انتزع الفيلم السينغالي "والد نافع" تصفيقات متواصلة، بعد نهاية عرضه اليوم الأحد، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش، الذي يعرض لإشكالية الصراع بين الإسلام المعتدل والإسلام المتطرف في مجتمع صغير بقرية بغرب إفريقيا جنوب الصحراء.
الخلاف المذهبي في المرجعيات الدينية بين الشقيقين، شكل عقدة قصة الفيلم الأول للمخرج الشاب مامادو ديا، الذي عاد لمسقط رأسه ليصور فيلمه المتمحور حول الأصولية الإسلامية والعدائية المستوردة من خارج السينغال.
الشقيق المتطرف، الذي ضحت الأسرة من أجل إرساله إلى الخارج لإتمام دراسته، سيعود إلى القرية محملا بأفكار متطرفة، وغلو في التمذهب، كشف المخرج عن مصدره برمزية كبيرة، عندما أشار إلى استماع "أوسمان" لخطابات محمد العريفي، الشيخ الوهابي، وأحد أنصار الدعوة إلى الجهاد، خاصة في سوريا والعراق.
ينزع الشقيق المتطرف، العائد من الخارج محملا بمال كثير، إلى السيطرة على القرية بشكل جامح وإخضاعها بشكل مطلق لسلطته كـ"أمير"، غير أنه يصطدم بشقيقه تييرنو إمام القرية، المعتدل والمحافظ في آن، ويتجسد الصراع بين الطرفين، في معارضة الإمام المعتدل لزواج ابنته من ابن شقيقه المتطرف.
يتخذ الصراع بين الشقيقين أوجها عدة للخلاف الجوهري بين مذهبين، واحد أصلي يستمد مشروعيته من التاريخ، بينما الثاني الداعي إلى التطرف والتزمت معتمدا على قوة المال والدعاية، غير أن النهاية ستؤدي إلى مقتل الشقيق المتطرف في ظروف غامضة، لم يشأ المخرج الخوض في ذكر أسبابها.
نجح الفيلم في نقل واقعة محلية في قرية صغيرة يتوقف فيها الوقت كثيرا، وعرضها بشكل أكبر يحيل على الصراع بين المذاهب الدينية الطاغي على الساحة الدولية حاليا.
وظهر تأثر المخرج بواقعية الأحداث الطارئة على الساحة الدولية، إذ بدأ عمله كمصور صحافي غطى أحداثا اجتماعية وسياسية واقتصادية، قبل أن يتوجه إلى الإخراج، بعد مسيرة دراسية في جامعة نيويورك.