لم يوفق رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في اقناع جل أحزاب الأغلبية الحكومية، بتصور تقدم به مؤخراً، يهم النموذج التنموي الجديد الذي دعا الملك محمد السادس، إلى مراجعته.
وحسب مصادر موثوقة تحدثت لـ"تيل كيل عربي"، عقدت الحكومة مناظرة مغلقة جمعت وزراءها، تم خلالها مناقشة وضع تصور للنموذج التنموي، وتقدم رئيس الحكومة خلالها بتصور أو أرضية من 20 صفحة، تم رفضها.
مصدر قيادي من الأغلبية الحكومة أكد لـ"تيل كيل عربي" هذا الموضوع، وقال بهذا الصدد: "نعم رئيس الحكومة تقدم بأرضية اعتبرها منطلقاً لصياغة مقترح حكومي حول النموذج التنموي الذي طالب الملك بالتفكير في إعادة صياغته، لكن مقترحه ووجه بمعارضة قوية، ورُفض طلبه".
وتابع المصدر ذاته، أن "الأمر تجاوز الرفض خلال المناظرة الحكومية، بل وصل حد صياغة رسالة من طرف وزراء التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، جاء فيها أنهم يرفضون مقترح سعد الدين العثماني شكلاً ومضموناً".
مصدر آخر من الأغلبية الحكومية، برر رفض الأحزاب الأربعة لمبادرة العثماني، لـ"تيل كيل عربي" بالقول: "لا يمكن أن يأتي رئيس الحكومة بأرضية تمثل تصور حزبه أكثر مما تمثل توجهات مكونات الحكومة، لذلك رفض مقترحه من حيث الشكل والمضمون".
وأضاف المصدر ذاته، أنه "كان لزاما على العثماني عقد مشاورت مع مكونات الأغلبية قبل صياغة الـ20 ورقة التي جاء بها خلال المناظرة الحكومية".
في المقابل، قال المصدر القيادي من الأغلبية الحكومية، الذي تحدث لـ"تيل كيل عربي" عن رسالة الوزراء الأربعة، إن "العثماني فاتح الأحزاب المشكلة للحكومة في موضوع تحضيره لمقترح أو أرضية للنقاش حول النموذج التنموي، ولم يصدر أي تعقيب عن قيادات الأحزاب الأربعة، باستثناء أمين عام التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله، الذي شدد على ضرورة ترك موضوع النموذج التنموي الجديد شأناً يخص الجميع، بما فيها أحزاب المعارضة، وأن دور الحكومة هو تنزيل برنامجها الذي صوت عليه البرلمان خلال منح الثقة".