كشف الراحل الفقيه (محمد) البصري، في حوار أجراه معه المغربي حميد برادة، لمجلة "جون أفريك"، الصادر في عدد 1383 يوم 8 يوليوز 1987، عن كواليس ميلاد فكرة الاحتفال بذكرى ثورة الملك والشعب.
في جواب حول سؤال إن كان "ملكيا اليوم"، رد البصري، أحد كبار زعماء المقاومة وقادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والذي آمن في وقت من الأوقات بحمل السلاح ضد نظام الملك الراحل الحسن الثاني، قائلا: "بالأمس، حملت السلاح للدفاع عن الملكية التي كانت تمثل السيادة الوطنية والأمل الشعبي. محمد الخامس، "ملك كاريان سنطرال" (الحي المعروف بالدارالبيضاء والمعروف بالمقاومة للاستعمار الفرنسي والذي سيسمى فيما بعد بمناسبة زيارة محمد الخامس له بـ"الحي المحمدي")، كما كان يسميه الفرنسيون، لم يكن يرمز لشيء آخر. وبما أننا لم نكن نستطيع أن نراه على العرش (بعد نفيه في 20 غشت 1953) كنا نراه على القمر...".
وأضاف البصري "في تلك الأوقات، أن تكون ملكيا أم لا، كان هذا سؤالا محرجا بشكل دراماتيكي. وأظن أنني أجبت عنه بشكل نهائي وبطريقة مُقْنعة". وزاد "اليوم لم تتغير قناعاتي (توفي يوم 14 أكتوبر 2003 بعد عودته إلى المغرب). أنا ملكي ما دامت مصالح الملكية تتطابق مع الآمال الشعبية. وهذا هو المعنى العميق لـ"ثورة الملك والشعب"، التي نحتفل بها يوم 20 غشت، وليس من نافلة القول التذكير بأن الفكرة هي ثمرة نقاش استمر لليلة كاملة في سنة 1956، بقصر الوليدية، بين صاحب الجلالة محمد الخامس، وولي العهد مولاي الحسن، وممثل عن المقاومة وجيش التحرير وهو الدكتور عبد الكريم الخطيب، وأنا شخصيا".
واستطرد بالقول، في الحوار ذاته "وليس من نافلة القول أيضا التذكير بأنني كنت ألقي خطابا إلى جانب الملك خلال احتفالات 20 غشت"، ليختم جوابه، على السؤال، بقوله "الملكية الدستورية تمثل، بالنسبة إلي، الترجمة المخلصة للمعطيات التاريخية التي ذكرتها".