يذهب مزارعون على ارتفاع مردودية إنتاج الحبوب في جزء من ضيعاتهم، بعد تطبيق تقنية المنصات التطبيقية، التي تقوم على احترام مسار تحليل التربة واستعمال الأسمدة وحسن استعمال المياه، الذي لم يعهدوه في السابق.
وتندرج المنصات التطبيقية، ضمن برنامج " المثمر" الذي أطلقه المجمع الشريف للفوسفاط في الموسم الفلاحي الحالي، وهي منصات يتم إنجازها بشكل مشترك مع النظام الإيكولوجي الفلاحي، حيث يتم اختيار، إنشاء، تتبع وتقييم المنصات التطبيقية، التي تمكن من استخدام وإدماج الابتكارات الفلاحية المتلائمة مع الأنظمة الزراعية.
وتقوم فكرة المنصات التطبيقية، على حلول المهندسين الزراعيين باستغلالية الفلاح، حيث يتولون أخذ عينة من تربة أرضه وتحليلها واختيار الأسمدة التي توافقه، التي تستعمل في قطعة من أرضه، مع تتبع استعمال المدخلات والمياه، كي يقاس، بعد ذلك، مستوى المردودية المحقق، بالمقابل يقوم الفلاح بزراعة جزء من أرضة بالطرق التي اعتاد عليها، حيث يتم من العمليتين، الوقوف على الفارق على الإنتاج.
وأكد مزارعون خلال اليوم الذي خصصه المجمع الشريف للفوسفاط، اليوم الخميس ببنكرير، للآثار الناجمة عن مقاربة المنصات التطبيقية، على مستوى مردودية زراعات الحبوب والقطاني، على أن تجاوز ، رغم ضعف التساقطات المطرية في الموسم الفلاحي الأخير.
وخصص المجمع الشريف للفوسفاط، في أطار " المثمر"، في الموسم الزراعي الأخير حوالي ألفي منصة تطبيقية الزراعية، حيث همت زراعات الحبوب والقطاني و أشجار الزيتون، والخضر والفواكه.
وقدمت اليوم ببنكرير، حصيلة تطبيق نظام المنصات على مستوى المردودية بالنسبة لزراعة الحبوب والقطاني، التي استدعت إنشاء وتتبع 1071 منصة، تنضاف إليها 460 قطعة فلاحية مرجعية.
وتوزعت تلك المنصات على 21 أقليما، همت أساسا الحبوب الخريفية عبر 785 منصة والقطاني عبر 286 منص، حسب ما تجلى من اليوم الدراسي، الذي حضره خبراء مغاربة وأجانب، من أجل تبادل وجهات النظر حول دور التقنيات الجديدة، بما فيها الهواتف الذكية، في تحسين الممارسات الزراعية وزيادة المردودية.
واسترشد في هذه العملية بالتدبير المندمج للرزراعات، حيث يقوم على الاستخدام المعقلن للمياه، والمدخلات الزراعية المحافظة عل الموارد الطبيعية.
وطبقت ثلاثة أصناف من الأسمدة على مستوى المنصات التطبيقية، والمتمثلة في التركيبات الجهوية الموصى بها عبر خارطة الخصوبة، والتركيبات الجهوية التي تحتوي على الكبريت، والتركيبات المشخصة والملائمة لنوعية التربة والزراعات.
وذهب حسن رفيق، منسق مبادرة "المثمر" بالمجمع الشريف للفوسفاط، إلى تحقيق زيادة ملحوظة في مردودية الحبوب، حيث أشار إلى أن التركيبات الاعتيادية ساهمت في رفع إنتاج الحبوب بـ 23 في المائة، بينما ساعددت التركيبات الجهوية في ارتفاع المردودية بنسبة 48 في المائة، والتركيبات الخاصة المعتمدة على تحليل التربة من أجل فقد حققت مردودية كبيرة في جميع المناطق.
وسجل أن استخدام تلك التركيبات، ساعد فيما يخصل بالقطاني، على رفع الإنتاج بنسبة 43 في المائة، غير أنه بدا أن التركيبات التي تحتوي عل الكبريت ساهمت في ارتفاع الإنتاج 93 في المائة.
وخلص رفيق، الذي قدم مختلف مستويات المردودية، حسب مناطق البور والمسقية، أن النتائج المحققة، تؤشر على إمكانيات رفع المردودية بالنسبة للمزاعين والزراعات، إذا ما تم الاسترشاد بطرق في الزراعة تحترم المسارات، التي تستند، بشكل خاص، على استعمال الأسمدة التي توافق طبيعة التربة.
ويلاحظ مزارعون، أن الطلب على تدخل مهندسي « المثمر » الذي يرعاه المجمع الشريف للفوسفاط، يثير انتباه جيرانهم من المزارعين، الذي يطلبون تمتيعهم بنفس المسار، ما يبرر الطلب الذي عبر عنه، خلال اليوم الدراسي، من أجل زيادة عدد المنصات في العديد من المناطق.
وينتظر أن تضاعف عدد المنصات التطبيقية كي تصل إلى 4000 منصة، بعدما كانت في حدود ألفين في الموسم الأخير، في الوقت نفسه، الذي يرتقب أن سيتم إخضاع 10500 هكتار للزرع المباشر، الذي يقوم على وضع البذور في الأرض بدون حرث، ما يساعد على القليل من ضياع المواد العضوية والكيماوية التي تتغذي بها النباتات.
برنامج "المثمر"
وكان المجمع الشريف للفوسفاط، أطلق في شتنبر الماضي، برنامج « المثمر »، وهي الآلية التي تتوجه إلى المزارعين الصغار والمتوسطين تحديدا، الذي يحتاجون إلى الإرشاد على مستوى الأسمدة التي توافق أراضيهم، ما يساعدهم على عقلنة تدخلاتهم في الأرض ورفع المردودية.
ودأب خبراء المجمع الشريف للفوسفاط، خلال القوافل التي نظمت بالعديد من المناطق على تقديم توضيحات للمزارعين حول كيفية أخذ عينة من التربية، من أجل تحليلها، قبل أن يسلموهم نتائج التحليلات، كي يحصلوا على الأسمدة التي توافق حصوصيات تربة أراضيهم.
لايكتفي الخبراء بتقديم نتائج تحليلات التربية واقتراح تركيبات خاصة من الأسمدة، بل إنهم ينشغلون بمساعدة المزارعين الذي يحلون بالموقع على تحديد التكاليف التي قد يتحملونها عندما يسعون إلى بلوغ مردودية معينة في الهكتار الواحد.
وشمل برنامج المثمر 10 آلاف مزارع، الذين تتم مواكبتهم بطريقة مستمرة بفضل أكثر من 40 مهندسا متواجدين بـ35 إقليما، حيث هم، بشكل خاص، العرض تحليل التربة، حيث أنجزت عشرة آلاف عملية تحليل منجزة، سواء من قبل المختبرات المتنقلة أو جامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات ببنكرير.
وانصب البرنامج على التكوين من قبل مهندسين وخبراء يواكبون هذه العملية، حيث يركزون على البعد التقني والبعد الخاص بتدعيم القدرات،عبر مواكبة التنظيمات المهنية، والمزارعين المنخرطين في البرنامج حول المسارات التقنية لمختلف الزراعات مثل الحبوب والخضر والفواكه والزيتون.