تفاصيل 6 ساعات من محاكمة بوعشرين.. وزيان " يشكو" النيابة العامة للمقرر الأممي

تيل كيل عربي

كادت الجلسة الثانية من محاكمة توفيق بوعشرين، مؤسس يومية "اخبار اليوم" أن تمر رتيبة كما انطلقت مساء اليوم الجمعة، قبل أن تكسر هدوئها أصوات المحامين المتعالية بقاعة الجلسات.

جلسة المحاكمة انطلقت امام غرفة الجنايات الاستئنافية بالدالبيضاء، بجدل رتيب حول أحقية دفاع المطالبات بالحق المدني بالتعقيب على ملتمس رفع الاعتقال عن توفيق بوعشرين الذي يصفه دفاعه ب"التعسفي والتحكمي" والذي تقدم به في جلسة أولى في السابع من أبريل الجاري.

نقاش استمر لازيد من ثلاث ساعات حول هذه النقطة بعد ان تشبث دفاع المشتكيات بحقه في التعقيب بينما رفض دفاع بوعشرين متعللا بعدم أحقيته، وأن الدفاع يريد الالتعقيب على مرافعة النيابة العامة التعقيبية وما جاء فيها حول تقرير الآلية الأممية حول الاعتقال التعسفي لبوعشرين.

وفي خضم ذلك، تناول النقيب محمد زيان الكلمة حيث قال إن ما يطالب به هو رفع الاعتقال التحكمي عن موكله وأن هذا لن يضر حقوق الأطراف الأخرى في الملف رغم كون النيابة العامة تقوم باتفاقات سرية مع دفاع الضحايا المفترضات.

عبارة لم يفوتها لا دفاع المشتكيات ولا ممثل النيابة العامة محمد المسعودي، حيث انتفض الدفاع مطالبا النقيب بالاعتذار وسحب ماقاله، على اعتبار ما قاله "سبة" في حق الدفاع وأنه لن يسمح بمرور هذه العبارة.

الأمر نفسه رفضه ممثل النيابة العامة قائلا "لا يجوز للدفاع أن يقول بأن النيابة العامة قامت باتفاقات سرية مع دفاع الضحايا أو تواطات"، مضيفا  "هذه أمور في عمقها مفهومة ومقصودة، جئنا كنيابة عامة وكلنا أدان صاغية لسماع رد للدفاع عن مرافعة النيابة العامة حول ملتمس رفع السراح، لكننا سنتنزه ونترفع عن الرد على ذلك، ولن ننزل إلى هذا المستوى، لكن نطالب بتضمين عبارة النقيب في محضر الجلسة حتى نرتب الآثار القانونية عن ذلك" قبل أن يختم تدخله بالقول "راه اللي مالقا مايقول كيخسر المحاكمة".

دفاع المشتكيات تعالت أصوات محاميبه ملتمسين نفس طلب ممثل النيابة العامة، كما هددوا بالانسحاب إن لم يسحب النقيب زيان كلامه ويتقدم بالاعتذار.

وفي محاولة من رئيس الجلسة المستشار لحسن الطلفي لتهدئة الوضع، طالب كاتب ضبط الجلسة بقراءة ما دونه في المحضر ، وحين وصل الكاتب لعبارة الاتفاقات السرية، تدخل النقيب زيان مطالبا كاتب الجلسة بأنه سيضيف عليها عبارة توجيهه لشكاية ضد ممثل النيابة العامة إلى المقرر الأممي الخاص قائلا "غادي نشكيك و ندعيك شخصيا ..كتهددني..باغي تخلعني"

ووسط صراخ النقيب زيان مرددا عبارة "كتهددني"، وصراخ دفاع المشتكيات الرافض لما قاله. رفع رئيس المحكمة الجلسة للاستراحة. بينما ظل توفيق بوعشرين الحاضر إلى محاكمته يتوجه بالتحايا لافراد عائلته وبعض الصحافيين العاملين بالجريدة التي اسسها.

وبعد توقيف الجلسة مرتين ورفعها للاستراحة والأخذ والرد بين دفاع الطرفين، لأزيد من 6 ساعات، قررت المحكمة تاجيل الملف إلى ثالث ماي المقبل بعد شعور توفيق بوعشرين بالإرهاق، وطلبه التاخير.

كما قررت التداول بخصوص تعقيب دفاع الطرف المدني على ملتمس رفع الاعتقال "التحكمي" عن المتهم، حيث سمحت بذلك وأخرته للجلسة المحددة، اما النقيب زيان فلم يعتذر أو يسحب كلامه المتعلق ب"الاتفاقات السرية" بين النيابة العامة ودفاع المشتكيات، بل ضمنت المحكمة ذلك في محضر الجلسة.