمساعة (ر أ) الذي ضغط برجله بقوة على رأسها، ولأن المدية التي كانت بحوزة (ع ص ج) لم تكن حادة، فقد تسلك من (ر أ) مديته ليتمكن بواسطتها من فصل رأس الضحية ووضعه بجانب جسدها، واستمر (ي أ) في طعن السائحة الثانية بواسطة سكين متوسط الحجم ذي قبصة سوداء اللون قابل للطي على مستوى عنقها، إلى أن تمكن من إحكام قبضته عليها، ليقوم بذبحها وفصل الرأس عن الجسد بواسطة نفس السكين، بعد ذلك حمل بيده الرأس المقطوعة خارج الخيمة طالبا من (ر أ) تصويره.

وبعد تنفيذهم للعملية، قرروت لقاء عضو خليتهم (ع ز) من أجل تزويدهم بالمال لتمويل عملية فرارهم إلى مدينة العيون وهو ما استجاب له بعدما سبق أن أطلعه متزعم الخلية على فيديو جريمتهم الإرهابية عبر تطبيق التيلغرام بتاريخ 17 دجنبر 2018، بالإضافة إلى رسالة صوتية يخبره فيها بنجاحهم ويحرضه على  القيام بعمليات ممثالة، وسلمهم (ع ز) مبلغ 1000 درهم وكيسين بلاستيكيين يحتويان على مواد غذائية وفواكه.