آيت ايدر: هذه فرص المغرب الضائعة ومتمنياتي الخمس

الشرقي الحرش

تصوير: رشيد تنيوني

عاد المقاوم اليساري، محمد بنسعيد ايت ايدر للحديث مرة أخرى عما وصفها بالفرص التي أضاعتها النخبة الوطنية، والتي كان يمكن أن تساهم في البناء الديمقراطي بالمغرب.

وأوضح ايت ايدر خلال حفل نظمه مركز محمد بن سعيد ايت ايدر للأبحاث والدراسات لتوقيع الجزء الأول من مذكراته المعنونة بـ"هكذا تكلم محمد بنسعيد"  اليوم الجمعة بحضور عدد من الباحثين والمثقفين أن الفرصة الأولى أضاعتها النخبة الوطنية هي ضياع الوحدة بين مكونات الحركة الوطنية، بعد الانشقاق الذي حصل في كتلة العمل الوطني بين جناحي علال الفاسي وبلحسن الوزاني خلال الثلاثينات.

 أما الفرصة الثانية، بحسب بنسعيد ايت ايدر فهي عدم ترجمة التحالف بين الملكية والحركة الوطنية في مواجهة المستعمر إلى برنامج سياسي وطني، والاتفاق على كيفية الحكم، مشيرا إلى أن الملك محمد الخامس لعب دورا كبيرا في مواجهة الاستعمار مع الحركة الوطنية.

 وأشار بنسعيد ايت ايدر أن الحركة الوطنية على وفاق مع الملك، خاصة  بعدما وجدت لديه نفس الإرادة للعمل من أجل الوطن، مبرزا أن الوطنيين هم الذين نظموا احتفالات عيد العرش، إلا أن هذا التحالف لم يعضد ببرنامج وطني حول نظام الحكم.

وسجل آيت ايدر أن النخبة الوطنية كان بإمكاننا أن تقدم مشروعا سياسيا خلال محادثات ايكس ليبان يتضمن إزالة الحماية وإقامة مؤسسات دستورية، وهو ما لم يتم، مما أضاع هذه الفرصة.

 من جهة أخرى، اعتبر ايت ايدر أن النخبة الوطنية أضاعت فرصة أخرى تتمثل في عدم حماية حكومة عبد الله إبراهيم، مما أوصلنا إلى ما عرف بالدستور الممنوح سنة 1962، كما ضاعت فرصة أخرى مع  الكتلة الوطنية، بعدما عرض الحسن الثاني عليها المشاركة في الحكم ورفضت، مبرزا أنه كان من الممكن التقدم بمشروع للحسن الثاني، وعدم إضاعة هذه الفرصة.

 متمنيات ايت ايدر

 اختار بنسعيد ايت ايدر انهاء مداخلته بتلاوة ورقة سجل عليها عددا من متمنياته، التي قال إنه يتمنى تحققها في هذه السن المتقدمة

دور الشباب

 في هذا الصدد، قال ايت ايدر إنه يتمنى أن تنهض النخب المغربية، خصوصا الشابة منها وتنخرط أكثر في العمل المدني، وتقتحم الحقل السياسي بحيوية ومسؤولية"، مشددا على ضرورة  عدم عزوفها عن المشاركة في المؤسسات قصد تفعليها وعصرنتها، لفرض شفافية أكثر.

 تجنب الانزلاق

 أما المتمنى الثاني، الذي تحدث عنه ايت ايدر فهو ضرورة" حصول قناعة جماعية بضرورة تجنيب الوطن الانزلاق إلى حالة من الانفلات تهدد الدولة والمجتمع على حد سواء".

وتابع "لن نتمكن من تجنب هذا، إلا بتحقيق حالة انفراج سياسي، وتضافر جهود الجميع لبلورة مشروع مجتمعي حداثي ودولة حق وقانون وطمأنينة"، معتبرا أن المجتمعات التي تضمن لنفسها استقرارا هي التي تبلور بشكل جماعي قاعدة مشتركة جماعية تمكننا من التوافق وتجنب الخطر الذي يتهددنا.

 وأضاف "أتمنى أن ينهض المغاربة من جديد من أجل بناء هذا المستقبل المتوخى، وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة وحدة اليسار واسترجاعه للمبادرة".

 صلح مغربي جزائري

 النزاع  بين المغرب والجزائر، كان له حظه في متمنيات بنسعيد ايت ايدر.

 في هذا الصدد، قال ايت ايدر إنه "يتمنى توقف مسلسل التوتر القائم بين المغرب والجزائر، فاستمراره يهدد سلامة واستقرار ورخاء الشعوب المغاربية"، معتبرا أن النتيجة الوحيدة والملموسة للتصعيد والتنابز بين البلدين هو ضعفهما، واستمرار العداوة بين الشعبين".

 وأضاف "أحلم بصلح الشرفاء بين المغرب والجزائر فبدونه لا نمو ولا استقرار بأي من البلدين، ولا مغرب كبير في الأفق، فمستقبل المغرب في الجزائر، ومستقبل الجزائر في المغرب"

 نزاع الصحراء

أما المتمنى الرابع، فهو  أن تصبح الصحراء المغربية قنطرة وصل لا قنطرة فصل، فالنزاع الذي ينخر المنطقة المغاربية"، بحسبه، "طال أكثر مما يستلزمه معالجة مشكل من المشاكل".

 وتابع "اليوم، وبعد فشل حل النزاع عربيا وافريقيا ودوليا لا بد من الرجوع للأصل وهو الحفاظ على المصالح الاستراتجية للفضاء المغاربي الكبير".

 سمو العلم

 إلى ذلك، أنهى ايت ايدر الحديث عن متمنياته بحلمه في أن "يسمو العلم على الخرافة في وطننا، وأن يحظى العلماء بكامل الاحترام والتقدير الذي يستحقونه، فهم الضمير النقدي للمجتمع"، بحسبه

 وزاد "أحلم بمجتمع يكرم علماؤه ويوسع فضاء العقل، بدل تضخيم التقليد"،مشيرا إلى أن هذه المتمنيات والأحلام هي مشاعر شخصية تحتاج لقراءة من قبل العلماء والمهتمين والمواطنين.