غيب الموت، اليوم الثلاثاء، المترجم الفلسطيني الكبير الذي فتح أعين الكثير من القراء العرب على الأدب اللاتيني، حيث كان حول إلى العربية روايات كتاب عالميين مثل الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز والشيلية إيزابيل ألندي والبرتغالي خوسي لويس ساراماغو.
وحاز علماني الذي توفي بإسبانيا عن عمر يناهر السبعين عاما، شهرة كبيرة بفضل تلك الترجمات الكثيرة التي ساهمت في مد الجسور بين كتاب ينشرون باللغة الإسبانية والقراء العرب، حيث ترجم حوالي 100 مؤلف.
ويوصف علمني ب" عراب الأدب اللاتيني"، بفضل غزارة الترجمات التي قدمها للقارىء العربي، والتي بدأت برواية " ليس للكولونيل من من يكاتبه"، والتي اكتشف عبرها النقاد والقراء مترجما من العيار الثقيل، حيث شجعته الحفاوة التي قوبل بها عمله ذاك على المضي في تقديم العديد من الكتاب اللاتينين للقارىء.
وقد صرح "تجربتى الأولى هى الكتاب الصغير ليس لدى الكولونيل من يكاتبه، هذا أول كتاب ترجمته ولقى إقبالا شديدًا، وهذا ما شجعنى فقد، لقى إعجابًا منقطع النظير لم أتوقعه فى الحقيقة".
ترجم معظم روايات الروائي الكولومبي " غابريال غارسيا ماركيز"، حيث قدم للقراء العرب روايات مثل "مئة عام من العزلة"،و "الحب في زمن الكوليرا"،و" قصة موت معلن"،و" ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" و"ذاكرة غانياتي الحزينات"، و" ساعة الشؤم"،و" الجنرال في متاهة"، بالإضافة إلى مذكراته " عشت لأروي".
درس علماني المولود بمدينة حمص بسوريا الطب، لكن شغفه بالأدب دفعه إلى دراسة الأدب الإسباني، الذي برز فيه العديد من الكتاب الكبار منذ الستينيات من القرن الماضي.
عمل في وكالة الأنباء الفلسطينية، قبل أن يلتحق بالسفارة الكوبية بسوريا، حيث عمل مترجما، ثم اشتغل في مديرية التأليف والترجمة بوزارة الثقافة السورية، قبل أن يعمل بالهيئة العامة السورية للكتاب.
حصل على الإقامة بمعية أسرته بإسبانيا، التي استجابت لطلب خمسة كتاب من أمريكا اللاتينية، الذي سعوا لتكريمه لما أسداه للغة الإسبانية من خدمات، كما حصل على جائزة " جيرار دي كارمونا" في 2015.