ثلاثون مثقفا مغربيا يطلقون نداء من أجل "الإسلام"

وكالات

تم، أمس الجمعة بمونريال، تقديم المؤلف الجماعي "ما يلزمنا"، وهو بمثابة نداء من ثلاثين مثقفا مغربيا من أجل وقف الخلط والمغالطات حول الإسلام، وذلك ضمن فعاليات معرض الكتاب والأدب المغربي، المنظم من قبل المركز الثقافي المغربي "دار المغرب'' في الفترة من 18 إلى 27 أبريل الجاري تحت شعار "التعددية الثقافية في خدمة العيش المشترك".

ويتضمن هذا الكتاب، الذي صدر عن منشورات لا كروازي دي شومان (ملتقى الطرق) والذي تم تقديمه من قبل ناشره عبد القادر الرتناني، رئيس الاتحاد المهني للناشرين بالمغرب، وإدريس جيدان، الفيلسوف والكاتب المغربي، وأحد مؤلفي الكتاب، تأملات وآراء ثلاثين كاتبا حول ظاهرة الإرهاب، في أعقاب الهجمات الإرهابية التي استهدفت باريس في 7 يناير من سنة 2015 ومظاهرة 11 من الشهر ذاته.

ويوحد الكتاب صوت المثقفين المغاربة ضد الظلامية، ويطلق نداء قويا وواضحا من أجل التعايش والعيش المشترك والحوار بين الثقافات والأديان.

وأشار السيد الرتناني، في هذا الصدد، إلى هذا العمل الجماعي، الذي أسهم فيه، على الخصوص، كل من عبد السلام بودرار وإدريس اليزمي وأندري أزولاي وأسماء المرابط وبهاء طرابلسي وفاليري موراليس أتياس وأحمد غايث والطاهر بنجلون ومحمد الساسي وعبد الله ساعف وبثينة أزمي ومحمد الطوز وعبد الحميد الجماهري، يعد بمثابة "صرخة قلب" صادرة عن ثلاثين من الكتاب المغاربة الذين دعوا، بصوت واحد، إلى وقف هذا الخلط وهذه المغالطات التي تغذي الإسلاموفوبيا.
وأوضح أن هذا الكتاب يتصدى أيضا لهذه التجاوزات والانزلاقات التي ظهرت بعد هذه الأحداث المأساوية، والتي تحاول الإيهام بأن كل ما يتصل بالإسلام أو المسلم يشكل مصدر خطر.
وبعدما أعرب عن رفضه المطلق لهذا النوع من الخلط والمغالطات، أوضح الرتناني أنه، ومباشرة عقب الهجمات وتفاعلا مع شعار "جو سوي شارلي"، بادر إلى الاتصال على الفور بالعديد من المثقفين المغاربة الذين أعربوا عن استعدادهم للمشاركة في هذا العمل وتعبؤوا بسرعة للتعبير عن أفكارهم ووجهات نظرهم المختلفة، والتي تعكس صورة مغرب يناهض بشدة أي شكل من أشكال التطرف والتعصب وأي خلط تجاه الدين الإسلامي.

واكد الناشر أن هذا الكتاب أدان بشدة الهجمات التي استهدفت باريس، باعتبارها جريمة بشعة ووحشية اقترفها أفراد لا يحق لهم التحدث باسم الإسلام، مشيرا إلى أن هذه الأصوات الفكرية المغربية البارزة أرسلت، في وقت قياسي، نصوصا "كتبت على الفور" عبر فيها كل عن رأيه بحرية.

وقال إن هذا العمل، الذي تم تقديمه على الخصوص في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، وفي أوروبا (معرضي باريس وجنيف)، يمثل صوت مغرب متعدد يرفض جميع أشكال الخلط والظلامية.

من جانبه، أبرز السيد جيدان أن هذا الكتاب يمثل عملا مهما على العديد من المستويات، حيث فعل فعله وأثار نقاشات مثيرة للاهتمام.

وبعدما دافع عن فكرة عدم وجود ثقافة للقتل، قال السيد جيدان إن أي ثقافة أو عقيدة لا يمكن أن تبرر الكراهية والرغبة في محو الآخر.

كما شدد على ضرورة خوض معركة التوعية لدى الأجيال الشابة وتربيتها على "المبادئ الأساسية"، لاسيما الأخلاقية والمعنوية، وعلى القيم المشتركة للحياة البشرية، بهدف تحصينها، على الخصوص، ضد هذا "التطبيع مع الموت" وهذا "التعود على القتل".

وتشكل فعاليات معرض الكتاب والأدب المغربي فرصة للتعريف بالإصدارات الأدبية المغربية في كندا وإطلاع الجمهور الواسع على أعمال المبدعين المغاربة المقيمين بهذا البلد. ويتضمن البرنامج الثقافي لهذه التظاهرة سلسلة من الأنشطة التي تتوزع بين ندوات ينشطها مثقفون مغاربة وكنديون، وعروض موسيقية وقراءات شعرية، فضلا عن توقيع إصدارات أدبية حديثة.