"المثمر".. خبراء OCP يساعدون 10 آلاف فلاح على استعمال أسمدة توافق أراضيهم

المصطفى أزوكاح

تعرف 10 آلاف مزارع، 10 في المائة منهم من النساء، على " آلية مثمر"، التي أطلقها المجمع الشريف للفوسفاط، في شتنبر الماضي، وهي الآلية التي تتوجه إلى المزارعين الصغار والمتوسطين تحديدا، الذي يحتاجون إلى الإرشاد على مستوى الأسمدة التي توافق أراضيهم.

وعرفت تلك الآلية ثلاثة مراحلة منذ شتنبر الماضي، حيث بدأ بالحبوب والقطاني، ثم الخضراوات، فزراعة أشجار الزيتون، التي وصلت إلى محطتها الخامسة والأخيرة بالعطاوية.

واستهدفت آلية المثمر منذ شتنبر حوالي 160 موقعا فلاحيا بأزيد من 28 إقليما عبر المملكة. واستهدفت أكثر من 10 آلاف فلاح، 1000 منهم من النساء استفادوا من خدمات المواكبة التي توفرها هذه الآلية المنتقلة، إلى جانب إجراء أزيد من 10 آلاف تحليل للتربة بالمختبرات المتنقلة ومختبرات جامعة محمد السادس متعددة التخصصات بابن جرير.

وأتاحت آلية "المثمر" تخصيص 2000 منصة تطبيقية، 1000 منهما لزراعة الحبوب والقطاني، و700 منصة لزراعة الزيتون، و300 لزراعة الخضروات.

وعبأت الآلية من أجل مواكبة المزارعين حوالي  60 متعاونا من المجمع الشريف، 40 منهم من المهندسين الزراعيين، الذين يتواجدون بالميدان وبكيفية دائمة في حوالي 20 موقعا من أجل تنفيذ هذا البرنامج المشخص الذي يرتكز على التواصل المباشر مع الفلاح بغية الفهم الجيد لاحتياجاته وخلق رابط دائم للقرب.

وينكب الخبراء الزراعيون التابعون للمجمع الشريف للفوسفاط على توفير تكوينات ملائمة تلبي انتظارات المزارعين، وتدعم قدراتهم التقنية والتدبيرية، وذلك بهدف الرفع مردودية الزراعات التي يتعاطون لها، خاصة أن التكوينات تتناول المسارات التقنية، العائد على الاستثمار، التكنولوجيات الحديثة، المنتوجات، وغيرها.

 ووضعت هذه الآلية رهن إشارة المزارعين، مختبرا متنقلا يجوب مختلف المناطق من أجل إجراء تحاليل التربة بشكل مجاني في عين المكان. في الوقت نفسه، أحدثت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مخصصة للفلاحين من أجل خلق روابط مباشرة مع الفرق المنتشرة في الميدان والحصول على إجابة لجميع الاستفسارات.

تتوجه "المثمر" إلى المزارعين الصغار والمتوسطين تحديدا، الذي يحتاجون إلى الإرشاد على مستوى الأسمدة التي توافق أراضيهم، حيث لا تشمل المبادرة المزارعين الكبار.

وقد أكدت فتيحة الشرادي، المسؤولة عن تطوير السوق المحلية بالمجمع الشريف للفوسفاط، أمس الخميس، عند حلول آلية "مثمر" بالعطاوية، أن الآلية ستغير من مقاربتها في المستقبل، حيث ستركز على مواكبة مجمل الزراعات في الأقاليم، عوض الاهتمام بكل زراعة على حدة، في الوقت نفسه، الذي سيجرى تعبئة المختبرات المتنقلة أكبر وزيادة عدد المهنديسين الزراعيين الذين يواكبون المزارعين.

إنتاج السماد الممزوج بطريقة ذكية

في جميع المحطات التي مرت منها الآلية، كان خبراء المجمع الشريف للفوسفاط يوضحون للمزارعين كيفية أخذ عينة من التربية، من أجل تحليلها، قبل أن يسلموهم نتائج التحليلات، كي يحصلوا على الأسمدة التي توافق حصوصيات تربة أراضيهم.

 لايكتفي الخبراء بتقديم بتقديم نتائج تحليلات التربية واقتراح تركيبات خاصة من الأسمدة، بل إنهم ينشغلون بمساعدة المزارعين الذي يحلون بالموقع على تحديد التكاليف التي قد يتحملونها عندما يسعون إلى بلوغ مردودية معينة في الهكتار الواحد.

هذه أول مرة تخضع فيها تربة أراضي مزارعي الحبوب والخضر والزيتون  للتحليل من أجل تحديد تركيبة الأسمدة التي تلائمها. فعندما يتوصل المزارع بنتائج التحليلات ويتلقى التوضيحات حول تركيبة الأسمدة التي توافق طبيعة أرضيه، يفترض فيه، إن شاء ذلك، أن يتوجه إلى موزع للأسمدة، الذي يتوفر على آلة تسمى "Smart Blunder"؛ أي الوحدة الذكية لإنتاج السماد الممزوج.

وتستوعب الآلة، الموصولة بحاسوبين، نتائج التحليلات والتركيبة المقترحة على المزارع، بعد ذلك يتم تحديد حجم الإنتاج من الفواكه والخضراوات المستهدف في الهكتار الواحد، ويجرى حصر المكونات من الآزوت والفوسفور والبوتاس. تلك مواد أولية لإنتاج السماد، التي تضاف إليها مواد تكميلية.

ويحصل المزارعون بعد تحديد التركيبة على أكياس الأسمدة الممزوجة التي توافق خصائص التربة التي كشفت عنها التحليلات، التي قامت بها المختبرات المتنقلة التي يتوفر عليها المجمع الشريف للفوسفاط.

لا يكتفي مطلقو مبادرة المثمر بالتحليلات التي تتناول التربة، بل يراهنون على تسخير آلة "سويل أوبتكس"، التي تمسح الأراضي، من أجل توفير معطيات أكثر دقة حول طبيعة تربتها والأسمدة التي تحتاجها.

 التحليلات التي تقوم بها "المثمر" مكملة وتوفر بيانات دقيقة بعد تلك التي تكشف عنه خريطة خصوبة التربة التي وضعها المعهد للبحث الزراعي، وهي خريطة تهدف إلى تحديد وضعية الخصوبة، مع اختيار أسمدة توافق كل جهة وكل زراعة.

ويراد من هذه الخريطة الوطنية للخصوبة، التي تغطي 8,7 مليون هكتار، تعزيز خصوبة الأراضي، والرفع من إنتاجيتها، علما أن تلك الخريطة موضوعة رهن إشارة العموم.