اختار نادي أياكس أمستردام الاحتفال، أمس الخميس، باللقب 34 في تاريخه وسط جماهيره وأنصاره بالعاصمة الهولندية، بعد أن أقيمت الجولة الأخيرة من المنافسات المحلية، بملعب دي فيفربيرغ الخاص بنادي دي غرافشاب.
الفريق الهولندي الذي حصد لقبه الثاني بموسم 2019-2018، بعد كأس هولندا، حرص على توجيه الدعوة لمحمد النوري، والد اللاعب المغربي، الذي يرقد في الغيبوبة لسنتين تقريباً، بسبب تلف تعرض له بالمخ، خلال مباراة ودية استعدادية لفريقه بمعسكر النمسا، شهر يوليوز 2017.
وهتفت الجماهير بإسم اللاعب المغربي لفترة طويلة، كما اختار اللاعبون ارتداء قمصان تحمل إسمه، للتعبير عن مساندتهم للموهبة الكروية، التي تعيش المجهول في إحدى المصحات بأمستردام.
والد عبد الحق النوري خاطب الآلاف من عشاق نادي الأياكس الذين تجمهروا بالقرب من مركز النادي، في احتفالية اللقب 34، مسترجعاً كل الذكريات التي عاشها ابنه وسطهم، ورفقة المجموعة.
والد النوري قال في رسالته للجماهير أن تدعو لابنه الأصغر صاحب الـ 22 سنة الذي لازال في غيبوبة لسنتين، موجهاً لهم الشكر على الدعم والمساندة النفسية، كما قال إنه كان يتمنى أن يكون عبد الحق بينهم ويفرح بهاته السنة الاستثنائية والتتويجات.
الوالد الذي حرص أن يحمل درع البطولة ويكون رفقة ابنه البكر، أكد بأن نادي أياكس أمستردام يبقى أكثر من مجرد ناد بالنسبة له وللعائلة، وأيضاً لابنه.
فان ديبيك يهدي اللقب للاعب
فان دي بيك الذي تسلم بدوره الكلمة في احتفالية البطولة الهولندية، أكد على أن النادي يهدي لقبه إلى عبد الحق النوري، الذي يعد من بين أعظم المواهب الكروية بالنادي.
فان دي بيك الذي كان قريباً جداً من عبد الحق النور، شدد بأن الأخير ورغم محنته الصحية فإن الجميع لم ينساه، وسيظل دائماً واحدا من العائلة الكروية.
في حين حكيم زياش الذي كان يعتبر النوري أخاً أصغرا وكان دائم التواصل معه ومع عائلته، فلم يستطع مغالبة تأثره واكتفى بالاحتفال مع اللاعبين بحضور والد وأخ الموهبة المغربية، اللذين وبالرغم من اختلافهما مع إدارة الأياكس بخصوص المسؤوليات حول الحادث الأليم، إلا أنهما دائما الحضور إلى ملعب "يوهان كرويف"، ومتابعة كل تفاصيل النادي الذي احتضن النوري، قبل أن يصعق الجميع بالأزمة الصحية المفاجئة التي لم تمهله الكثير لتدخله في غيبوبة غير معروف متى سيستفيق منها، أو يتجاوزها.
جماهير الأياكس لم تمحي النوري من ذاكرتها
وبالرغم من مرور 22 شهراً على واقعة معسكر النمسا وسقطة النوري وسط الملعب، إلا أن عشاق وأنصار الأياكس ظلوا دائمي الارتباط باللاعب الشاب، في جميع مباريات الموسمين الأخيرين، رافعين صوره، وحاملين أيضاً اقمصة بإسمه، كما ألفوا أهازيج عن مشواره مع الفريق.
يوم الاحتفال كان أيضاَ له خصوصية ليجددوا دعمهم لواحد من الأسماء لكروية التي لم تنل حقها من ممارسة الساحرة المستديرة، وخطفها المرض، دون إشعار، ليقدموا صورة للعالم، تؤكد بأن كرة القدم هي ليست فقط لعبة، بل ارتباط ووفاء.
وقدم الأنصار استقبالاً خاصاً لوالد عبد النوري، وكانوا مهتمين جداً بالكلمة التي قدمها للجماهير وللحضور، بعد خطف المجموعة للقبين هذه السنة، بداية من كأس هولندا، ثم لقب الدوري، والوصول إلى نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا.