أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين مساء الخميس أن شركة "أسترازينيكا"، لن تتمكن من تصدير أي من جرعات لقاحها المضاد لفيروس كورونا المصنعة على الأراضي الأوروبية إلى خارج الاتحاد قبل أن يتسلم الأخير كامل الكميات المتأخرة من هذا اللقاح، خلال قمة افتراضية حضرها الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلن مضاعفة هدف حملة التلقيح في بلاده.
ومع انتشار موجة ثالثة من الوباء في كل أنحاء أوروبا، شددت المفوضية الأوروبية آلية الاشراف على تصدير اللقاحات التي أقرت في كانون يناير وأعلنت الخميس تقييد الصادرات إلى البلدان التي تنتجها أو التي طع م جزء كبير من سكانها.
وأثارت الآلية غضب المملكة المتحدة، أول متلقي للقاحات المصدرة من القارة. لكن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته قال مساء الخميس إن بروكسل ولندن يمكن أن تتوص لا، اعتبارا من السبت، إلى اتفاق بهذا الصدد.
وخلال مؤتمر صحافي عقدته في بروكسل حيث انطلقت الخميس قمة أوروبية طغت عليها أزمة تأخر وصول اللقاحات إلى دول التكتل، قالت فون دير لايين "برأيي، من الواضح أنه يتعين على الشركة أولا، وقبل كل شيء، أن تعوض عن تأخيرها، أن تحترم العقد الذي أبرمته مع الدول الأوروبية الأعضاء، قبل أن تتمكن من تصدير اللقاحات".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوسائل الإعلام إنها "نهاية السذاجة" موضحا "يجب أن نمنع كل الصادرات ما دامت المختبرات لا تحترم التزاماتها مع الأوروبيين".
وقام الاتحاد الأوروبي بتصدير حوالى 21 مليون جرعة من كل اللقاحات إلى المملكة المتحدة، لكنه لم يتلق في المقابل أي جرعات منتجة خارج أراضيه رغم العقد المبرم مع "أسترازينيكا" لتسليمه جرعات من مصنعين بريطانيين. وأوضحت الشركة أن عقدها مع لندن يفرض عليها منح الأولوية للطلبات البريطانية.
ووفقا لشركة التأمين "يولر هيرميز"، فإن تأخر الاتحاد الأوروبي لسبعة أسابيع حتى الآن في الجدول الزمني للتلقيح، قد يكلف اقتصاده 123 مليار يورو في العام 2021.
وقال زعماء الدول الأعضاء الـ27 في تصريحاتهم "الإسراع في إنتاج اللقاحات وتسليمها وتقديمها ما زال ضروريا من أجل التغلب على الأزمة، ويجب تكثيف الجهود في هذا الاتجاه".
وفي الولايات المتحدة، ضاعف جو بايدن الذي انضم إلى قمة الاتحاد الأوروبي الافتراضية مساء الخميس، هدف حملة التلقيح خلال أول مئة يوم من ولايته، ليضعها عند مستوى 200 مليون جرعة. ووعد بأنه "سنكون قد أعطينا 200 مليون جرعة بحلول اليوم المئة".
وفي المساء، انضم جو بايدن إلى القمة الافتراضية بعد وقت قصير من أول مؤتمر صحافي له في البيت الأبيض وقد رفع سقف طموحاته بعد تحقيق هدفه الأولي المتمثل في إعطاء 100 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في اليوم الثامن والخمسين من ولايته، وقال "سنكون قد أعطينا 200 مليون جرعة بحلول اليوم المئة من ولايتي".
وأعلنت شركة "أسترازينيكا" البريطانية-السويدية أن لقاحها المضاد لكوفيد-19 فعال بنسبة 76% في الوقاية من الأعراض المرضية للفيروس، وذلك بناء على بيانات محد ثة لنتائج تجربة سريرية جرت في الولايات المتحدة والبيرو وتشيلي.
وبذلك تكون "أسترازينيكا" خف ضت نسبة فعالية لقاحها من 79% قبل صدور هذه النتائج إلى 76%، وذلك بعد أن أعربت الهيئة الأميركية الناظمة للقاحات عن مخاوف من أن تكون الشركة استخدمت بيانات قديمة لتحديد مدى فعالية اللقاح.
من جانبها، مددت الدنمارك تعليق استخدام لقاح "أسترازينيكا" لمدة ثلاثة أسابيع رغم أن الهيئة الناظمة الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية أعلنتا أنه "آمن وفعال". وتحتاج السلطات الدنماركية إلى "مزيد من الوقت" لاستبعاد وجود صلة بين عدد قليل من جالات جلطات الدم الخطيرة ولقاح "أسترازينيكا".
وهناك مشكلة أخرى مرتبطة ب"أسترازينيكا": فالجرعات التي ينتجها معهد "سيروم إنستيتيوت" في الهند والتي "كان من المقرر شحنها في مارس وأبريل" عبر آلية كوفاكس لمساعدة البلدان المحرومة، "ستتأخر بسبب عدم تلقيها تراخيص التصدير" من الهند التي تواجه طلبا محليا متزايدا وموجة جديدة من الفيروس وفقا لناطق باسم تحالف اللقاحات "غافي".
وتهدف آلية "كوفاكس" إلى تقديم جرعات لـ20 في المئة من سكان حوالى 200 بلد ومنطقة هذا العام وتتضمن آلية تمويل لمساعدة 92 دولة محرومة.
وأودى الوباء بحياة ما لا يقل عن 2,745,337 شخصا في أنحاء العالم منذ نهاية العام 2019 وفقا لإحصاءات وكالة "فرانس برس" الخميس.