انطلقت أسابيع السينما الأوروبية بمدينتي مراكش (11 نونبر) والدارالبيضاء (أمس الأربعاء 13 أبريل)، في انتظار أن تنطلق بمدينتي طنجة (17 نونبر) والرباط (26 نونبر).
وإذا كان جمهور مراكش محظوظ بلقاء المخرج اليوناني الفرنسي الأسطوري كوستا غافراس، اليوم في سينما كوليزي ويوم غد في "ماستر كلاس" أمام طلبة المدرسة العليا للفنون البصرية وجامعة القاضي عياض، بعد مشاهدة فيلمه "كبار في الغرفة" المستوحى من رواية ليانيس فاروفاكيس، فإن جماهير المدن الأخرى ستشاهد فيلم غافراس إلى جانب أفلام أخرى لمخرجين معروفين وآخرين أقل شهرة.
مسؤول أوروبي راض
في هذا الصدد، يقول أليسيو كابيلاني، الوزير المستشار مساعد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالرباط، في تصريح مصور لـ"تيلكيل عربي"، إن "أسابيع الفيلم الأوروبي هي صيغة موجودة منذ زمان. وقد انطلقنا في 1991، ونحن الآن في الدورة السابعة والعشرين، ويتعلق الأمر بثمانية أفلام في أربع مدن مغربية، وهي الدارالبيضاء طبعا، ومراكش، والرباط، وطنجة. والفكرة هي تقديم أفلام لعشاق السينما المغاربة برؤية متنوعة حول واقع المجتمع الأوروبي، حيث يتم حوار بين مجتمعاتنا، بين الشمال والجنوب، وغير ذلك".
وبالنسبة للعرض الذي تقدمه الأسابيع، يؤكد المسؤول الأوروبي على أنه يتضمن "ثمانية أفلام أوروبية وثلاثة أفلام قصيرة من جنوب المتوسط، بينها فيلم قصير مغربي".
وبالنسبة للمخرجين، قال "إن هناك مخرجين معروفين، حيث يوجد هذا العام بيلوكيو (المخرج الإيطالي ماركو بيلوكيو بفيلمه "الخائن") وكوستا غافراس الذي سيكون موجودا في مراكش لتقديم فيلمه وفتح مناقشة مع الجمهور ومع الطلبة في اليوم التالي في إطار 'ماستر كلاس'، وكين لوتش الذي ألفناه في أسابيع السينما".
وأضاف أن في القائمة "مخرجون أقل شهرة، لكنهم مروا في مهرجانات أوروبية كبرى وحازوا جوائز في مهرجانات مثل كان والبندقية وبرلين وغيرها. والفكرة هي تقديم أفلام لمخرجين كبار وآخرين أقل شهرة وهم مخرجون جدد، للتعرف على مختلف وجوه المجتمع الأوروبي من خلال السينما كأداة أساسية".
وحول إن كان هذا المسؤول الأوروبي راض عن أثر هذه الأسابيع السينمائية، رد قائلا "بالنسبة إلي، هذه هي الدورة العاشرة، وأنا راض، لأن هذا يمكننا من ملاحظة اهتمام حقيقي من طرف الجمهور المغربي، والقاعات تكون دائمة مليئة عن آخرها، ونحن نحتسب في كل دورة، من كل عام، حوالي 12 ألف مشاهد؛ ما يعني أن هناك اهتماما بالسينما الأوروبية ونحن نحاول أن نعد برمجة متكاملة لجمهور نوعي للسينما الأوروبية".
"الحقيقة" أولا
وقد كان افتتاح أسابيع الفيلم الأوروبي هذا العام بفيلم "الحقيقة"، وهو أول فيلم أوروبي للمخرج الياباني هيروكازو كوري إيدا، والذي تلتقي فيه أيقونة السينما الفرنسية كاترين دونوف، لأول مرة أيضا، مع الممثلة جولييت بينوش.
وتلعب دونوف دور نجمة سينمائية بلغت الشيخوخة، وبعد أن تصدر كتابا حول سيرتها الذاتية، تتفاجأ ابنتها (بينوش) بإيراد أكاذيب عنها، لينطلق مسلسل البحث عن الحقيقة في حياة الفنانة مع محيطها العائلي، في نوع من الكوميديا السوداء.
ويتضمن برنامج الأسابيع، فيلم كين لوتش، المعروف بسينماه "الاجتماعية"، بفيلم"آسفون، نحن نفتقدك"، وهو عمل راهني يقارب موضوع العمل الهش المرتبط بالأعمال الجديدة المعتمدة على التطبيقات المعلوماتية، وانعكاس ذلك على الأسرة...
كما يتضمن البرنامج فيلم "الخائن" لمخرجه ماركو بيلوكيو، الذي اختارته إيطاليا لتمثيلها في مسابقة الأوسكار، ويحكي أحداثا مستوحاة من واقع المافيا.
وتحضر السياسة، من خلال فيلم "المملكة" لمخرجه رودريغو سوروغيان، الذي فاز بسبع جوائز في حفل غويا الأخير بإسبانيا.
كما ينتظر عرض أفلام "المذنب" من الدانمارك، و"يوم أبيض" وهو إنتاج مشترك سويدي، وهو فائز بجائزة "اكتشاف الدورة" في الدورة الأخيرة للأسبوع الدولي لكان، فضلا عن فيلم "بني" لنورا فينغشيدت، الفائز بجائزة ألفريد بوير في مهرجان برلين السينمائي الأخير.
وتعرض خلال الأسابيع ثلاثة أفلام قصيرة من جنوب المتوسط وهي "باب سبتة" للمغربية رندا معروفي، و"بطيخ الشيخ" لكوثر بنهنية و"نادي نفطة لكرة القدم لإيف بيات.