" ثلاث نقاط" للمنتخب الوطني المغربي في مباراة ناميبيا، كانت حصيلة المنتخب الوطني المغربي في أول ظهور له بالجولة الأولى من دور مجموعات كأس أمم إفريقيا، بعد الأداء "المتذبذب" للعناصر الوطنية بملعب السلام، في لقاء عرى عن مشاكل عديدة بالتشكيلة التي قدمها هيرفي رونار.
ولعل أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع، أن ينتظر اللاعبون هدية من الخصم في الدقيقة 89 من عمر المباراة، من أجل هز شباك الخصم الناميبي، وتحديداً عندما سجل اللاعب كيمني ضد مرماه، منهيا اللقاء بتفوق للأسود.
وبين تشكيلة "غير منسجمة" بالمستطيل الأخضر، وحرارة القاهرة، والإصابات التي اختارت التوقيت الخطأ لتضرب الترسانة البشرية للأسود، خرج المنتخب بنقاط ثلاث ستفتح أمامه كل الحظوظ للعبور إلى الدور المقبل، ومواجهة كل من الكوت ديفوار، وجنوب إفريقيا توالياً، بمعنويات عالية.
الحرارة ولكن !
لن يختلف اثنان حول تأثير الحرارة والرطوبة في العاصمة المصرية القاهرة، على المخزون البدني للمنتخب الوطني المغربي ولاعبيه منذ الدقائق الأولى من المواجهة.
وبالرغم من القوانين التي تؤكد توقيف المباراة في مناسبتين لاسترجاع الأنفاس، إلا أن اللاعبين فقدوا مخزونا كبيرا من لياقتهم، في اللقاء الذي أجري على الساعة الرابعة والنصف عصراً، وحرارة وصلت إلى 38 درجة عند افتتاح اللقاء .
هيرفي رونار، الذي برمج حصصا تدريبية في نفس التوقيت خلال الأيام الثلاث الأخيرة، كان يعلم جيداً بأن للحرارة تأثيرا كبيرا على الأداء، لكنه وفي الآن ذاته، شدد على أن المنتخبين معاً سيعيشان نفس الظروف، وعليهما التعايش معها وتجاوزها.
غياب الانسجام بين الوافدين الجدد
غابت الفعالية عن الثنائي المهدي بوربيعة ويوسف النصيري في مباراة اليوم، وهما الاسمين البديلين اللذين تم الاستنجاد بخدماتهما، لتعويض الإصابات التي ضربت كثيبة الأسود.
بوربيعة وأيت بناصر، كانا تائهين وسط المستطيل الأخضر بالشوط الأول من المباراة، قبل أن يفطن هيرفي رونار إلى أن اللاعبين لم يندمجا وكانا عبئاً على اللاعبين الذين جاورهما بوسط الميدان، ليكون التغيير في الدقائق الأولى من الشوط الثاني.
وحملت التغييرات التي قادها هيرفي رونار، ديناميكية للتشكيلة، التي أصبحت تتحرك بأريحية، ووصلت في مناسبات عديدة نحو مرمى الخصوم.
الإصابات قلصت من اختيارات المدرب
أترث الإصابات التي تعرض لها لاعبو المنتخب الوطني المغربي، على اختيارات المدرب هيرفي رونار، في مباراة ناميبيا اليوم، بعد تقليص دائرة اختياراته في مجموعة من المراكز.
رونار الذي فاجئ الجميع بتشكيلة مغايرة عن تلك التي تابعتها الجماهير طيلة المشاركات الرسمية الأخيرة للمجموعة، لم تكن لخلق الإثارة، أو بحثاً عن توليفة "سحرية"، لكن إصابة يونس بلهندة بالكاحل، وعدم تعافي الثنائي مروان داكوستا، ونصير مزراوي، كان السبب.
ومن المرتقب، أن تكون عودة الأسماء الأساسية كبلهندة للتشكيلة وخصوصا خط وسط الميدان الذي بدأ لقاء اليوم تائها، ستعيد التوازن للمجموعة في المباراتين المقبلتين، أمام خصوم بتجربة كبيرة، ويتعلق الأمر بالكوت ديفوار ثم منتخب جنوب إفريقيا.
دور زياش !
لعل الأنظار اليوم كانت كلها متجهة صوب حكيم زياش، لاعب فريق أياكس أمستردام الهولندي، وواحد من اللاعبين الذين لم يخذلوا الأسود طيلة المشاركات الأخيرة مع المجموعة، إلا أن الغيابات والتغييرات التي سجلتها التشكيلة، حرمت الجماهير من متابعة صانع ألعاب حقيقي.
زياش الذي تحرك بشكل كبير وسط الملعب ونشط الهجوم منذ الدقائق الأولى، لم يجد السند إلا خلال الشوط الثاني من اللقاء، بعد الدفع بورقة سفيان بوفال، صاحب التقنيات العالية، والذي دخل في أجواء التنافس تدريجيا، في انتظار مشاركاته القادمة.
ورغم عدم سطوع نجم زياش كما ينبغي في لقاء اليوم، إلا أنه يعد من بين اللاعبين الذين قدموا 90 دقيقة مستحسنة، وكان ينقصه فقط المساندة لاختراق دفاع الناميبيين الذي صمد لـ 89 دقيقة.