أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، في كلمة له خلال المناظرة الثانية حول المسؤولية المجتمعية للجامعة، التي احتضنتها المدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، على الدور الطلائعي للجامعة المغربية في التنمية المجتمعية.
وأضاف في افتتاح المناظرة، صباح اليوم الأربعاء 13 دجنبر 2023، أن "النهوض بالدور المجتمعي للجامعة يندرج في صلب أولويات المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بالنظر إلى الأهداف التي يصبو إليها هذا المخطط الوطني والمتمثلة في إعداد كفاءات الغد لمواكبة متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المستويين الجهوي والوطني".
وفي هذا الصدد، أشار الوزير إلى "ما تم تضمينه في الإصلاح البيداغوجي الشامل والمندمج من وحدات تكوينية في مجال المواطنة ومقومات الهوية الوطنية بشتى روافدها وكذا انفتاح الطلبة على فعاليات المجتمع المدني من خلال تحفيزهم على الانخراط كمتطوعين في المشاريع الاجتماعية على الصعيد المحلي والجهوي".
وفي نفس السياق، أوضح أنه "تم إيلاء أهمية بالغة للأنشطة الجامعية الموازية في بعدها الثقافي والفني والرياضي، من خلال وضع أجندة موحدة على صعيد كافة الجامعات الوطنية، كمقاربة دامجة لكافة الطلبة، مما من شأنه أن يساهم في تحرير طاقاتهم الإبداعية ويعزز قدراتهم الذاتية".
وأبرز الوزير أن "الجامعة تشكل الفضاء الأمثل لإعداد المواطن الصالح من خلال ترسيخ قيم النزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص والاستحقاق والتفاني في العمل. وتشكل هذه القيم رافعة أساسية لتعزيز روح المواطنة المسؤولة والحس المدني وترسيخ ثقافة الحوار والانفتاح والتضامن والتآزر، في انسجام تام مع خصوصيات النموذج المغربي المتجذر عبر التاريخ".
كما نوه الوزير بالتعبئة الشاملة التي أبانت عنها منظومة التعليم العالي إثر فاجعة زلزال الحوز، من خلال كافة أشكال التضامن والمساندة لفائدة سكان المناطق المنكوبة، بصفة عامة، وللطلبة المنحدرين من هذه المناطق، على وجه الخصوص.
وأكد الوزير أن نموذج الجامعة الذي نحن بصدد تفعيله لا يقتصر فقط على تعزيز جودة التكوينات وتهيئ الظروف المواتية لإنجاح المسار الأكاديمي للطلبة وتعزيز قدراتهم على الصمود أمام التغيرات المتسارعة على كافة المستويات، بل يشمل أيضا كل الجوانب المتعلقة بالحكامة الجامعية واندماج مؤسسات التعليم العالي في محيطها السوسيو-اقتصادي، فضلا عن انخراطها الفعلي في مبادرات التنمية المستدامة وانفتاحها على المستوى الاقليمي والدولي.
وشدد الوزير على أن ترسيخ المسؤولية المجتمعية داخل الجامعة المغربية كاختيار استراتيجي لا محيد عنه، تكريسا لمجموعة من المبادرات التي تم اطلاقها خلال الآونة الأخيرة سواء تعلق الأمر بترسيخ الاستدامة البيئية أو بتعزيز مكانة العنصر النسوي داخل المنظومة من خلال أعمال مبادئ المناصفة والمساواة القائمة على النوع الاجتماعي.
ولمأسسة هذا التوجه وإرسائه على أسس صلبة، أطلقت الوزارة مبادرة طموحة لإعداد ميثاق المسؤولية المجتمعية للجامعة، تم تعيين مخاطبين مكلفين بالمسؤولية المجتمعية على صعيد كل جامعة، مع تخصيص منصب مالي محدث لهذا الغرض.
وخلص الوزير إلى أن النهوض بالمسؤولية المجتمعية للجامعة المغربية يتطلب ترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية، كسلوك يؤطّر السير اليومي لمؤسساتنا الجامعية وكنبراس ينير كافة الخيارات والمبادرات المتخذة في افق النهوض بالدور الطلائعي للجامعة المغربية كفاعل أساسي في مسار التنمية الشاملة والمستدامة لبلادنا.