ذهبت النجمة الذهبية لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش في دورته الثامنة عشر إلى كولومبيا، بعدما منحت لجنة التحكيم التي ترأسها الممثلة الاسكتلندية تيلدا سوينتون، بالإجماع فيلم "وادي الأرواح" الجائزة الكبرى للمهرجان.
وأنقذ فيلم "لوسي ولين" ماء وجه المغاربة، إذ أن مخرجه من أصول مغربية، وفازت الممثلات الرئيسيتان مناصفة بجائزة أفضل دور نسائي، بينما خرج الفيلم المغربي "سيد المجهول" خاوي الوفاض.
وقال المخرج الكولومبي نيكولاس رينكون أثناء تسلمه لـ"النجمة الذهبية" إنها فرصة لنلتفت جميعنا إلى كولومبيا، تلك الدولة التي غالبا ما ننظر إليها بنوع من الكاريكاتورية. تتويجي اليوم، دعوة لكي لا ننسى قضية وبشرا يعانون في صمت.
ويتطرق فيلم "وادي الأرواح" إلى "طابو" الاختفاء القسري لآلاف الكولوبيين، بسبب الحرب الأهلية بين الأهالي والميلشيات الإجرامية التي عرفتها بعض مناطق كولومبيا مع مطلع الألفية الثالثة.
ويحكي الفيلم قصة الصياد خوسي، الباحث دون كلل عن ابنه المختفي، وقد ظهر وهو يناجي أرواح الموتى لتعينه في رحلة بحثه، وقد رسم المخرج صورة للتناقض بين خوسيه الصياد المسالم، ورجال المليشيات القساة الذين يفرضون سيطرتهم على المنطقة عن طريق الإذلال.
وتجسدت المفاجأة اليوم السبت، في منح جائزة لجنة التحكيم للفيلم السعودي، "آخر زيارة" وهو فيلم لم يعرف مشاركة ولو امرأة واحدة، سواء كانت شابة أو سيدة أو طفلة، وهو من إخراج عبدالمحسن الضبعان، الذي يتطرق إلى إشكال صراع الأجيال الثلاثة في المملكة المحافظة، إذ يروي في 55 دقيقة فقط، قصة زيارة الأب والابن لبيت الجد الراقد على فراش الموت، يتطرق الفيلم لنفاق جيل الأب، الساعي لإرضاء الأسلاف، لكنه يعيش قطيعة تواصل مع ابنه المراهق.
وحصل الفيلم السعودي على جائزة لجنة التحكيم مناصفة مع الفيلم الصيني "فتاة الفسيفساء"، الذي يروي قصة فتاة قاصر تتهم معلمها بالوقوف وراء حملها، فيلجأ الأب إلى صحافي، لمساعدته في التحقيق، تواجه كل الأسئلة بالرفض، ويفشل الصحافي، ويجري إقصاء الفتاة وإرسالها لمدرسة داخلية لتعليم الموسيقى.
وذهبت جائزة الإخراج للمخرج التونسي علاء الدين سليم عن فيلمه "طلامس"، وتوجت الممثلتان البريطانيتان نيكولا بورلي وروكسان سكوتي، مناصفة بجائزة أحسن دور نسائي عن فلمهما "ليسي ولين" للمخرج من أصل مغربي فيصل بوليفة، بينما اختير الممثل الاسترالي توبي ولاس كأحسن ممثل في دوره بالفيلم "أسنان الأطفال".