لم تكف تركيا عن استقطاب السياح المغاربة، الذين قفز عدد من قصدوها، في التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، إلى 178 ألف، وهو ما ساهمت فيه بقوة فترة الصيف.
ويتجلى من بيانات وزارة السياحة والثقافة التركية أن عدد السياح المغاربة ارتفع بحوالي 48 ألف خلال تلك الفترة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حين وصل إلى 130 ألفا، علما أن ذلك العدد كان في حدود 83 ألفا إلى غاية ستنبر من عام 2017.
ويبدو من من آخر بيانات يوفرها موقع الوزارة أن عدد السياح المغاربة شهد ارتفاعا قويا في فترة الصيف، حيث وصل عددهم بين نهاية يونيو وشتنبر إلى 87 ألفا.
ويأتي المغاربة في المركز الثالث بين السياح الأفارقة الذين زاروا تركيا بين يناير وشتنبر، حيث جاء الجزائريون في المركز الأول بـ231 ألف سائح، متبوعين بالليبيين بـ193 زائر، بينما أتى المصريون في المركز الرابع بحوالي 136 ألف سائح والتونسيون في المركز الخامس بأكثر من 126 ألف سائح.
وزار تركيا أكثر من 36 مليون سائح في التسعة أشهر الأولى من العام الحالي، مقابل 32 مليون سائح في الفترة نفسها من العام الماضي، علما أن الرئيس طيب رجب إردوغان توقع أن يتجاوز عدد السياح في نهاية العام الجاري عتبة 50 مليون سائح.
وتساهم تركيا وإسبانيا والعربية السعودية التي يقصدها المغاربة من أجل الحج والعمرة في زيادة إنفاقهم على السفر خارج المملكة، وهو إنفاق مرشح للارتفاع في ظل زيادة مخصصات السفر بالعملة الصعبة في العام الحالي.
ووصلت نفقات السفر إلى الخارج، في التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، إلى 15,65 مليار درهم، مقابل 14,14 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي، حسب بيانات مكتب الصرف.
وتعتبر إسبانيا، بشكل عام، مقصدا للسياح المغاربة، الذين يتأتى لهم الحصول على تأشيرة للدخول إلى فضاء "شينغن"، بينما أضحت تركيا من بين الوجهات التي يفضلها المغاربة بفعل جاذبية عرضها السياحي وعدم فرضها تأشيرة الدخول إليها.
ويتجلى أن القاصدين لذلك البلد هم، في غالب الأحيان، ممن يتفادون حالة عدم اليقين المرتبطة بتلك التأشيرة، أو ممن يغريهم عدم إلزام تركيا المغاربة بالتوفر على تأشيرة من أجل دخولها، حسب محمد أيت إبراهيم الفاعل في قطاع السياحة، الذي يؤكد أن وجهات سياحية أسيوية أخرى تستقطب أكثر السياح المغاربة.
وتتنافس وكالات الأسفار بالمغرب على تقديم عروض للأسر الراغبة في السفر إلى تركيا، حيث تقترح أسعار شاملة للطائرة والفندق، تتراوح بين 7000 و9000 درهم، حسب الفترات المختارة.
وأضحت تركيا وجهة مفضلة لدى العديد من المغاربة، الذين يغريهم الإعفاء من "الفيزا" أو الذين يستجيبون لفضول التعرف على ذلك البلد، الذي أضحى له حضور قوي في أذهان المغاربة، سواء عبر الصورة التي تنلقها المسلسلات التركية أو عبر الدور الوازن الذي أضحى يلعبه ذلك البلد في الساحة الدولية.
غير أن فاعلا في قطاع تنظيم الأسفار يؤكد أن العديد من المسافرين المغاربة، يقصدون ذلك البلد من أجل السياحة، لكنهم يزورون أكثر أسواق ذلك البلد من أجل التسوق.