نساء ورجالا، شيوخا وأطفال، يلتحفون أعلام الوداد، داخل سيارتهم وعلى أرجلهم قاصدين مركز مدينة الدار البيضاء، و"كورنيش" عين الذئاب، كلهم يتغنون بعشق الأحمر، بعد تتويج النادي بلقب عصبة الأبطال الإفريقية مساء يوم أمس السبت على حساب النادي الأهلي المصري.
وما إن أعلن حكم المباراة نهاية اللقاء، حتى انطلقت الاحتفالات من المدرجات. لا صوت يعلو على صوت عشق "الحمرا والبيضا"، حناجر لم تتوقف عن التشجيع طيلة الـ90 دقيقة من المباراة وقبلها وبعدها بكثير.
خارج مركب محمد الخامس، وما إن أكمل لاعبو الوداد الرياضي دورتهم الشرفية على الملعب، حاملين الكأس القارية الغالية، "احتل الوداديون" شوارع الدار البيضاء، "آنفا" و"غاندي" و"بئر انزران" و"الخطابي" و"ابن سينا"... كل الطرق تؤدي إلى مكان حيث تجمعت جماهير الوداد للاحتفال بثاني لقب للفريق برسم كأس عصبة الأبطال الإفريقية.
منبهات السيارات، وأعلام القلعة الحمراء، فضلاً عن الشهب النارية، ونساء يحملن الدف و"الطعارج"، اصطففن على طول شارع "الجيش الملكي" قرب بوابات المدينة القديمة، كل هذا كان ضمن مشهد الفرح والاحتفال بفوز الوداد.
ليلة بيضاء عاشتها ولا زالت تعيشها العاصمة الاقتصادية إلى حدود كتابة هذه الأسطر. كانت نقط تجمع المشجعين المزهوين بالنصر على الأهل المصري في مباراة نهاية العصبة، عند تقاطع شارع "أنفا" و"الجيش الملكي"، وبعد ذلك بأمتار قليلة، تحديداً عند مداخل المدينة القديمة، تحلق عدد من الشباب حول نسوة خرجن للاحتفال وهن يزغردن ويطربن بـ"البندير والطعارج".
تغنت الجماهير بـ"أميغو" و"جوج نجمات" و"شحال نعشق لونها" و"كازا نوسترا"... وغيرها من أناشيد جماهير "الوينرز"، احتفالات كما عاينها "تيل كيل عربي"، مرت دون تسجيل أي انفلات وسط انزال أمني مكثف.
وبالانتقال إلى شارع "كورنيش عين الذئاب"، توقفت حركة السيارة عنده، وصدحت الحناجر فرحاً بتحقيق حلم التتويج القاري الذي طال انتظاره بالنسبة لجماهير الوداد منذ العام 1992، وبالنسبة للكافة الجماهير المغربية والأندية الوطنية منذ العام 1997. هناك، أشعل محبو الحمراء الشهب النارية، وأطلقوا حناجرهم للاحتفال باللقب، اصطف عدد منهم فوق سور مقابل للشارع، وجسدوا نفس الاحتفالية التي شهدها مركب محمد الخامس.
احتفالية جماهير الوداد لم تقف عند أحياء وسط المدينة، بل امتدت إلى عمق الأحياء الشعبية، كما أظهرت مقاطع فيديو نشرت على موقع "يوتيوب"، خروج أنصار الوداد ومن ساندهم للفوز باللقب القاري، بالعشرات في مدن الرباط ومراكش وفاس وطنجة والجديدة... للاحتفاء بأبناء الحسين عموتة، أول مدرب مغربي يفوز بكأس عصبة أبطال إفريقيا.