في غمرة الفتاوى التي تشهدها الساحة الدينية، في العالم العربي والإسلامي، تطفو إلى السطح، بين الفينة والأخرى، فتاوى "غريبة"، يستهجنها البعض ويجدونها "مضحكة"، فيما يرى آخرون أن العلماء لهم الحق أن يخوضوا في أي موضوع، وإصدار فتاوى في أي شيء يتبادر إلى الذهن.
من المسائل التي أفتى بعض العلماء بحرمتها، وخلقت غرابة في الوسط الإسلامي، ناهيك عن الجدل بين العلماء أنفسهم: شرب الشاي والقهوة، قراءة الجرائد، تقديم الزهور، تعلم اللغات الأجنبية، إلقاء التحية على لاعبي كرة القدم، تحريم مقاطعة بعض السلع والبضائع،.. وغيرها من الفتاوى الطريفة.
"تيل كيل عربي" تنتقي على مدى أيام رمضان، 30 فتوى "غريبة"، صادرة إما عن كبار العلماء أو صغارهم، كما هو معروف في المجال الديني والشرعي.
في الحلقة الأولى (1)، وبمناسبة مقاطعة المغاربة لبعض المنتجات الاستهلاكية، وعلى غرار ما يحصل في الدول الإسلامية التي تدعو إلى مقاطعة المنتجات الأجنبية، سبق للمفتي العام للسعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، أن انتقد المروجين لمقاطعة المنتجات العالمية الداعمة للشركات الأمريكية، ووصف الداعين لذلك بـ"المطعطعين"، أي المتنطعين.
وقال في محاضرة بأحد مساجد الرياض، في سنة 2009: "إنه من الواجب علينا الابتعاد عن الطعطعة (التنطع في الكلام)، فأنت تضر نفسك وتضر الناس، والعالم الآن كالحلقة الواحدة لا يغتنى بعضه عن بعض، فالعالم كله كما يحتاجون لنفطك، تحتاج أنت لسلعتهم، والتهديد بالمقاطعات التجارية لبعض المنتجات لا يخدم شيئا"، مشيرا في نفس السياق أن إساءة الظن "منزلق خطير".
مفتي الديار السعودية، أضاف أنه يجب التعامل مع الناس بما ظهر منهم من خير فنحبهم عليه، وما ظهر منهم من سوء ومخالفة، فنبغضهم على قدر ما ظهر منهم من مخالفة وإعراض. كما حذر آل الشيخ، في معرض حديثه عن الدعوة إلى المقاطعة أن بعض المسلمين "يحكمون على الناس فى التفسيق والتبديع والتكفير لهواهم ومصالحهم، لا لأجل الله، إذ يمنحون ألقابا غير إسلامية لبعضهم، ويضعونهم فى موضع استهزاء واحتقار".