اعتمد وزراء الصحة للدول العربية والصين، في ختام أشغال الدورة الثانية للمنتدى العربي- الصيني للتعاون في المجال الصحي، أمس الجمعة في بكين، على "مبادرة بكين" للتعاون بين الجانبين في مجال الصحة لعام 2019، والتي تطمح لبناء "طریق حریر" صیني عربي في مجال الصحة.
ومثل المغرب في أشغال هذا المنتدى وزير الصحة أناس الدكالي، الذي ترأس وفدا مغربيا ضم سفير المغرب لدى الصين السيد عزيز مكوار، ومدير مديرية المستشفيات والعلاجات المتنقلة بوزارة الصحة، عبد الإله بوطالب.
وتؤكد "مبادرة بكین" للتعاون الصيني العربي في مجال الصحة، وفق بیان صدر عن المنتدى، حرص الجانبین على مواصلة تعزیز التعاون في مجال الاستراتیجیات والسیاسات والمشروعات الصحیة، والعمل معا لتعزیز عملیة بناء "طریق الحریر العربي الصیني في مجال الصحة والسعي لبناء مجتمع صحي ذي مستقبل مشترك للصین والدول العربیة على السواء".
وتقترح المبادرة إنشاء شبكة عربية صينية للتعاون في مجال المستشفيات لتعزيز التعاون المباشر بين المؤسسات الطبية والصحية في الصين والدول العربية، وتشجيع عمليات التبادل التقني والتعاون بين الجانبين في مجالات الطب السريري، وإدارة المستشفيات، والطب التقليدي، وتكوين العاملين، وخدمات التطبيب عن بعد العابرة للحدود. وتؤكد المبادرة أيضا على تعميق التعاون التقني في مجال الأمراض المعدية المعروفة والجديدة، وتعزيز عمليات تبادل المعلومات بين وكالات الصحة العامة، وتقوية مشروعات التعاون المشترك بشأن الوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها، والتدريب وتبادل الأخصائيين الصحيين، والخبرات في مجال الطوارئ الصحية والإنقاذ الطبي، فضلا عن تعزيز تبادل الخبرات في مجال الوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية.
وتدعو المبادرة إلى إيلاء الأهمية لحصول السكان الذين يعانون من الفقر ، وكبار السن، والنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، على الخدمات الصحية، وتطبیق معاییر الجودة في جمیع مؤسسات الرعایة الصحیة لضمان جودة العلاج وسلامة المرضى وذلك عن طریق تنظیم عملیات التبادل الأكادیمیة والندوات وتبادل الزیارات وبناء شبكات التعاون.
وتعتبر المبادرة أن الصحة ھي إحدى دعائم تحقیق أھداف التنمیة المستدامة لعام 2030، مع إدراك تداخل القضايا الصحية وتفاعلها مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والبيئية والديمغرافية، داعیة حكومات الجانبين إلى إعطاء الأولویة للصحة وضمان تنمیة التكامل والترابط في مجالات الصحة والاقتصاد والبیئة والمجتمع.
كما تشير إلى السعي لتعزيز التبادل في مجال تنمية وإدارة الطب التقليدي، وتشجيع التعاون بين مؤسسات الطب التقليدي الصينية والمؤسسات الصحية في الدول العربية على إقامة مراكز للطب التقليدي فيها وتبادل التجارب الناجحة لتطويره. وخلص البيان إلى أن المنتدى الذي شارك فیه ممثلو الهيئات الصحیة بالصین، والدول العربیة الأعضاء، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، شھد مناقشات "معمقة" و"مثمرة" بین الجانبين في عدد من الموضوعات، أبرزها تبادل الخبرات بشأن السياسات الصحية، والابتكار والتعاون الفني في صناعات المنتجات الطبية، وإدارة المستشفيات والصحة العامة، والطب التقليدي.
وكان الدكالي قد ترأس باسم الجانب العربي، رفقة وزير الصحة الوطنية الصيني، ما شيا وي، الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للمنتدى العربي- الصيني للتعاون في المجال الصحي. وأشاد الدكالي، في كلمة بالمناسبة، بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدان العربية والصين، وكذا علاقات الصداقة والتعاون المثمرة بين المغرب والصين، مشيرا إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جي بينغ تساهم في إحياء التعاون الصيني العربي وإعطاء دينامية جديدة للشراكة الاستراتيجية.