حسبان لـ"تيلكيل": رأسي مطلوب لأنني واجهت "مافيا" وجمهور الرجاء ضحية تلاعب

عمر قباج ترجمة: امحمد خيي

خلال يونيو 2016 وصل سعيد حسبان إلى رئاسة الرجاء البيضاوي، فورث قلعة خضراء ماليتها في المستوى الأحمر، إذ أن ديونها تعد بملايين الدراهم، ولاعبوها يخوضون إضرابات، والمنخرطون يتوحدون ضد رئيس هم من اختاروه. وبعد مرور سنة ونصف وتأجيل خمس جموع عامة تحول الرئيس إلى "العدو العمومي رقم 1" للملايين من الجمهور. ويدافع حسبان، في هذا الاستجواب الذي خضع له مع مجلة "تيلكيل"* حول كل القضايا المطروحة على طاولة الرجاء، في عددها الصادر اليوم (الجمعة)، عن نفسه بالقول إن "الخطأ يعود إلى قرارات غير شعبية لكنها كانت ضرورية"، وإلى ما اعتبره "مافيا" أغلق أمامها الصنابير، و"تداخل في اختصاصات" الجماهير واللاعبين والرئيس.

سميت باك؟

مصطفى بن بوشعيب

سميت امك؟

خدوج بنت محمد

"نيميرو د لاكارت"؟

هل يتعلق الأمر باستجواب حقيقي؟

نعم. لنمر: الوصول إليك والتواصل معك صار صعبا لأنك دائما في سفر إلى فرنسا. هل تنوي أن تترشح لرئاسة فريق لكرة القدم بفرنسا؟

لا (يضحك). في كل الأحوال لست إلا رجاويا وبارصاويا، أما فرنسا فأذهب إليها لزيارة ابني الذي يتابع دراسته هناك، وأكثر من ذلك، أنا رجل أعمال، لذلك فأعمالي تضطرني إلى السفر إلى الخارج.

وللمناسبة لابد أن أذكر أن رئيس الرجاء البيضاوي لا يحصل على أي تعويضات، والمهمة تطوعية أمارسها حبا في الفريق.

في شريط "فيديو" انتشر في الأنترنت، رأيناك تقبل تسلم مبلغ من المال من أحد المنخرطين. اليوم نريد أن نعرف روايتك لما وقع؟

أريد أن أؤكد أن النسخة المنتشرة من الشريط تم توضيبها واقتطاعها ولا تحكي كل الحقيقة عن ما وقع. إن الأمر يتعلق بمنخرط سابق في الفريق، كان في فترة ما من أصدقائي المقربين، وحدث أن أدى واجب انخراطه عن طريق "شيك" بدون رصيد، فكان عليه أن يصلح الوضع ويؤدي المبلغ نقدا، ولكن بفعل غياب المدير الإداري، المكلف بهذا النوع من المهام، خلال ذلك اليوم، طلب مني المنخرط أن أتسلم المبلغ وأسلمه للمدير في ما بعد.

لقد رفضت في البداية، لكنه أصر، متحججا بأن عليه أن يذهب إلى مراكش عاجلا، فأخذت المبلغ وسلمته للمدير الإداري، الذي أرجع "الشيك" إلى المنخرط، الذي كان يريد أن يكون ضمن مسيري ن الفريق لكنني رفضت ذلك "حيث ماعندوش الأكتاف"، وبالتالي كان رد فعله أن التحق بصف المعارضين.

تقول إنك أنقذت "التيتانيك" من الغرق. فكيف قمت بذلك؟

عندما وصلت إلى رئاسة الرجاء، وجدت أن كتلة الأجور تصل إلى مليون و400 ألف درهم شهريا، ونجحت في تخفيضها بنسبة 30 %، كما قمنا بعقلنة المصاريف وتحسين المداخيل الضعيفة للنادي، ما مكننا تدبير موسوم رياضي، وتسوية بعض المتأخرات المالية غير المؤداة من قبل المسيرين السابقين.

ورغم كل الاضطرابات، استطعنا أن نحافظ على أحسن لاعبي الفريق، والتمديد لنجوم من قبيل الحافظي، والواصلي، وبوطيب. من كان يتخيل أن الرجاء أنه بوصول يناير الجاري سيكون منافسا على بطولة المغرب (الرتبة الثالثة خلال بطولة الخريف)، وفائزا بكأس العرش؟

لكن ماذا عن قولك، في أكثر من مناسبة، أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم هي التي أنقذت النادي من الإفلاس...

لقد ساعدتنا الجامعة الملكية لكرة القدم كثيرا لأنه خلال اللحظة التي ضربتنا موجة الحجوزات البنكية، فتحت لنا الجامعة حسابا خاصا نضع فيه المداخيل، وعن طريقه يتسلم اللاعبون أجورهم. إن ذلك مكننا من التنفس قليلا ومواصلة تصريف الأعمال الجارية، رغم أن الفريق لم يعد حينها يتوفر على أي حساب بنكي.

وساعدتنا أيضا المديرية العامة للجماعات المحلية بتعويضها لنا خسائر الفريق التي تسبب فيها إجراء مباريات الاستقبال بأكادير ومراكش بسبب إغلاق ملعب المركب الرياضي محمد الخامس.

سجل السوابق:

1966: رأى النور في الدار البيضاء

1992: انتخب رئيسا لجماعة الدريسية بألوان حزب الاتحاد الدستوري

1999: غير انتماءه الحزبي بالالتحاق بالحركة الشعبية

2012: مرشح لرئاسة الرجاء البيضاوي.

2016: خلف محمد بودريقة على رأس الرجاء البيضاوي

بعد أيام من انتخابك رئيسا أطلقت عملية استغاثة بشأن ديون الفريق. فماهي الوضعية اليوم؟

 لقد قمنا بعملية افتحاص مالي لحسابات الفريق عن طريق مكتب بن الشريف وشركاؤه، فتبين أن مديونية الفريق إلى غاية 31 ماي 2016، أي تاريخ تهاية ولاية المكتب المسير السابق، تصل إلى 212 مليون و700 ألف درهم، واليوم يصل المبلغ إلى 233 مليون درهم، أي بارتفاع نسبته 21 مليون درهم خلال مدة سنة ونصف، وهذا مبلغ متدن إذا أخذنا بعين الاعتبار عمليات التعاقد مع اللاعبين والمدرب، وقيامنا بأداء بعض المتأخرات، وثمان مباريات بدون جمهور، وخوض مباريات الاستقبال في أكادير.

ومن اللازم أن نعي أنها ديون بأمد طويل، يصل إلى 4 أو 5 سنوات، تمكن مصاحبتها بمخطط عمل، وبعملية "بيشماركينغ"، علاوة على جو صحي للعمل لا يتم فيه وضع العصي في العجلات.

تتحدث كثيرا بنون الجماعة، في حين أنك جمدت انخراطات كثير من أعضاء الفريق..

نعم، وبنفس الطريقة التي تم بها تجميد انخراطي ولاية الرئيس الأسبق عبد السلام حنات. إنه أمر غير معقول أن يلج أشخاص، منخرطون أو غيرهم، مقرات الفريق دون أن يكون الرئيس على علم بذلك، وليس من تالمنقبول أيضا أن يقوم بعض موظفي الفريق بجمع الأموال بكراء السيارات للاعبين، أو بالاتجار في تذاكر المباريات والتجهيزات. لدي كامل الحق في معاقبة وزجر المخالفات.

إن إنقاذ "التيتانيك" يمر عبر تصحيح الحسابات المالية، ولكن أيضا بتحسين البيئة والأجواء داخل الفريق، وحينما قمت بإغلاق الصنبور في وجه "مافيا" تستغل الرجاء، تحولت إلى الرجل الأول المطلوب رأسه.

لماذا استمررت على رأس النادي في حين أن الجمهور يطالب برحيلك؟

إن الجمهور ضحية تحكم وتلاعب بسبب ما يقرأه على شبكات التواصل الاجتماعي، وليس على علم بكل المكائد التي جرت داخل الفريق. إن الرجاء يظل مؤسسة على الجميع فيه أن يلتزم بدوره: الجمهور يشجع، واللاعبون يلعبون، والرئيس يرأس، وبعبارة أخرى ما يجري تداخل للاختصاصات، لا أقل ولا أكثر. وأضيف أنني لم أرحل لأنني جئت إلى الرجاء خلال جمع عام، ولن أرحل إلا بجمع عام.

كيف كان إحساسك خلال نهائي كأس العرش، حيث لم يتوقف 40 ألف رجاويا عن شتمك بحضور الأمير مولاي رشيد؟

بصراحة، لم أعد أتأثر، إذ ألفت الأمر، ولكن أرغب في أن أجيبهم بطرح سؤال: ما الشيء السيئ الذي قمت به حتى يتم التعامل معي بتلك الطريقة؟ عليهم تركي أشتغل ومحاسبتي في نهاية الموسوم.

ألا تعتقد أنه كان بإمكانك القيام بعدد من الأمور بطريقة أخرى؟

لقد قمت بالمستطاع، ويجب أن أعترف أن التواصل هو نقطة الضعف في حصيلة تسييري، وبذلك فهو ورش رئيسي في المرحلة المقبلة. إن الجمهور يتجاهل كثيرا من الأمور سيدركها بمرور الوقت.