بدأت القضية التي يتهم فيها طارق رمضان، المفكر الإسلامي، وحفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، بالاغتصاب، تأخذ أبعادا خطيرة، إذ بعد نشر مجلة "شارلي ايبدو"، رسما كاريكاتوريا عن الرجل، كشفت الصحف الفرنسية، اليوم (الجمعة)، أن المجلة تلقت تهديدات بالقتل.
وتعيد تجربة "شارلي إيبدو"، مع التهديد بالقتل، على خلفية غلاف عددها الذي قدم طارق رمضان، في صورة أحد رياضي كمال الأجسام، بعضو تناسلي ضخم، مرددا "أنا الركن السادس للإسلام"، إلى الأذهان التجربة الطويلة لـ"شارلي ايبدو" مع التهديدات، والتي وصلت إلى حد ارتكاب مجزرة إرهابية داخل مقرها، في يناير 2015، أودت بحياة ثمانية من العاملين فيها.
ويأتي التهديد، حسب "لوبوان"، بعد حملة من السب والشتم، تتعرض لها المجلة وطاقمها، منذ الأربعاء الماضي، مضيفة أن ذلك يجري، رغم أن "المجلة الساخرة ليس هدفها توجيه الانتقاد إلى الإسلام، بقدر ما توجهت به إلى شخص طارق رمضان، الذي يتهم بالتدثر بغطائه الديني، لاغتصاب عدة نساء".
وكشفت صحيفة "20 دقيقة" الفرنسية على موقعها، أول أمس (الأربعاء)، تفاصيل الضجة التي أثارها غلاف "شارلي إيبدو"، مباشرة بعد نشره، فقالت إنها تتمثل في الرأي العام إلى تيارين، خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ أن "هاشتاغ #CharlieHebdo"، مرفوقا بتدوينات وتغريدات مستعملي الأنترنت، غزا "فيسبوك" و"تويتر"، وصار الأكثر تداولا واستعمالا بفرنسا.
وأوضحت الصحيفة ذاتها، ناشرة نماذج بعض التدوينات والتغريدات، أن المعسكر الأول من مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي، يعتبر أن "الغلاف ساخر جدا والرسم موفق جدا في توصيفه لفضيحة طارق رمضان"، موجهين التحية إلى "موهبة ونفحة السخرية اللاذعة للرسام".
أما المعسكر الغاضب والمحتج، فيرى أن الغلاف يؤكد "عقدة المجلة تجاه الإسلام والمسلمين"، ودليلهم في ذلك، "تركيزها على حالة مسلم واحد، في حين أن العالم برمته، مليء بفضائح جنسية للنجوم والمشاهير، ولا أحد يربطها بدينهم".
وتتواصل الضجة بفرنسا، والبلدان الفرنكفونية والإسلامية، بسبب قضايا الاغتصاب التي تفجرت في وجه طارق رمضان، في وقت اعتبر المفكر الإسلامي السويسري، على صفحته في "فيسبوك"، السبت الماضي، أنه "مستهدف بحملة افتراءات، من قبل أعدائه الدائمين"، في إشارة إلى الشكايات التي وضعت ضده لدى المدعي العام في باريس، من أجل "الاغتصاب والاعتداء الجنسي والعنف والتهديد بالقتل".
ووضعت الشكاية الأولى، من قبل هند عياري، وهي فرنسية من أصل تونسي، اشتهرت بعدما نزعت الحجاب، وأصدرت كتابا بعنوان "اخترت أن أكون حرة"، ثم تلتها امرأة أخرى وضعت شكاية ثانية في حقه، ودعمتها، على غرار الأولى، بتقارير طبية تشير إلى تعرضها "لأعمال عنف جنسي شديدة القسوة"، وأن الواقعة حصلت في فندق كبير في مدينة ليون الفرنسية في أكتوبر 2009.