يحصي الناس في وادي إمليل ووادي إمنان بحوز مراكش، بعد السيول التي عرفتها المنطقة أمس الأحد، الخسائر التي تكبدوها، والتي تذكر بعضهم بفيضان أوريكا في 1995، على الأقل، بسبب الخوف الذي خلفته في القلوب.
يتصدى أبناء المنطقة لإحصاء الخسائر، بينما تؤكد عمالة الحوز، اليوم الاثنين، أنها ستشكل لجنة خاصة من أجل الوقوف على الخسائر التي تكبدتها الساكنة بوادي "إمليل" ووادي "إمنان".
ويفيد مسؤولو عمالة الحوز بأنه بعد النشرة التحذيرية التي أصدرتها الأرصاد الجوية أمس الأحد، تم الاتصال بالساكنة من أجل الابتعاد عن الوادي وإبعاد مواشيهم عنه. وهو ما أكده مصدر من المنطقة لـ"تيلكيل عربي".
لم تتسبب تلك السيول في خسائر بشرية، خاصة في قرية "إمليل" التي يؤمها المصطافون، في نهايات الأسابيع، شهري يوليوز وغشت، غير أن مصادر من المنطقة، تؤكد أنه في آخر أسبوع من غشت، لم يقبل على المنطقة الكثير من الزوار بسبب نهاية فترة الإجازات السنوية وانشغال العديد من الأسر بالاستعداد للدخول المدرسي، ما يدفعهم إلى التأكيد على أن ذلك ساهم في تفادي الخسائر البشرية.
ويذهب الحاج عمر، رئيس جمعية أحواض إمليل، التي ترعى العديد من المشاريع ذات البعد الاجتماعي بالمنطقة، أن بعضا من أبناء المنطقة نصحوا من وجدوا بجانب الوادي بالابتعاد عن جانبي الوادي قبل وصول السيول.
ويضيف أن جرافة تابعة لعمالة الحوز حلت بإمليل، صباح اليوم الاثنين، حيث شرع العمال في إصلاح القنطرة التي يجعل الطمي عبورها صعبا، خاصة أن تلك القنطرة، تشكل بداية الطريق المفضية إلى منطقة "إمنان".
ويؤكد على أن خمس سيارات طمرها الطمي الذي جرفته السيول، سيتم انتشالها اليوم اليوم، مؤكدا على أن الخسائر لم تكن كبيرة بوادي إمليل والدواوير المحيطة به، عكس منطقة إمنان البعيدة بحوالي سبعة كيلومترات.
صباح اليوم الاثنين، شرع أهالي الدواوير المنتشرة على طول وادي "إمنان" في إحصاء الخسائر التي تسببت فيها السيول التي كانت قوية هناك بعد عصر أمس الأحد.
لقد أتت السيول على أشجار الجوز والسواقي والحقوق المجاورة للوادي وعبثت بمسار الطرق. تلك حصيلة يصفها محمد أيت الحاج، بـ"الكارثية"، حيث تذكر بما خلفته السيول التي عرفتها المنطقة في 1995.
يحصي ساكنة دواوير "تاشديرت" و"تامكيست" و"وانسكرا" و"تنغرين" و"إيكيس" و"أمساكرو" و"أرك"، على طول الوادي اليوم الاثنين الخسائر التي تكبدوها على مستوى أشجار الجوز الذي يبدأ قطافه في أكتوبر من كل عام.
لم يكن أهالي المنطقة يتوقعون محصولا كبيرا من الجوز في هذا العام، غير أن الأمطار الأخيرة وما أفضت إليه من سيول، عصفت بالآمال التي راودتهم بجني محصول مهما كان صغيرا.
تباينت الخسائر، حسب قرب الدواوير من مصدر السيول، فقد كانت أشد في دوار "تشديرت"، الذي ساهم البرد في العبث بالتفاح في حقولهم، حسب مصدر من وادي "إمنان".
وقف أهالي المنطقة هذا الصباح، على عبث السيول بالسواقي، التي تساعدها على السقي، ففي دوار "تنغرين"، اختفت ست سواقي، يقتضي إعادة تشكيلها 15 يوما.
غير أن الساكنة التي تحصي خسائرها اليوم، تفكر أكثر في الطريق. فلم تعد الطريق الرابط بين إمليل ودواوير "أمنان" تتيح تنقلا سلسا عبرها للعربات والأشخاص، وكذلك الطريق الآتية من آسني عبر "أرك" و"إمساكرو" و"إيكيس" و"تنغرين والتي تصل إلى تشديرت.
مصدر من السلطات المحلية يؤكد أنه تمت تعبئة جرافتين من أجل إصلاح الطريق، حتى ترفع العزلة عن الساكنة، التي تتحدث مصادر عنها عن وجود بعض سيارات النقل المزدوج عالقة في الجبل منذ أمس الأحد، غير أن الساكنة تؤكد أن الجرافتين شرعتا في تعبيد الطريق لكي تعود حركة النقل إلى حالتها الطبيعية.