يتوقع منتجو الزعفران بالمغرب زيادة في الإنتاج بحوالي طنين هذا العام، ذلك محصول يكتسب قيمته من السمعة التي يتمتع بها المنتج المغربي، غير أن المنتجين يشتكون "الزعفران" الإيراني الذي يرونه فاقدا لعناصر الجودة الواجبة.
وينتظر أن يشرع في منتصف أكتوبر وإلى غاية منتصف نونبر المقبل، في قطف الأزهار البنفسجية، حيث يجرى وضعها في سلال قبل شروق الشمس من كل يوم، قبل التمكن من استخراج الخيوط الحمراء، التي يعمد إلى تجفيفها، لتكون جاهزة للعرض في السوق. عملية القطف تتولاها النساء اللائي يعتبرن فاعلات رئيسيات في الحفاظ على زراعة الزعفران بالمملكة.
تساقطات مفيدة
وكانت التساقطات المطرية التي عرفها المغرب في الشهرين الأخيرين مفيدة للزعفران، حيث ينتظر أن يصل الإنتاج في العام الحالي إلى 8 أطنان، مقابل 6 أطنان في العام الماضي.
هذا ما أكده محمد بلحسين، رئيس الفيدرالية البيمهنية للزعفران، الذي يشير إلى أن تلك التساقطات التي تسببت في فيضانات في مناطق وضحايا، أنعشت الزعفران في مناطق مثل قرى تالوين وتازناخت، فقد حمته من تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، علما أن ذلك المنتج حساس جدا للبرد عندما يدوم فترة طويلة وللحرارة عند تحوم حول 40 درجة.
ويساعد الطقس البارد على نمو الزعفران، حيث يزرع بشكل خاص في المناطق الباردة، التي تعرف تساقط الثلوج، كما أضحى المنتجون أكثر حرصا على سقيه رغم وجوده في مناطق تعاني من نذره المياه.
ويذهب بلحسين في تصريح لـ" تيل كيل عربي"، إلى أن المناطق المعروفة بزراعة الزعفران بتالوين ستوفر حوالي 4,5 طن من محصول الزعفران، وتساهم مناطق مثل تازناخت بالباقي.
ويسترشد المنتجون باتفااقية موقعة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري، رصد لها حوالي 10 ملايين درهم، من أجل توفير السقي بالتنقيط وحفر الآبار، ويتصور بلحسين أن الاتفاقية ساهمت في زيادة المساحة المزروعة من 600 هكتار إلى حوالي 1500 هكتار، مع توقع بلوغ في 1600 هكتار في 2012.
وتتوقع تلك الاتفاقية نقل حجم الإنتاج إلى 10 أطنان من 2,5 طن عند توقيعها، حيث أنه رغم مستوى الإنتاج، يعتقد بحلسين أن الزعفران المغربي يتمتع بسمعة جيدة في السوق العالمي.
المغربي صار إسبانيا
حظي الزعفران المغربي بتسمية المنشأ "زعفران تالوين"، بعد طلب تقدم به مجلس جهة سوس ماسة في عام 2018.
ويؤكد بلحسين، رئيس الفيدرالية التي تضم 180 تعاونية مشكلة أغلبها من النساء، على أن الزعفران المغربي تتوفر فيه المعايير الواجبة، ما يفسر الإقبال عليه من قبل المراكز التجارية الكبرى والمستهلكين الذين يعلمون خصائصه ومميزاته.
ويشير إلى أن السوق المحلية تستوعب حوالي 80 في المائة من المحصول، بينما يتم تصدير الباقي، مؤكدا على أنه البيانات حول الصادرات لا تعكس حقيقة حجم ما يوجه إلى الخارج على اعتبار أن العديد من المنتجين يسلكون قنوات لا تتيح الإحاطة بكميات الزعفران المغربي التي تنتهي في الأسواق الخارجية.
ويلاحظ أن مستوردين في إسبانيا يعمدون إلى شراء زعفران تالوين وتازناخت، ولا يشيرون إلى منشئه الحقيقي، على اعتبار أنهم يوهمون المستهلكين بأنه زعفران إسباني.
ويعاني سوق الزعفران من فوضي ناجمة عن عدم تنظيمه رغم المجهودات التي بذلت، خاصة مع إحداث "دار الزعفران" التي تعتبر بمثابة بورصة لذلك المنتج. فتلك الدار تتولى معالجته وتلفيفه ما يرفع قيمته.
ويساهم الزعفران القادم من إيران في الفوضى التي تخترق سوق الزعفران، فإن كان الزعفران المغربي يباع في السوق بسعر يتراوح بين 30 و35 درهم للغرام الواحد، فإن الزعفران القام من إيران يسوق بسعر يتراوح بين 13 و17 درهما.
ودأب "تجار" في السوق على خلط خيوط الزعفران الإيراني الفاقد لجودته بفعل استخلاص المواد الفاعلة فيه من قبل المنتجين في ذلك البلد الآسيوي، بالزعفران المغربي من أجل الإيهام عبر الرائحة التي ترشح منه بأنه زعفران قادم من تالوين أو تازناخت.
ويشتكي بلحسين من المنافسة التي يشكلها اسيتراد خيوط الزعفران من إيران، حيث ينال ذلك من سمعة المنتج المحلي، دون أن تتدخل الجهات التي يهمها الأمر من أجل حماية المنتج المحلي والمستهلك.
ويصل الإنتاج العالمي من الزعفران إلى حوالي 330 طنا، توفر إيران 280 طنا منه، غير أن المنتجين العالمين يسعون إلى تطوير تقنيات الزراعة من أجل بلوغ 600 طن في الأعوام المقبلة.