كشف مسؤول بالبيت الأبيض أن مصر والأردن والمغرب قبلت حضور مؤتمر البحرين حول السلام في الشرق الأوسط، الذي ترعاه واشنطن، وينعقد يومي 25 و26 يونيو، حسب "أسوشييتد بريس".
الخبر ذاته أكدته "رويترز" التي استندت فيه إلى "مسؤولين أمريكيين" ذكروا أن البلدان الثلاثة أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتزامها الحضور في مؤتمر المنامة بشأن مقترحات لدعم الاقتصاد الفلسطيني في إطار خطة سلام تستعد الولايات المتحدة لطرحها.
مصادر "أسوشايتد بريس" داخل البيت الأبيض اعتبرت الرد الإيجابي على دعوة واشنطن لمؤتمر المنامة نصرا للولايات المتحدة الأمريكية ، وسط مقاومة شبه شاملة للمقترح الأمريكي في المنطقة العربية، معتبرة قرار المشاركة "خبرا مرحبا به".
المغرب و"صفقة القرن"
وكان جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب ومستشاره والمعروف بكونه "عراب صفقة القرن"، قد زار المغرب، واستقبله الملك محمد السادس يوم 28 ماي المنصرم، وهمت المحادثات "تعزيز الشراكة الاستراتيجية العريقة والمتينة ومتعددة الأبعاد بين المغرب والولايات المتحدة، وكذا التحولات والتطورات التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط"، حسب وكالة المغرب العربي للأنباء.
من جانبه، كان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، قد قال يوم السبت الماضي بالرباط، "إن المغرب ليس على علم لحد الآن بأي خطة للسلام" لتسوية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنه سيعلن موقفه "عندما سيعرف الخطوط العريضة ومضمون وتفاصيل هذه الخطة".
وأكد الوزير، خلال لقاء صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي، جان-إيف لو دريان، في معرض رده على سؤال حول الموقف المغربي بخصوص "خطة السلام" التي ستكشف عنها الولايات المتحدة قريبا من أجل تسوية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إن المغرب، وعلى غرار سائر البلدان، ليس على علم بعد بمضمون أي خطة للسلام، وسيعلن موقفه عندما سيعرف الخطوط العريضة ومضمون وتفاصيل هذه المبادرة".
وأضاف أن الزيارة الأخيرة للمستشار الرئيسي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جاريد كوشنير، تمحورت حول العلاقات الثنائية وحول تطور الوضع في الشرق الأوسط .
وشدد بوريطة على أن هذه الزيارة شكلت مناسبة للمغرب وللملك محمد السادس لتجديد التأكيد على المواقف "المعروفة جيدا" للمملكة حول هذه المسألة، بالإضافة إلى تقييم المغرب للدينامية التي يشهدها شمال إفريقيا والشرق الأوسط على حد سواء"، مؤكدا أنه "لم تكن هناك محادثات حول أي خطة للسلام لا تعرف ملامحها".
مصر والأردن والخصوصية
في سياق متصل، تعتبر مشاركة مصر والأردن مهمة على نحو خاص لأنهما تاريخيا طرفان رئيسيان في جهود السلام الإسرائيلية الفلسطينية ولاعتبارهما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان أبرمتا معاهدة سلام مع إسرائيل.
في المقابل، أثار قرار الزعماء الفلسطينيين مقاطعة المؤتمر الشكوك بشأن فرص نجاحه. وهم ينأون بأنفسهم عن جهد دبلوماسي أمريكي أوسع للسلام يطلق عليه ترامب "صفقة القرن" ويرجح الفلسطينيون أن يكون منحازا بشدة لصالح إسرائيل وأن يحرمهم من إقامة دولة.
وكتب صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في خطاب يحمل تاريخ العاشر من يونيو وموجه لدبلوماسيين أجانب بالأراضي الفلسطينية يقول إن حضور الفلسطينيين مؤتمر المنامة سيستغل في إضفاء الشرعية على المبادرة التي قال إنها تهدف إلى حرمانهم من حقوقهم.
وعلى الرغم من ذلك يواصل مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر الترتيبات الخاصة باجتماع البحرين، حيث مع المتوقع أن يتم الكشف عن الشق الاقتصادي من خطة السلام باعتباره الخطوة الأولى منها.
وقبول الأردن ومصر دعوة حضور المؤتمر سيأتي إلى الطاولة بدولتين لهما حدود مع كل من الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.
وسبق أن أكدت السعودية وقطر والإمارات حضورها وفقا لما أعلنه مسؤول بالبيت الأبيض.
ورفض مسؤول الإفصاح عن مستوى تمثيل تلك الدول. وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم وجهوا الدعوة لوزراء الاقتصاد والمالية وكذلك لكبار قطاع الأعمال بالمنطقة والعالم للمشاركة وبحث الاستثمار في الاقتصاد الفلسطيني المتعثر بقطاع غزة والضفة الغربية، حسب "روترز".
وتعتزم مؤسسات مالية دولية، ومنها صندوق النقد والبنك الدوليان، الحضور أيضا.
"أسف" الحكومة الفلسطينية
وأعربت الحكومة الفلسطينية عن أسفها لإعلان دول عربية حضورها مؤتمر البحرين.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة إنها "تعرب عن أسفها الشديد لإعلان كل من القاهرة وعمان المشاركة في تلك الورشة وتدعوهما وجميع الدول الشقيقة والصديقة للتراجع عن المشاركة فيها".
وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول "تحت غطاء هذه المشاركة تخليق حلول خارج رحم الشرعية الدولية تنتقص من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره بإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية".
وتابع المتحدث الفلسطيني قائلا إن تلك المشاركة ستحمل "رسائل خاطئة للولايات المتحدة حول وحدة الموقف العربي من رفض صفقة القرن مثلما تشكل ثغرة تنفذ منها إدارة ترامب لتنحية المقاربة السياسية لحل القضية الفلسطينية لصالح المقاربة الاقتصادية التي تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية إنسانية إضافة لما تشكله تلك الصفقة من انتهاك فاضح لقرارات الشرعية الدولية واستهتار بمبادرة السلام العربية".
ولم يكشف المسؤولون الأمريكيون عن توقيت المرحلة الثانية من مبادرتهم، التي ستشهد طرح مقترحات لحل القضايا السياسية الشائكة التي تقع في لب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبينما تتجه إسرائيل إلى انتخابات جديدة في شتنبر بعدما فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الوفاء بمهلة لتشكيل الحكومة، من المتوقع أن تزيد حالة عدم اليقين تلك من تأجيل الإعلان عن الخطة بالكامل.
ويتشكك معظم الخبراء في أن تنجح إدارة ترامب فيما فشلت فيه الإدارات الأمريكية المتعاقبة طيلة عقود.