كشفت وكالة الاستحبارات الأمريكية، أمس الأربعاء، أرشيفا هاما، يضم حوالي 470 ألف وثيقة، كانت قد استحوذت عليها أثناء غارتها على باكستان في العام 2011، الذي قامت فيها بتصفية زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
ومن بين الوثائق التي من شأنها أن تسلط مزيدا من الضوء على عمل التنظيمات الجهادية، يوميات لابن لادن مكتوبة بخط يده، وفيديو لزواج ابنه حمزة، الذي طالما اعتبر "وليا للعهد" في صفوف التنظيم الجهادي. كما تكشف الوثائق العلاقات المضطربة بين كل من القاعدة وتنطيم سني آخر و إيران الشيعية.
وحسب بيل روجيو، باحث في معهد الدفاع والديمقراطية الأمريكي، الذي اطلع على الوثائق، فإنها ستسمح بالإجابة عن أسئلة لا تزال عالقة حول قائد تنظيم القاعدة، ومن بينها علاقته الملتبسة بإيران، فشريط زواج ابنه جرى تصويره في إيران، وهو يبلغ من العمر الآن 28 سنة، ويعيش في هذا البلد الشيعي.
ومن بين الوثائق الهامة نص من 19 صفحة كتبه أحد مساعدي بن لادن عن علاقة تنظيم القاعدة بإيران، وكيف اقترحت طهران، على القاعدة مساعدات مالية وأسلحة وتدريب الرجال ، مقابل القيام بعمليات إرهابية في منطقة الخليج.
بالنسبة لعدد من المتخصصين تبقى هذه العلاقة غير واضحة، ولا يمكن الجزم بطبيعتها، فإيران الشيعية اعترضت دائما على ايديولوجيا وسلوك القاعدة، لكن آخرين يستشهدون بأن ابن الزعيم وعدد من قيادييه يعيشون في إيران وتحت حمايتها.
ومن بين الوثائق رسالة من أسامة بن لادن إلى القائد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنائي، يطالبه فيها بإطلاق سراح عدد من المقربين منه، وكيف أن القاعدة اختطفت دبلوماسيا إيرانيا، للحصول بالمقابل على إطلاق سراح عدد من معتقليها في إيران.
نشر هذه الوثائق ، وتحليلها من قبل معهد معروف بعدائه لإيران، تجعل الكثير من الملاحظين في واشنطن لا يخفون حذرهم وهم يتعاملون مع هذه الوثائق. بل ذهب نيد برايس ، مستشار الرئيس أوباما، إلى حد القول أن هذه الوثائق لا تقدم معلومات جديدة، وأن تسريبها في هذا الوقت ربما يخدم أجندة الذين يبحثون عن مواجهات مع إيران.
أ.ف.ب