كسرت هوليود قاعدة التعامل مع قصص عربية وتحويلها إلى أفلام تجارية ضخمة، عندما أنتجت، لأول مرة، فيلما باللغة العربية عن معركة تحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة تنظيم "داعش" على أيدي رجال الشرطة الخاصة العراقيين، وهو فيلم صور بالكامل في المغرب.
ولم يكتفي منتجو فيلم "الموصل" بالاعتماد على رواية قصة تحرير الموصل التي كانت أشبه بعاصمة تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق، بل اعتمد المخرجون على طاقم تمثيل عراقي مائة بالمائة، كما جرى اعتماد الحوار باللهجة العراقية.
وجرى العرض الأول للفيلم الأمريكي في مهرجان البندقية في إيطاليا يوم الأربعاء، وقال منتجا الفيلم جو روسو وأنتوني روسو، وهما من أنتج فيلم الخيال العلمي الأكثر دخلا في إيرادات السينما لهذا العام :أفانجر: أنكدام"، إنهما ارادا أن يتخلصا من الصور النمطية التي قدمتها هوليود طيلة عقود عن العرب، والتي غالبا ما كانت تصور الرجال كإرهابيين والنساء كخاضعات ومقموعات.
ووفق ما كشفه المنتج جو روسو لصحيفة "أرابيان بيزنس" فإن قصة الفيلم اقتبسها من مقال قرأه في صحيفة "نيويوركر"، وأنه تأثر بما قرأ لدرجة أدمعت عيناه، وقال "لم يسبق أن أبكاني مقال صحافي، لقد تأثرت بالنهاية المأساوية لفريق التدخل السريع التابع للشرطة العراقية، لقد كانت جميع فصول القصة مؤثرة، لذا لم أجد طريقة أخرى لأحكي ما عاشته الموصل، غير تصويره في فيلم".
ويقول روسو إن مخرج الفيلم ماتيو مايكل اشترط قبل بدء عملية التصوير أن يجري تمثيل الفيلم باللغة العراقية وتحديدا باللهجة العراقية.
وقال مخرج "الموصل" أمام الصحافيين بعد عرض الفيلم في البندقية "أشعر بالحرج من الاعتراف بذلك، فبلدي أمريكا في حالة حرب في العراق منذ أن كنت في سن السابعة عشر عاما. ولم سبق لي أن علمت أن العراق يتوفر على فريق نخبة للتدخل السريع، ولم أتوقع أنه يكون هناك فريق نينوى SWAT.
وأضاف "لقد قاتلوا من أجل مدينتهم وعائلاتهم، وفضلوا التضحية من أجل بعضهم البعض على أساس يومي ، يقاتلون من أجل نفس الأهداف التي يريدها الجميع: مدينة آمنة وعائلة سعيدة".