المغرب وفرنسا.. محلل سياسي يُعلق على دلالات تعيين بنشعبون وعلاقته بسحب المغرب لسفيره

تيل كيل عربي

أيمن عنبر - متدرب

عيّن الملك محمد السادس، عشية أمس الثلاثاء، خلال المجلس الوزاري الذي انعقد بالقصر الملكي بالرباط، سفير المغرب بفرنسا، محمد بنشعبون، مديرا عاما لصندوق محمد السادس للاسثمار، بناء على أحكام الفصل 49 من الدستور، وباقتراح من رئيس الحكومة ومبادرة من وزيرة الاقتصاد والمالية.

التعيين أعاد إلى الواجهة ما يتخلل العلاقات المغربية الفرنسية من توتر صامت بعيد عن الخطابات الرسمية، بحيث يرى متتبعون للشأن السياسي أن تعيين محمد بن شعبون على رأس صندوق محمد السادس للاستثمار، بمثابة سحب المغرب لسفيره من باريس في ظل الأزمة السياسية الصامتة بين البلدين.

كما اعتبروا أن "المغرب يقارع فرنسا ندا للند، كون باريس قد سحبت بدورها قبل أسابيع، سفيرتها بالرباط هيلين لوغالدون دون أن تعين لحدود اللحظة سفير جديد بالمملكة.

رشيد لزرق الباحث في الشؤون السياسية وأستاذ التعليم العالي بالقنيطرة، أكد أن "تبني هذا التحليل سابق لأوانه، كون موقف فرنسا سيظهر بشكل واضح في نهاية الشهر الجاري خلال جلسة التصويت على قضية الصحراء المغربية في مجلس الأمن الدولي".

وشدّد الأستاذ الجامعي في تصريحه لـ"تيلكيل عربي" على أن "التصويت هو من سيحدد مستقبل العلاقات الثنائية بين باريس والرباط، فيما ستضع فرنسا أمام أعينها حجم المصالح التي تقتسمها مع المغرب قبل أن تتخذ قرارها النهائي".

وأبرز الباحث أن "قرار الرباط في تعين بنشعبون على رأس صندوق محمد السادس للاستثمار يحمل العديد من الدلالات، التي لا ينبغي المغامرة في تبني الرسائل خاصة في ظل سحب فرنسا لسفيرتها بالرباط".

وأضاف المحلل السياسي، "يمكن أن يكون القرار رغبة من المغرب لضم فرنسا كشريك اقتصادي، خاصة أن المغرب سبق وعين سفيره بفرنسا كرئيس لجنة النموذج التنموي، كما تضم فرنسا جالية مغربية هامة في الوقت الذي تسير فيه المملكة إلى جلب الكفاءات المغربية بالخارج".

من الناحية القانونية، ذكر لزرق أن "ليس هناك حالة تنافي بين السفارة ورئاسة صندوق محمد السادس للاستثمار، غير أن المغرب يُعول على الاستثمار وتحسين شروطه لخلق نحول اقتصادي كخيار استراتيجي للمغرب للاستفادة من الفرص التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية".

وجدير بالذكر أن العلاقات بين البلدين تعرف منذ سنوات مدا وجزرا، حيث تم في سنة 2019 تعيين السفير المغربي بباريس شكيب بنموسى رئيسا للجنة النموذج التنموي مع احتفاظه بمنصب السفير بفرنسا إلى غاية 2021، وهو ما أثار تساؤلات آنذاك".