لايكف منتجو العسل بالمغرب عن التنقل بالخلايا هم بين العديد من المناطق، بحثا عن مراعي سخية تساعدهم على زيادة الإنتاج، الذي يتوقع أن يتراجع في العام الحالي بسبب ضعف التساقطات المطرية في العام الحالي، ما أثر على النباتات التي يتغذى عليها النحل.
يتوقع يحيى الدحماني، نائب رئيس تعاونية الورود لتربية النحل، أن يتراجع إنتاج العسل الذي توفره التعاونية بحوالي 60 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، مبررا ذلك بضعف التساقطات المطرية التي جعلت المراعي غير سخية تجاه النحل، الذي ينتج ما بين طنين وثلاثة أطنان في العام عندما تكون الظروف المناخية مواتية.
لا يشد المنتجون المنضوون تحت لواء التعاونية الواقعة بمنطقة جرادة،عن النحالين في جميع المناطق الأخرى، الذين يدأبون على الترحال بحثا عن "رحيق" النباتات للنحل، هذا ما يؤكده محمد القيسي، نائب رئيس تعاونية البركة بمنطقة جرف الملحة الوقعة بإقليم سيدي قاسم.
ويوضح القيسي أن التعاونية تنقلت بالخلايا التي تتوفر عليها بحثا عن النباتات بين الحسيمة والناظور وتمحضيت، غير أنه يشدد على أنه بسبب ضعف التساقطات في تلك المناطق، لم توفر ما يكفي من النباتات التي يمكن أن يتغذى عليها النحل. هذا ما يدفعه إلى التأكيد على أن الإنتاج سيكون ضعيفا.
الرأي ذاته يعبر عنه إبراهيم العاديس، الكاتب العام لتعاونية أكدز للتنمية الفلاحية، التي تتخصص في إنتاج العسل ومنتجات الخلية. فعندما سأله "تيلكيل عربي" عن الإنتاج، أوضح بأن التعاونية دأبت على الترحال بخلاياها بالعديد من المناطق قبل أن تحل بالجديدة.
وتنقلت التعاونية في الفترة الأخيرة، بالخلايا بين الجديدة وسيدي بوعثمان والوليدية، بحثا عن رحيق النباتات الأثيرة عند النحل، غير أن العاديس يؤكد على أن الإنتاج سيكون ضعيفا، حيث لن يتعدى في تصوره 700 كلغ، مقابل 5 أطنان في ظل ظروف مناخية مواتية.
ويوضح محمد بولال، رئيس الفيدرالية المغربية لإنتاج العسل، إلى أن الإنتاج سيتأثر في العام الحالي، بسبب الظروف المناخية، التي تميزت بتراجع التساقطات المطرية، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة ورياح "الشرگي"، التي تفضي إلى تبخر الرحيق.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري أكدت أن الموسم الفلاحي 2018/2019 سجل تساقطات مطرية بلغت إلى نهاية ماي الماضي، 290,5 ملم، بانخفاض قدره 23 في المائة (375,3 ملم) بالمقارنة مع الموسم الماضي في التاريخ نفسه.
ويعتبر بولال أنه من السابق لأوانه الحديث عن تراجع كبير لإنتاج العسل في العام الحالي، على اعتبار أن هناك بعض النباتات مازالت متاحة، كي يتغذى عليها النحل مثل الشوكيات، التي يمكن أن تعوض ضعف ما توفر من البرتقال والأوكاليبتوس.
ويشير إلى أن الظروف المناخية حاسمة في توفير العسل، رغم الإمكانيات التي توفرت على مستوى خلايا النحل ومستوى المعرفة المتاحة من أجل رفع المردودية.
وأكد على أن عدد الخلايا ارتفع إلى 500 ألف منذ العقد البرنامج الموقع مع الدولة، مقابل حوالي 160 ألفا في السابق، مشددا على أن ذلك يمكن أن يرفع الإنتاج إلى أكثر من 15 ألف طن، وهو ما يقترب من الهدف المحدد في العقد في 16 ألفا في 2020.
غير أن الإنتاج الذي تحقق في المغرب لم يتعد 7430 طنا في العام الماضي، مقابل 4400 طن في 2008، هذا في الوقت الذي انتقل الاستهلاك الفردي من 200 غرام إلى 250 غراما، حسب وزارة الفلاحة والصيد البحري، التي تؤكد أن معدل تغطية الحاجيات من العسل، بلغ 63 في المائة.
وكانت الفيدرالية المهنية لمنتجي العسل أبرمت مع الحكومة عقد برنامج، يغطي الفترة بين 2011 و2020، بكلفة تصل إلى 1,48 مليار درهم، من بينه 431 مليون درهم توفرها الدولة، علما أنه جرت المراهنة على نقل الاستثمارات من 60 مليون درهم إلى 900 مليون درهم ورقم المعاملات من 210 مليون درهم إلى 960 مليون درهم.
وراهنت الفيدرالية على تكوين المنتجين، بما يساعدهم على تجاوز ضعف الإنتاج الذي يصل الفارق فيه بين منتج وآخر إلى أربعين مرة في بعض الأحيان، وهو ما يدفع بولال على التأكيد على أن اكتساب المعارف حول تربية النحل وإنتاج العسل حاسم من أجل المردودية، خاصة في ظل التغيرات المناخية.
ويعتقد بولال أنه يمكن للمغرب أن يمكن للمغرب في حال توالت أربعة مواسم جيد من الناحية المناخية، ان ينتقل إنتاج العسل إلى حوالي 30 ألف طن في العام. ذلك هدف يستدعي ظروفا مثالية على مستوى التعاطي مع الخلايا والمعارف، وظروفا مناخية مواتية، التي تعتبر حاسمة في إنتاج العسل، الذي مازال لا يغطي الحاجيات المحلية، ماي يفتح الباب أمام الاستيراد.