تستعد ملكية مزان، الشاعرة الأمازيغية المثيرة للجدل، لمغادرة سجن النساء بسلا، الجمعة المقبل (17 نونبر)، بعدما أمضت عقوبة شهرين من الحبس النافذ تحسب منذ تاريخ اعتقالها (17 شتنبر الماضي)، التي قضت بها المحكمة الابتدائية بالرباط في حقها في 10 أكتوبر الماضي، على خلفية "فيديو" مساندة انفصال الأكراد عن العراق، الذي اعتبرت النيابة العامة أن فيه تحريضا على ارتكاب جنايات وجنح ضد الأشخاص.
وتستعيد الشاعرة الأمازيغية، والعقيلة السابقة لسفير مدير مركزي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، حريتها، وفق ما أكده محاميها محمد ألمو، في حديث مع "تيلكيل عربي"، قبل انطلاق البت في القضية لدى محكمة الاستئناف، إذ لم يتم بعد إدراج الملف، علما أن النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالرباط، اقتنعت بالحكم الابتدائي ولم تقم باستئنافه، على عكس دفاع الشاعرة الأمازيغية الذي استأنفه، سعيا وراء حكم بالبراءة.
إقرأ أيضا بورتريه شامل: مليكة مزان.. حكاية صعود عقيلة دبلوماسي إلى الهاوية
ونطقت هيأة الحكم المكلفة بقضية مليكة مزان، مساء الثلاثاء 10 أكتوبر الماضي، بحكمها في تهم "التحريض ارتكاب جنايات وجنح ضد الأشخاص، والتمييز والكراهية بواسطة تصريحات"، الموجهة إلى المتهمة، فقضت في حقها بشهرين من الحبس النافذ.
الحكم الابتدائي، قال عنه محمد ألمو، محامي الشاعرة، في حديث مع "تيل كيل-عربي" لحظة صدوره، إنه "مع الاحترام الواجب للأحكام القضائية، نرى أن الإدانة جاءت على غير المتوقع، سيما أن المعطيات الواقعية للملف تستدعي الحكم ببراءة موكلتي، لذلك قررنا الطعن فيه باستئنافه".
"أسأتم فهمي"
وتبعا لانقضاء العقوبة الحبسية التي أدينت بها مليكة مزان ابتدائيا، يتوقع أن تمثل الشاعرة حرة طليقة أمام القضاء في المرحلة الاستئنافية، للدفاع عن نفسها، هي التي اعتبرت خلال مثولها في حالة أمام القاضي في المحكمة الابتدائية بالرباط، "إنه من المخجل، ومن العار أن أقف في قفص الاتهام، أنا المحبة للسلام، والمناهضة للعنف والتطرف، والمتيمة بحب الوطن"، مضيفة أنها "لا تميز بين المغاربة سواء كانوا عربا أو أمازيغ أو يهود"، و"أشعارها وكتاباتها شاهدة على ذلك".
ولم تتردد الشاعرة الأمازيغية، في القول أمام القاضي، بشأن ما وصف دعوتها إلى "قطع رؤوس العرب تضامنا مع الأكراد"، إن كلامها "أخرج من سياقه"، وأن "هذه الجريمة مستحيلة الوقوع"، متهمة أطرافا أخرى بـ"استغلال ذلك الفيديو لتصفية حسابات معها".
وأضافت الشاعرة في المناسبة ذاتها، أن " نشرته على حسابي بالفيسبوك كان غرضه التحذير من العنف، وليس الدعوة إليه، فأنا محبة لهذا الوطن، وليس لي وطن غيره، ولا أميز بين العرب والأمازيغ فكلهم مغاربة"، لتختم "لا أحد سيرفع السلاح في وجه العرب، لأنه ليس بمقدور أحد أن يقول إن هذا عربي خالص، أو هذا أمازيغي خالص".
وبينما تميز مثول الشاعرة أمام القاضي إبان المحاكمة الابتدائية، بانهيارها بالبكاء، حينما منحها الكلمة الأخيرة قبل حجز الملف للمداولة والنطق بالحكم، أضافت في أقوالها "لنفترض جدلا سيدي الكريم أنني أخطأت، فلتغفروا لي وليغفر لي الشعب المغربي، وبلدي الذي أحبه، وأتمتع بخيراته".
أكثر من ذلك، اعتذرت مليكة مزان أمام القاضي، وقالت "أطلب الصفح من بلدي ومن شعبي، وسأحذف ما نشرته في الفيسبوك، علما أنني قمت ببث فيديو توضيحي أشرح فيه ما قصدته في الفيديو الذي انتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أتمنى أن تأخذوه بعين الاعتبار أستاذي الكريم".
"مريضة نفسيا"
ولم تخف الشاعرة الأمازيغية، التي تعمل أستاذة للفلسفة في ثانوية بالرباط، لمناسبة محاكمتها، أنها تعاني من اضطرابات نفسية، اضطرت معها إلى متابعة العلاج منذ 2010، كما تقدمت بطلب الاستفادة من التقاعد النسبي في بسبب حالتها الصحية.
وتقدمت هيأة دفاع المتهمة، من خلال محمد ألمو، الناشط الأمازيغي المحامي بهيأة الرباط، بالدفع ذاته، خلال جلسات المحاكمة، التي تابع "تيلكيل – عربي"، أطوارها، فكشف أمام القاضي، أن موكلته تدخل بين الفينة والأخرى في حالة هستيرية لا تستطيع معها التحكم في أقوالها، داعيا إلى الحكم ببراءتها وإطلاق سراحها، ولو تطلب الأمر أداء كفالة مالية.
وكشف دفاع مليكة مزان، في الجلسة الثانية التي لم تحضر فيها مزان إلى المحكمة، بسبب وجودها في مصحة السجن، أنها تخضع منذ ثلاث سنوات لعلاج نفساني، وبسبب ذلك تستفيد من رخصة مرضية طويلة الأمد للتغيب عن عملها في إحدى الثانويات التأهيلية بالرباط.