وصف المرشح للكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبد الكريم بنعتيق، التعديلات التي أتت بها لجنة التنظيم، وصودق عليها بالمجلس الوطني، أمس السبت، في انتظار عرضها على مؤتمر الاتحاد في يناير المقبل، أنها "مست جوهر النظام الداخلي للحزب بل أعادت صياغة الهندسة القانونية المتفق عليها من خلال برلمان الحزب أي المجلس الوطني".
وجاء في البلاغ الصادر عن الوزير السابق، اطلع "تيل كيل عربي" على نُسخة منه، أن "المشروع المقدم في هذه اللجنة أعاد كتابة النظام الداخلي في تطاول تام على اختصاصات المؤسسات الحزبية ذات سلطة التقرير في هذا المجال".
وأكد المصدر ذاته، أن "المادتين 71 و72 واضحتين ولا تحتملا التأويل واللتين تنصان على أن المؤتمر الوطني أعلى سلطة تقريرية ينعقد بصفة عادية مرة كل أربع سنوات، في حين أن لجنة التنظيم وبدعوى الجائحة اعتبرته مؤتمرا عاديا بإجراءات استثنائية، مستغلة قانون الطوارئ لتقترح منصات جهوية ليتسنى للمؤتمرين المساهمة عن بعد وهي صيغة غير منصوص عليها بتاتا في المادتين 71 و72 مما يعتبر استغلالا للفراغ القانوني".
وحول مسطرة انتخاب الكاتب الأول، أوضح المتحدث نفسه، أن "لجنة التنظيم اقترحت على أن الطلبات تقدم لرئاسة المؤتمر يوم إفتتاح أشغاله، في حين أن المادة 213 تنص صراحة أن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر يعلن عن فتح باب الترشيح للكتابة الأولى 30 يوما على الأقل قبل إفتتاح المؤتمر بواسطة مقرر صادر عن سكرتارية اللجنة التحضيرية، يحدد تاريخ بداية ونهاية الأجل المحددة لإيداع الترشيحات".
وأشار إلى أن "المادة 214 في هذا المجال تنص على أن الطلبات تقدم في إسم رئيس اللجنة التحضيرية وليس في إسم رئاسة المؤتمر يوم إفتتاحه، بل إنها توضع من طرف المرشح بصفة شخصية أمام مدير المقر المركزي للحزب".
وتابع: "ثم إن المادة 212 للنظام الداخلي للحزب توضح صراحة أن إنتخاب الكاتب الأول يتم في المؤتمر ومن طرف كافة المؤتمرين بالاقتراع السري بالأغلبية المطلقة، في حين أن التعديل الأخير ينص على أن انتخاب الكاتب الأول سيتم من طرف أعضاء الكتابات الجهوية المنتخبة في المنصات الجهوية بالإضافة إلى أعضاء المجلس الوطني بالصفة، مما يشكل مخالفة للمادة المذكورة سلفا وتراجعا صريحا عن المكتسبات التي حققها الإتحاد الإشتراكي خلال الثلاثين سنة الأخيرة".
ولفت إلى أن "الإتحاد الإشتراكي كان سابقا قبل المؤتمر السادس ينتخب لجنة مركزية تنتخب بدورها المكتب السياسي، وهذا الأخير ينتخب الكاتب الأول، في حين إنتقل الإتحاد من ديمقراطية داخلية متحكم فيها، إلى ديمقراطية واسعة حقيقية تمارس من طرف القواعد الحزبية داخل المؤتمر باعتباره أعلى سلطة تقريرية".
وأعلن عبد الكريم بنعتيق أن "هذه التراجعات هي انتكاسة لا تخدم اليسار، وكل القوى الإشتراكية التي ناضلت لتجعل من الديمقراطية ركيزة أساسية من ركائز بناء المجتمع".
ويشار إلى أن المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فتح باب استمرار إدريس لشكر، كاتبا أولا لحزب الوردة في المؤتمر المقبل.