مع انطلاق عملية إحصاء الشباب المغربي المعني بخدمة التجنيد، أول أمس الثلاثاء، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية عن الحصر النهائي للوائح المدعوين للتجنيد لمدة عام واحد، تطرح مجموعة أسئلة حول الفوارق الموجودة بين نظام التجنيد الإجباري الذي اختاره المغرب مقارنة بالبلدان الجارة.
إقرأ أيضا: حصر لوائح المدعوين للخدمة العسكرية.. وهذا موقع للتأكد من وجودكم.
فمثلا في الجزائر يبدأ إحصاء الشباب من سن السابعة عشرة، وعند بلوغهم سن 19 عاما، يجري استدعاؤهم للالتحاق بالتكناث، أما في تونس فالسن القانوني هو 18 عاما، كما أن هناك فئة منهم، خاصة الموظفون وأصحاب المهن الحرة، بإمكانهم دفع مستحقات مالية للحصول على مدة تجنيد لا تتعدى 21 يوما، أما في مصر، فهناك أطول مدد التكوين العسكري والتي يمكن أن تصل إلى ثلاث سنوات، وفي تركيا هناك خيار دفع المال أيضا لتقليص مدة التجنيد.
هذه قراءة في أبرز مميزات نظام الخدمة العسكرية في بلدان "مماثلة":
الجزائر.. شبه راتب للمجندين
يطلق عليها الجزائريون "الخدمة الوطنية"، في حين يطلق مصطلح التجنيد على الراغبين في الولوج عبر مباريات مباشرة إلى الالتحاق بصفوف الجيش الوطني الشعبي.
تعتبر تأدية الخدمة الوطنية واجبا على جميع المواطنين الجزائريين البالغين سن 19 عاما كاملة، حيث يستدعى المواطنون الملزمون بتأدية الخدمة الوطنية إلى المساهمة الفعالة في الدفاع عن سيادة الوطن ووحدة التراب الوطني خلال مدة 12 شهرا.
إقرأ أيضا: لطلب الإعفاء من الخدمة العسكرية، هذه هي الخطوات التي يجب اتباعها.
وقبل بلوغ سن 19 عاما، يجري إجراء إحصاء المرشحين ابتداء من سن 17 عاما، في لوائح خاصة تمهيدا لبلوغهم السن القانوني للخدمة الوطنية.
يجري الإحصاء بين 02 يناير و01 مارس من كل سنة، يستدعى كل مواطن جزائري تم إحصاؤه من أجل الفحص الطبي عند بلوغه 19 سنة، إثر ذلك، يحدد إن كان مؤهلا أو غير مؤهل لأداء الخدمة الوطنية.
يخضع المواطنون المجندون إلى القوانين والنظم العسكرية السارية المفعول بمجرد تجنيدهم وذلك يمنح لهم الحق في:
- تكوين عسكري ومهني (محتمل) وذلك حسب مستوى تكوينهم
- شبه راتب شهري حسب الرتبة العسكرية المحصل عليها من التكوين العسكري
- التكفل بالإيواء، التغذية والعناية الطبية وكذا منحة العجز عند اللزوم
- إعادة إدماجهم في مناصب عملهم الأصلية قبل ستة أشهر(06) من التسريح الفعلي
- الأخذ بالحسبان مدة الخدمة الفعلية في حساب الأقدمية في الخدمة المفروضة في الترقية والتقاعد
- اعتبار مدة الخدمة كدورة خبرة مهنية للتوظيف.
- الاسبقية في الحصول على عقد التجنيد في صفوف الجيش الوطني الشعبي، مع التحفظ على استيفاء الشروط التي يحددها التشريع والتنظيمات الجارية.
في تونس..أجرة ما بين 638 درهم و319 درهما
رغم أن التجنيد العسكري يعتبر إجباريا منذ 2004، إلا أن عزوف الشباب التونسي عن هذه الخدمة، دفع بالدولة إلى تحيين القانون، إذ تم خلال سنة 2017 استدعاء 31016 شابا لأداء الواجب العسكري لكن لم يتقدم منهم سوى 506 شاب أي بنسبة 1,65 بالمائة.
إقرأ أيضا: انطلاق الموقع الخاص بالتجنيد وغموض يلف لوائح الذين جرى استدعاؤهم.
ومن انعكاسات العزوف عن تأدية الخدمة العسكرية وغياب قاعدة بيانات وجود 200 ألف قضية في المحكمة العسكرية ضد أفراد لم يلتحقوا لتأدية الواجب العسكري، مما دفع الحكومة إلى سن قانون جديد اعتماد البلديات من خلال المنظومات الاعلامية ومتابعة سجل الحالة المدنية وتكليف رؤساء البلديات بمد مصالح وزارة الدفاع الوطني ببيانات الحالة المدنية.
على خلاف الجزائر، تبدأ تونس عملية إحصاء الشباب منذ سن 18 عاما، وعند بلوغهم سن العشرين عاما يتولى رئيس فرقة التجنيد والتعبئة التابع للحرس الوطني إعداد بطاقات إحصاء شخصية على أساس الجداول النهائية للإحصاء وتبليغها إلى آخر مقر معلوم لكل مواطن شمله الإحصاء.
كما يمكن للشبان البالغين من العمر 18 عاما أداء واجب الخدمة الوطنية خدمة عسكرية بطلب منهم وبترخيص من الولي وبعد موافقة وزير الدفاع الوطني.
يمكن للشبان المجندين خدمة عسكرية متابعة تكوين مهني في مختلف الاختصاصات بمراكز التكوين المهني التابعة للجيوش الثلاثة والمصالح المشتركة.
وتمتاز الخدمة العسكرية التي تدوم عاما كاملا، عن نظيرتيها في المغرب والجزائر بما يسمى التعيين الفردي، وهي موجهة للعاملين بالإدارات والمؤسسات، ولأصحاب المهن الحرة، ولأصحاب المشاريع الفردية الخاصة، وهؤلاء ملزمون بدفع جزء من أجورهم لصالح الدولة، إذ يستفيدون من تجنيد إجباري يدم فقط 21 يوما.
ويتم احتساب نسبة المساهمة على أساس الراتب أو الأجر الصافيين دون اعتبار منحة الإنتاج بالنسبة إلى أعوان القطاع العمومي والمنح المشابهة بالنسبة إلى الأجراء في القطاع الخاص.
يلتزم المعين لأداء الخدمة الوطنية في نطاق التعيينات الفردية بأن يدفع بصفة شخصية المساهمة المالية شهريا إلى صندوق الخدمة الوطنية.
أما المجندون العاديون الذين سيقضون عاما واحدا في الثكنات فيستفيدون من منحة شهرية، حددت في 200 دينار، أي ما يعادل 638 درهما مغربيا لحاملي الشواهد العليا الذين زاولوا على الأقل سنتي تعليم عالي بعد الباكالوريا وكذلك الذين تلقوا تكوينا مهنيا مشفوعا بشهادة تقني سامي، و100 دينار أي 319 درهما مغربيا لبقية الأصناف الأخرى.
مصر.. أطول مدد التجنيد
يتم التجنيد الإجباري بمجرد انتهاء الدراسة، فيخدم المجندون لمدة تتراوح بين عام واحد وثلاثة أعوام، وذلك لحين حصولهم على المؤهل الدراسي الذي أجلت لهم الخدمة بسببه وهم: طلبة المدارس الثانوية والمدارس المعادلة لها داخل مصر أو في الخارج بشرط ألا يزيد سن الطالب خلال فترة التأجيل على 22 عام، وطلبة المدارس والمعاهد ومراكز التدريب داخل مصر أو في الخارج التي تنتهى فيها الدراسة بالحصول على مؤهل فوق متوسط وما يعادله بشرط ألا يزيد سن الطالب خلال فترة التأجيل عن 25 عام، وطلبة كليات الجامعات والمعاهد العليا وما يعادلها داخل مصر أو في الخارج حتى سن 28 عام، وإذا بلغ سن الطالب في الفرق النهائية الحد الأقصى لتأجيل التجنيد المشار إليه يستمر التأجيل حتى نهاية العام الدراسي بشرط أن لا يتجاوز سن الطالب 29 عام بالنسبة للكليات والمعاهد العليا، وعلي الطلبة المؤجل تجنيدهم في جميع الأحوال تقديم أنفسهم إلي منطقة التجنيد التابع لها مقر إقامتهم خلال ثلاثون يوماً من تاريخ زوال السبب.
ففي مصر تعتبر مدة سنة هي أقل مدة لتكوين المجندين، وهي مخصصة لحملة المؤهلات العليا، والمفصولين من الكليات العسكرية بشرط أن يكونوا قد أمضوا بها وبنجاح سنتين على الأقل – ولا يكون انتهاء علاقتهم بالكلية بالاستقالة أو تعمدهم إستنفاذ مرات الرسوب أو بسبب تأديبي، وحفظة القرآن الكريم بتمامه من غير حملة المؤهلات بشرط أن يتقدم بإلتماس لإدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة عن طريق وحدته لإختباره وذلك خلال ثلاث أشهر من تاريخ التجنيد، ومحفظوا القرأن الكريم المعينين بالأزهر الشريف (دون إختبار).
أما المجندون لسنة ونصف فهم حملة المؤهلات فوق المتوسطة أو المعادلة لها.
والمجند بسنتان هم حملة المؤهلات المتوسطة أو المعادلة لها.
المجند بسنتان ونصف وسنتان و (9) أشهر لأصحاب الحرف والمهن التى تحتاج إليها القوات المسلحة بشرط اجتيازهم الاختبار الذى يحدد لذلك بنجاح بشرط أن يتقدم المجند بالتماس لاختباره خلال ثلاثة أشهر من تاريخ التجنيد.
تركيا.. المال لتقليص مدة التجنيد
سنت تركيا قبل عام نظاما جديدا للتجنيد الإجباري، يتيح دفع مبالغ مالية مقابل تقليص مدة المطلوبين للخدمة العسكرية.
والإجراء الذي اتخذه الرئيس التركي يستند إلى قانون التجنيد الإجباري المعمول به في تركيا. ويشمل تطبيق القانون قرابة 145 ألف شاب كحد أقصى.
وسيتوجب على هؤلاء الشباب الالتحاق بالخدمة لمدة شهر واحد على الأقل قبل دفع المبلغ المطلوب منهم والحصول على الإعفاء.
إقرأ أيضا: الخدمة العسكرية بالمغرب.. 18 جوابا على أسئلة المرشحين للتجنيد الإجباري.
وهذا الإجراء لا يعترض عليه بعض من شملهم خاصة من لديه وظيفة، ويحصل على أجر، وقد يفقدهما إذا ما غاب خلال مدة الخدمة العسكرية.
من جانبها، رأت المعارضة أن تنفيذ هذا القانون سيخدم بعض الشباب ويوفر المال للحكومة لكنه لن يفيد محدودي الدخل والفقراء.
وكانت الحكومة التركية قد لجأت إلى إجراء مشابه وإن بشكل مؤقت خلال أزمات سابقة.
وكان وزير الدفاع التركي قد أعلن عن تحصيل نحو 1.8 مليار دولار عام 2018 من أكثر من 635 ألف مجند تقدَّموا لإعفاءات من الخدمة العسكرية.
وخلال العام الماضي 2018، دفع كل من أراد الحصول على إعفاء من الخدمة قرابة ثلاثة آلاف دولار أميركي، فيما لم يحدد أردوغان المبلغ الواجب دفعه هذا العام.