نبيل العمراوي أو الشاب ..دردشة مع أول فنان غنى عن "الماعن"

عبد الرحيم سموكني

لن تراه في قنوات القطب العمومي ولن تسمع أغانيه على أثير الإذاعات الخاصة الضاجة بالموسيقى، لكن إن ابحرت في الإنترنت ستصادف انتشاره المباغت، خاصة بعد أغنيته الأخيرة "لماعن" التي وصلت بعد اسبوع على بثها إلى قرابة 200 ألف مشاهدة، إضافة إلى أن قناته تضم 42 ألف متابع.

"الشاب" فنان درس بالمعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي، فضل حمل غيثارته ونظم أغان مغربية قحة، مستعينا بإيقاعات شعبية خالصة، فهو خليط بين "بوب ديلان" و"سيكستو رودرغيز"، ومع قليل من السخرية السوداء والكلام الموزون المقفى، يذكرك بـ"كوليش".

في هذه الدردشة مع "تيل كيل عربي" يتحدث "الشاب"، باقتضاب كبير، عن سر نجاحه في الأنترنت، بعيدا عن القنوات الرسمية، يشرح خياراته الموسيقية وكلماته المنتقاة من قاموس دارجي أصيل.

لا يحتاج "الشاب" إلى استوديو وعلبة إيقاع وكورال ضخم ليبدع ثم يمتع، يستعين بقيثارته وريبرتواره الشعبي الساكن في لاوعيه، ثن ينظم ويصدح، وتبدو  كل بداياته عبارة عن موال فقط لما هو قادم.

الكثير من متابعيه يشيدون بأغانيه ويوصونه بأن كما عهدوه، بسيطا وعميقا في زجله وموسيقاه،محافظا على ذلك السهل الممتنع، الذي يخاطب الذاكرة والحنين، دون أن يبتعد عن الآني ومايشغل الناس. 

هل تفضل أن نحاور نبيل العمراوي أم الشاب؟

 الشاب.

من يكون الشاب؟ كيف يمكن أن تقدم نفسك بإيجاز؟

.الشاب هو شاب مغربي يكتب كلمات ويلحنها ويؤديها بطريقة غنائية ويضيف عليها آلات موسيقية ويصنع فيديو مصور لها ثم يضعها على شبكة الانترنيت

أين أنت حاليا، هل في جولة تيه، أم أنك قررت الهجرة بشكل نهائي؟ وهل أنت حارك حاليا؟

الشاب لا يوجد داخل المغرب ولا خارجه، هو متواجد باليوتوب وعلى الشبكة العنكبوتية. فكل من ضغط على رابط من روابط أي أغنية من أغاني قناة "الشاب C H E B"، فإنه "غادي يبعث معاه" أينما وجد، مباشرة و بدون وسيط.

كيف تأتيك كلمات أغانيك؟ وهل تنتمي لليسار الراديكالي؟

كلمات الأغاني آتية من الدارجة المغربية، لم أخترع ولو كلمة واحدة جديدة. ربما طريقة ترتيبها، الصور والمعاني التي تحملها، هي من تعطيها طابعا مختلفا.. أما بالنسبة لليسار الراديكالي، لا أعرف ماذا يعني هذا المصطلح و لا أعطي أية أهمية لمثل هاته التصنيفات سياسية كانت أم لم تكن.

 

لماذا اخترت الغناء ولم تتجه للتمثيل خاصة وأنك درست بالمعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي؟

من التحق بالمعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي سنة 2010 هو المدعو نبيل العمراوي ونحن لا شأن لنا بهذا الشخص. أما الشاب فهو مركز فقط على ما يقومه به الآن وعلى أغنيته المقبلة.

 

؟لماذا  أثارت أغنية "الماعن" كل هذا الاهتمام  رغم أن لك أغان أخرى لا تقل قيمة جمالية عنها؟ هل لأنها عبثية ساخر

بكل صراحة، لا أدري. ربما فكرة أغنية تتغنى بالأواني المنزلية هي من أثار فضول و استغراب الناس.أما بخصوص أنها عبثية وساخرة، فهناك من سموها سياسية تافهة وآخرون اجتماعية عميقة وآخرون ثورية سريالية دسمة بينما البعض قال إن الشاب "طالق البخوشة" فقط.

في أغلب أغانيك هناك حضور للإيقاع الشعبي المغربي، ما السر وراء ذلك؟

*ببساطة، لأني أعتقد أن الإيقاعات الشعبية المغربية مواتية للدارجة، زد على ذلك ارتباطها الوثيق بالاحتفال و"النشاط" وارتباطي الشخصي منذ الصغر بأغاني الشعبي (البحيري، نجاة اعتابو...) و"الشلحة" (رويشة، حادة أوعكي...) خصوصا في الأعراس، وكذلك أغاني الراي (حسني، مامي، خالد، بلال، رزقي...) في "البيار" وعلى الوالكمان.

بالإضافة إلى الشعبي والراي، موسيقاي متأثرة بالأغاني الشرقية (زياد الرحباني، جورج وسوف، تامر أبو غزالة، الفرعي...)، وبموسيقى الجاز كـ(Tigran Hamasyan, Chet Baker, Laço Tayfa...، وبالروك (The strokes, Arctic Monkeys, The Doors..، وغيرهم.

 

 

ألم تخلق لك كلمات أغانيك متاعب في البلاد؟

لا، على العكس تماما. فمنذ أول أغنية لي على الأنترنيت والمغاربة يشجعونني يوميا ويستمتعون بالأغاني وبكلماتها ويتفاعلون معها.

هل يمكن أن نرى الشاب يوما في حفل جماهيري، أو في مهرجان كبير مثل موازين، هل تقبل المشاركة؟

بالنسبة لي، لا يوجد مهرجان كبير أو صغير، المهم هو أن يكون مناسبا ولائقا بي وبالجمهور الحاضر ولو كان في "تيران دالحمري أو فوق شي سطح وبالبيفان مونطاربو"، فربما سنكون مستمتعين أكثر من حضورنا بمهرجان "كبير".