بدأ العد العكسي لعيد الأضحى وسط أجواء من الترقب لدى الكسابة والمشترين معا، بينما يسيطر الركود عموما على حركة البيع، فبينما يشتكي المستهلك من غلاء سعر "الحولي"، يبرر "الكسابة" ارتفاع السعر إلى غلاء الأعلاف.
يجمع باعة الماشية، سواء كانوا "كسابة" أو شناقة، بأن الركود يبقى سيد الموقف في سوق الأكباش لعيد الأضحى، ويرون أن حركة البيع تبقى ثقيلة بشكل كبير، ويقول "كساب" من منطقة شيشاوة يكتري محلا في عمالة الحي الحسني، إنه منذ أن استقدم أكباشه إلى مدينة الدارالبيضاء، يوم السبت الماضي، يبيع بشكل كبشين في اليوم، وهو معدل يدل على أن الرواج يبقى ضعيفا.
في عمالة الحي الحسني، التي الأكبر من حيث عدد السكان في العاصمة الاقتصادية، تجاور رحبة الحولي محالات مكتراة لبيع الأكباش تنتشر بين حي الولفة والحي الحسني.
يأمل أغلب "الكسابة" في أن تعرف الأيام القليلة المقبلة إقبالا من طرف المشترين، ويرون أن الترقب وجس النبض هو ما يميز بداية وضع سوق أغنام عيد الأضحى.
يقترب رجلان في عقدها الخامس من محل يقع على ناصية الطريق، بينما تتكلف سياجات حديدية لمنع الخرفان من النزول إلى الطريق، يضع ينسل أحدهما بين القطيع، ليضع يده على كبش، ليسأل الكساب عن سعره، لم يتردد مالك الأغنام في الإجابة "67 ألف ريال ولمليح، والعلف نقي، والريحة توريك اش كاين، لا زفورية لاريحة الكوري"، يوافق المشتري المحتمل ومرافقه على أن الكبش مليح، لكنهما لا يتفقان على السعر، يطلبان من الكساب أن ينطق بثمن معقول، يشجعهما على دخول مفاوضات تتوج باقتناء الكبش، اقترحا سعر 56 ألف ريال، أي 2800 درهم، وهو ما رفضه الكساب جملة وتفصيلا، ليدير وجهه صوب زبائن آخرين.
يرى الحاج عمرو، وهو كساب استقدم ما يقارب 120 رأس غنم من منطقة شياظمة، أن أغلب زائري محله، يكتفون بالسؤال ثم الرحيل، ويعزو هذا الشيخ السبعيني ضعف الإقبال إلى تردد المشترين المحتملين، وينفي أن يكون ارتفاع سعر الأكباش السبب الرئيس في وضعية الجمود التي يشتكي منها.
يقول الحاج عمرو لـ"تيل كيل عربي" بأن ارتفاع سعر الأعلاف هذا العام، كان حاسما في تحديد السعر العام، ويضيف "لست شناقا، أنا مربي أغنام، وهذه الماشية التي ترون كبرت على يدي وأنا من علفتها، فهي نشأت في المراعي ، ومنذ فبراير أدخلتها إلى الاسطبل لتعليفها، فكل خروف تراه هنا، كلفني منذ فبراير الماضي ما يقارب 800 درهم، وأضف إليها مصاريف التنقل واكتراه محل في الدارالبيضاء".
يفضل أغلب "الكسابة" كراء محلات وسط الأحياء الشعبية، سواء في الحي الحسني أو الولفة أو الفداء مرس السلطان أو سيدي مومن، وتتراوح سومة الكراء ما بين 7 آلاف درهم و10 آلاف درهم لمدة تتراوح ما بين أسبوعين وعشرة أيام، وهي كلها مصاريف يرى "الكسابة" أنها تساهم في الرفع من سعر الكبش.
بالنسبة للعيدي وهو "كساب" من منطقة خنيفرة، فيرى أن الرواج سيبدأ ابتداء من يوم الخميس أو الجمعة المقبلين، وأن الطلب يفوق العرض بكثير هذا العام، ويقول "الملاحظ أن سكان الدارالبيضاء يفضلون نوع الصردي، وهو الأغلى سعرا، فكبش جيد يبدأ ثمنه من 3000 درهم وما فوق، أما بالنسبة لفصيلة الدمان أو بني كيل فهي أقل سعرا، ويمكن أن يتراوح سعرها ما بين 2500 و3000 درهم للرأس".
في الحي الحسني، كما في حي الفرح، لاقتناء أضحية العيد، يجمع من التقاهم "تيلكيل عربي" يوم أمس الاثنين، على أن السعر يبقى مرتفعا.
ويقول عبدالغني وهو سائق سيارة أجرة كان يتجول رفقة ابنه، بين محلات الأكباش في حي الفرح، بأن الأسعار المرتفعة لم تشجع كثيرين على اقتناء الأضحية، ويعتقد بأن مع نهاية الأسبوع، يمكن أن تزيد الأسعار في الارتفاع، خاصة يومي السبت والأحد المقبلين.