أيام قليلة تفصل عشاق الساحرة المستديرة بالقارة السمراء، عن الحدث الكروي الأبرز في إفريقيا والذي سيجمع 24 منتخباً من جميع أرجائها تحت لواء النسخة الـ 32 لنهائيات كأس أمم إفريقيا، والتي تستقبلها الأراضي المصرية للمرة الخامسة في تاريخها.
المنتخب الوطني المغربي، يدشن بدوره مشاركة بنسخة 2019، للمرة الثانية توالياً تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار، بعد أن سجل حضوره بنسخة الغابون، وغادرها من دور ربع النهائي، بعد سقوط أمام فراعنة مصر.
"ذكريات الكان"، تستضيف في حلقاتها 13، الناخب الوطني السابق بادو الزاكي، واحد من أبرز حراس المرمى الذين مروا في تاريخ كرة القدم المغربية، وقائد أفراح الجماهير في نسخة كان 2004، رفقة جيل استثنائي
الزاكي الذي عاد للواجهة الوطنية، عبر بوابة تدريب فريق الدفاع الحسني الجديدي، استرجع ذكريات كأس أمم إفريقيا في حديثه مع الموقع، كما تحدث عن حظوظ الأسود بالمسابقة القارية التي يتأهبون لخوضها للمرة الثانية بعد أقل من شهر تقريباً، تحت إشراف المدرب الفرنسي هيرفي رونار.
المتوج بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا، أعطى أيضاً رأيه بخصوص قرار "الكاف" بالرفع من عدد المنتخبات المشاركة بكأس أمم إفريقيا، وقال إنها ستكون فرصة سانحة للمنتخبات "حديثة" المشاركة بالبطولة، من أجل المنافسة بشراسة على بطاقة للعبور للأدوار المتقدمة.
- عشت "الكان" حارساً وبعدها مدرباً مع الأسود في نسخة تونس 2004، ماذا تغير بين منتخب الأمس الذي قدته واليوم؟
المشاركة بنهائيات كأس أمم إفريقيا تبقى لها نكهة خاصة، وهنالك فرق كبير بين أن تكون جزءاً من المجموعة ولاعباً، وبين مدرب بمسؤولية كبيرة، وعلى عاتقه قيادة منتخب خلال بطولة قارية، تجذب أنظار العالم وليس فقط الأفارقة.
في نسخة تونس، دخلت المسابقة بمجموعة مختلفة تماماً عن تلك التي تتأهب لخوض البطولة بعد أسابيع بقيادة صاحب التجربة رونار. في ذلك الوقت، وجهت الدعوة للاعبين شبان مغمورين، كانوا يطمحون إلى النجومية، كالشماخ، وباها وآخرين.
فأزيد من 90 في المائة من اللاعبين الذين دعوتهم كانوا في بدايتاتهم، وفي أندية متواضعة بعيداً عن الأضواء، لكنهم استطاعوا إبهار العالم بأدائهم والنتائج التي حققوا، وصولاً إلى مباراة النهائي، التي كنا باستطاعتنا حسمها، لولا أننا واجهنا البلد المضيف للمنافسة.
2019، المنتخب يعج بالنجوم الذين يمارسون في أبرز دوريات العالم، كما أن تجربتهم كبيرة جداً، سواء قاريا أو عالمياً، عبر بوابة المونديال، كما أن العزيمة حاضرة وعليهم عدم إخلاف هذا الموعد.
- ذكريات لن تنساها بتلك النسخة من البطولة، في تونس؟
من بين الأمور التي لازالت بذاكرتي، هي أننا دخلنا البطولة ولا أحد يؤمن بقدرتنا على تحقيق تلك النتائج، والإطاحة بكل الخصوم وصولاً إلى لقاء النهائي أمام منتخب تونس، خصوصا وأن قرعة المجموعات وضعتنا في موقف حرج أمام منتخبات قوية (نيجيريا مثلا).
- ماهي الأشياء التي ركزت عليها عندما كنت مدرباً للمنتخب؟
العمل هو العملة الأولى من أجل تحقيق النجاح والتقدم، إضافة إلى الانضباط والاحترام المتبادل بين جميع مكونات المنتخب الوطني المغربي، ثم الثقة في ما نقدم.
كنت حريصاً أيضا على دعوة العناصر الوطنية التي أرى بأنها ستعطي الإضافة، ولاشيء غيرها، فلا فرق بين لاعب شاب وآخر بتجربة كبيرة، بالنسبة لي إلا ما يقدم على المستطيل الأخضر.
كيف ترى حظوظ المغرب بالنسخة 32 لكأس أمم إفريقيا؟
المنتخب المغربي في السنوات الأخيرة استرجع مكانته في القارة السمراء، وقدم مباريات قوية بنهائيات كأس العالم روسيا 2018، وأنا متفائل جداً بالمشاركة المقبلة للمجموعة بالبطولة في مصر، فرغم التواجد في مجموعة قوية أصفها أنا أيضا بمجموعة "الموت"، فأعتقد بأنه قادر على الوصول إلى أبعد مدى في البطولة الكروية.
الأسود مكانتهم الطبيعية في المربع الذهبي، بدور نصف النهائي، وأيضاً المنافسة على اللقب القاري، وحالياً المجموعة لديها استقرار تقني، لأن هيرفي رونار أمضى أزيد من ثلاث سنوات مع اللاعبين، وخبرته القارية وذلك الانسجام الحاصل بينه وبين اللاعبين، كلها عوامل ستساهم في تقديم بطولة قارية بوجه مشرف وقوي.
صدقاً، لا أعتقد بأن المنتخب سيخلف موعد "كان 2019"، لأن مفاتيح التألق كلها متواجدة كما ذكرت، كما أن أرض الفراعنة تتوفر على ملاعب هامة، وبنية تحتية جيدة ومتطورة جدا مقارنة مع دول أخرى، بالقارة السمراء.
احتراف العناصر الأساسية للمنتخب بالخليج، هل سيكون له تأثير على أداء المجموعة؟
لا أعتقد بأن الأمر سيكون له تأثير على إيقاع المنتخب، فجل اللاعبين الذين اختاروا التوقيع في كشوفات أندية خليجية وعربية، انتقلوا من أوروبا سواء بالميركاتو الشتوي الأخير كالعميد بنعطية مثلا، أو قبل أقل من سنة تقريباً.
أغلبية اللاعبين بالمنتخب اختاروا الدوري السعودي، وهو مسابقة قوية بتنافسية عالية جداً، ولهذا فلن يكون الأمر عائقا لهم خلال الاجتماع بباقي العناصر الكروية المحترفة بأوروبا، خلال البطولة المقبلة القارية.
وللإشارة، فإن القاعدة البشرية للأسود كبيرة وهنالك اختيارات عديدة بالنسبة للناخب الوطني، من أجل تطعيم قائمته بالأسماء التي ستقدم الإضافة، ولا أعتقد بأن رونار بحاجة إلى توجيه، لأنه مدرب يعرف جيداً خبايا مجموعته وقادر على تقديم تشكيلة متناسقة كما عودنا، بالاستحقاقات الأخيرة.
رأيك بخصوص مشاركة 24 منتخباً بدلا من 16 في "الكان"؟
أرى بأن قرار "الكاف" بالرفع من المنتخبات المشاركة بكأس أمم إفريقيا المقبلة، يصب بشكل كبير في مصلحة المشاركين الحديثين على مستوى المنافسة القارية.
فمثلاً المنتخبات ذات الخبرة "المتواضعة" بكأس أمم إفريقيا، سيكون لها حظ كبير في المنافسة والظفر ببطاقة العبور إلى أدوار متقدمة، وليس فقط الاكتفاء بالظهور بدور المجموعات.
- بالنسبة لك، هل سينافس زياش نجومية المصري صلاح بالنسخة الـ 32 للبطولة؟
من ناحية التجربة والسن، فمحمد صلاح متفوق على المغربي حكيم زياش، لأنه لعب لكبرى أندية أوروبا، سواء في إيطاليا أو الدوري الإنجليزي الممتاز، وفرض نفسه بقوة.
زياش لاعب كبير أيضاً بمؤهلات هامة، لكنه بدأ يخطو بثبات أوروبيا خلال السنتين الأخيرتين، والآن أرى أن فرصته كبيرة للتألق عبر بوابة كأس أمم إفريقيا، هذا اللاعب لقبته باللؤلؤة، وأرى أن المستقبل كبير أمامه ليصبح واحداً من أبرز الأسماء المغربية.