حوار.. مدير عام شركة للنقل البحري للمحروقات يكشف لـ"تيلكيل عربي" كواليس المجال

بشرى الردادي

في إطار تغطية أشغال المؤتمر والمعرض الدولي للصحة والسلامة المهنية وحماية الأشخاص والممتلكات "Préventica"، التي انطلقت، يوم أمس الثلاثاء، بالمعرض الدولي للدار البيضاء، أجرت "تيلكيل عربي" حوارا مع خالد السباعي، المدير العام لشركة "Pétrocab"، وهي شركة تشتغل في ميدان النقل البحري للمحروقات، وتمتلك باخرتين.

وللإشارة، المحروقات التي تتوفر في السوق المغربية هي محروقات يتم إنتاجها خارج البلاد، بحكم أن مصفاة "لاسامير" متوقفة عن العمل، منذ سنوات عديدة.

كيف تحافظون على سلامة طاقم سفنكم، وسلامة المحروقات التي تنقلونها، خاصة وأنها بضاعة ذات طبيعة حساسة؟

تمتلك شركتنا باخرتين؛ إحداهما باخرة "شالة" التي تم تصنيعها في كوريا الجنوبية، مؤخرا، بتكلفة 30 مليون دولار، وحمولتها 10 آلاف طن.

تتوفر "شالة" على المعدات الداخلية اللازمة للحفاظ على سلامة الطاقم الذي يشتغل على متنها، وللحفاظ على سلامة المحروقات التي يمكن أن يتسبب تسربها إلى البحر في كارثة بيئية، وذلك من خلال الرادارات، وهيكل مزدوج للسفينة يمنع التسربات، فضلا عن قوانين البحرية التي يجب على الطاقم احترامها، تحت رئاسة القبطان.

ما هي القواعد التي تشتغلون على أساسها؟

سلامة عمال السفينة هي أولى أولوياتنا، بحيث نشتغل بناء على قاعدة: "Safety is Our First Priority"، ما يعني العمل بمبدأ "Zero Risk"، و"Zero Incident"، و"Zero Pollution".

ما التداريب التي تقومون بها للحفاظ على مهارات الفريق، وأقصد هنا بالأساس المناورات الدورية؟

هذا سؤال مهم للغاية. لمن لا يعرف، نحن نقوم بمناورات كل 3 أشهر، وهي عبارة عن تداريب مبنية على سيناريوهات متخيلة. ومن خلالها، نتعرف على ما يمكن إصلاحه وتطويره.

هل سبق وعشتم سيناريو غير محسوب؟

في عالم البحار، لا بد أن تواجه السيناريوهات غير المحسوبة. فمثلا، وبحكم تواجدنا الكثير في المحيط الأطلسي، واجهنا، في إحدى الرحلات، مؤخرا، أمواجا عالية جدا وصلت إلى 8 أمتار. كان الوضع صعبا للحفاظ على توازن السفينة، لكن الطاقم، وكما العادة، كان مستعدا.

وفي حالة أخرى، انقطع حبل المرساة، علما أن السفينة تستعمل مرساتين. يومها، أبحرنا بواحدة فقط. بالطبع، واجهنا بعض المشاكل، لكن الأمور مرت بسلام، في آخر المطاف.

قربنا أكثر من تفاصيل رحلة نقل المحروقات، بمعنى أين كانت نقطة البداية، ما المدة التي استغرقتموها، كم كمية المحروقات التي تم شحنها، وأخيرا نقطة الوصول...

بالنسبة لباخرة "شالة"، فطاقتها الاستيعابية لا تتجاوز 10 آلاف طن، فيما تصل الطاقة الاستيعابية للباخرة الثانية إلى 7800 طن.

نبدأ، أولا، بالاستعداد لشحن البضاعة. وبما أن الزبون الذي نشتغل معه يتعاقد مع الشركات الإسبانية، بالخصوص، وبحكم قربنا من موانئ إسبانيا، فإن وقت الرحلة يكون قصيرا، بحيث لا يتجاوز 3 أو 4 أيام.

نقطة الانطلاقة تكون من أحد موانئ شمال إسبانيا، مكان تواجد شركات تكرير النفط. نشحن البضاعة وننقلها إلى موانئ الداخلة والعيون، بحكم تواجد زبوننا في المناطق الصحراوية.

في البداية، مطلوب من الطاقم أن يعرف نوعية المحروقات التي سنقوم بشحنها، هل هي كازوال، أم بنزين سوبر، أم الكيروسين الخاص بالطائرات.

ثم بعد ذلك، تبدأ الاستعدادات داخل الباخرة، بمعنى تنظيف الخزانات.

وحينما نصل إلى ميناء إسبانيا، يعقد طاقم الباخرة اجتماعا مع المسؤولين عن المصفاة هناك، لتحديد الترتيب المناسب لملء الخزانات، بمعنى أي الخزانات سيملأ أولا، ثم ثانيا، ثم ثالثا، إلخ.

وعند الوصول إلى الموانئ المغربية، يتم عقد اجتماع مشابه يخص تفريغ الشحنة، ما بين طاقم الباخرة والزبون، حيث يتم الاتفاق حول ترتيب تفريغ الخزانات.

في هذا القطاع الملوث جدا للبيئة، هل يتعارض الالتزام بالحفاظ عليها مع تحقيق الشركات لأرباح كبيرة؟

الأرباح ضرورية، حتى نكون واقعيين، لكن لا يجب أن تكون هي أولى الأولويات.

فعندما يكون الربح هو المنظار الأول للشركة، لن تستطيع الاستمرار. والتاريخ شاهد على ذلك، بحيث أن الشركة التي تضع الربح على رأس قائمة أولوياتها، تنقرض!