البيديفوليا تقتحم أخيرا السينما المغربية في "فراشة" و"أليس"

عبد الرحيم سموكني

حضرت تيمة "البيدوفيليا" في المجتمع المغربي كطابو غير مسبوق في المعالجة الدرامية للسينما المغربية خلال الدورة السابعة لمهرجان السينما المغاربية بمدينة وجدة.

يرى المخرج المغربي حميد باسكيط، الذي توج أول فيل مطول له من خلال جائزة أحسن دور نسائي لسارة بيرلس، إن "البيدوفيليا" كموضوع حساس يجتنب المغاربة التطرق إليه، يبقى موضوعا حساسا بجميع المقاييس، وقال "باعتباري مخرجا أستفيد من أموال الدعم، التي يوفرها لي دافعو الضرائب المغاربة، فمن الواجب علي أن أتطرق إلى مواضيع تهم الناس، ومن الواجب علي أن ألفت الانتباه إلى أن البيدوفيليا منتشرة بشكل كبير في مجتمعنا، وأن مواجهتها بالصمت لن تخدم أحدا".

ويحكي فيلم "فراشة" لحميد باسكيط، لعب فيه دور البطولة كل من رشيد الوالي وأمين الناجي وسعيدة باعدي، حكاية مقتل مغنية أوبرا في ظروف غامضة، قدمت وفاتها على أنها انتحار، ويعكف زوجها الطبيب النفسي على محاولة فهم ما وقع، غير أن القصة الموازية تتطرق لمحاولة أم الانتحار، بعدما ضبطت زوجها متلبسا بالاعتداء الجنسي على طفلة من بنات الجيران، لتتبين أن بناتهما، سبق لهن أن سقطن في فخ الوالد البيدوفيل.

ويوضح باسكيط "ربما موضوع البيدوفيليا ليس تيمة الفيلم الرئيسية، لكنها حاضرة في الحبكة الموازية، تعمدت أن أتطرق إلى الموضوع لأنه يقض مضجع مجتمعنا اليوم، فعندما تقدم أم على قتل زوجها البيدوفيل، بعد أن كانت تحاول الانتحار، ثم ترفض وصفها بالجنون نتيجة ما ارتكبته، وتفضل مواجهة مصيرها كعاقلة، فهو دليل على أنها تتحمل مسؤولية ما قامت به، لقد كانت شجاعة في مواجهة الوحش الذي يقتسم معها بيت الزوجية، وهي الشجاعة التي يجب أن نتحلى بها في مواجهة هذه الظاهرة".

بالنسبة لباسكيط فإن حضور البيدوفيليا ليس محاولة للتشهير وجذب الانتباه على غرار التطرق إلى مواضيع ساخنة، بل هو تحصيل حاصل، إذ على المخرج أن يكون عينا لاقطة لما يجري في المجتمع وما يعانيه الناس في صمت، يقول "البيدوفيليا موجودة في مجتمعنا، سواء في المدن أو في القرى، ومواصلة التزام الصمت إزاءها يعتبر مشاركة في الجريمة، لذا فإن السينما المغربية، مجبرة على عكس مثل هذه القضايا".

ولم يكن فيلم "فراشة" الوحيد الذي تطرق إلى هذا الموضوع، بل وجدت الظاهرة موطأ قدم لها في أفلام مسابقة الأفلام القصيرة، من خلال فيلم "أليس" للمخرج فيصل بن، الذي نال تنويها من طرف لجنة تحكيم الفيلم القصير.

ترى حنان مسعودي بطلة الشريط القصير، إن اللشريط القصير لا يتطرق فقط لظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال، بل يحاول الذهاب بعيدا إلى مرحلة ما بعد الاعتداء، وتقول "في المعتقد العشبي أن أي فتاة تعرضت للاغتصاب وفقدت بكرتها في الصغر، نتيجة عمل لا تتحمل أي مسؤولية فيه، فحياتها ضاعت وانتهت، إنها إدانة شعبية ثانية لضحية لا حول ولا قوة لها، كيف يمكن أن نساعد ضحايا الاعتداء الجنسي بمثل هذه العقليات، في "أليس"، اردنا أن نقول إنه حتى الحياة أمل، ولا يجب على الضحايا أن يفكرن بأن حياتهن انتهت بمجرد أنهن وقعن ضحية تغرير من طرف وحوش آدمية، إن أفضل رد لهزم المغتصب أن تواصل الضحية حياتها متشبتتة بالأمل في النهوض من جديد".

 

بالنسبة للممثلة الشابة، التي اكتشفها الجمهور المغربي لأول مرة في المسلسل المصري "مأمون وشركاؤه" من بطولة عادل إمام، ولعبت فيه دور يهودية متزوجة من مسلم، إن الاعتداء الجنسي في المغرب لا يقتصر فقط على الفتيات، بل يطال الذكور الصغار أيضا.

وتقول "أعتقد أن المجتمع المغربي ملزم بضرورة الوقوف أمام المرآة، ليشاهد عيوبه، والبيدوفليا عيب كبير منتشر فيه، لكننا نرفض مواجهتته، هو اقرب إلى السرطان، إن تركناه تفشى بشكل سريع وفتاك".