"5 جي" ترقب لثورة جديدة ستخدم إنترنت الأشياء.. ومخاوف على صحة البشر

تيل كيل عربي

ينتظر كثير من المغاربة إطلاق الجيل الخامس من تقنية الارتباط بالإنترنت لتعوض الجيل الرابع، "5 جي" التي يتسابق كبار الفاعلين العالميين في الاتصالات إلى اعتمادها، تثير الكثير من التساؤلات حول الجدوة منها، وما الفرق بينها والجيل الرابع؟ وفيما يمكن أن تفيد؟ لكن النقطة الأهم التي نبه لها خبراء كثر، هي هل تمثل هذه التقنية الجديدة خطرا على صحة الإنسان؟

ستكون بداية العام المقبل الانطلاقة الفعلية لبدء تقنية "5 جي"، ويتجسد الترقب الكبير لمستعملي الإنترنت في كونها ستسهل نقل المعطيات كالصور والفيديوهات بسرعة أكبر، كما أنها ستخصص لما يعرف بـ"انترنت الأشياء"، إذ ستكون موجهة مثلا للسيارات آلية القيادة، والتجهيزات المنزلية، إضافة إلى استعمالها في الحياة اليومية لتسيير حركة الشوارع، بالإضافة إلى زيادة عدد المحطات الأساسية 5G (حتى داخل المنازل والمتاجر والمستشفيات)، من 10 إلى 20 مليار اتصال لاسلكي (ثلاجات وغسالات وكاميرات مراقبة وسيارات وحافلات الذكية التي ستسير بقيادة ذاتية).

لكن استعمال "تقنية 5 جي" خلق حالة من التوجس في صفوف العلماء منذ العام 2017، إذ أوصى أكثر من 180 عالما وطبيبا من 36 دولة في نهاية شتنبر 2017 بوقف توسيع الجيل الخامس للاتصالات، ودعوا إلى اتخاذ تدابير وقائية وعدم التسرع في تسويقها حتى يدرس علماء المستقلين المخاطر المحتملة على صحة الإنسان والبيئة.

يرى العلماء المتوجسون من هذه التقنية أنها ستزيد بشكل كبير من تعرض الإنسان للحقول الكهرومغناطيسية عالية التردد (RF-EMF) عن طريق إضافتها إلى تقنيات أخرى مثل "ويفي"، خاصة وأن HF-EMF ثبت أنه ضار بالبشر والبيئة.

يتجلى التخوف من كون تقنية 5G  تعمل فقط على مسافات قصيرة، إذ ستكون هناك حاجة إلى العديد من الهوائيات الجديدة وقد يؤدي الانتشار الكامل في المناطق الحضرية إلى تباعد الهوائيات بين 10 و 12 منزلا فقط، وهو ما يقوي حجم التعرض القسري للحقول الكهرومغناطيسية.

ويرى العلماء أن الاستخدام المتزايد للتكنولوجيات اللاسلكية، لا يمكن تجنب تعريض الناس لهذه الموجات أو الحقول الكهرومغناطيسية، ما سيؤدي إلى زيادة هائلة في إجمالي التعرض طويل الأجل لجميع السكان، خاصة في المناطق الحضرية.

نظرًا لأن الموجات الصغرية، على عكس الموجات الراديوية، يعوقها بالفعل الزجاج والمطر والأشجار، يجب إنشاء أنظمة راديو جديدة كل بضع مئات من الأمتار. نتيجة لذلك، سيزداد التعرض للإشعاع بشكل دائم.

يتجلى مصدر القلق الأكبر في آثار الأطوال الموجية الجديدة على الجلد. جسم الإنسان لديه من 2 إلى 4 ملايين غدة عرق.

واكتشف الدكتور يائيل شتاين من الجامعة العبرية، في تقرير نشره موقع "الهافنغتون" أن الموجات الملليمترية يمكن أن تسبب الألم الجسدي، بسبب كون الأمواج محفزات ضارة وبالتالي يولدون إشارات ألم.

لذلك فهو يتوقع زيادة في الأمراض الجلدية وسرطانات الجلد والأحاسيس، مع الاستعمال الكثيف لهاته التقنية.