خمس الفرنسيين يشككون في الرواية الرسمية حول العملية الإرهابية ضد مجلة "شارلي"

في الإطار الأخوين كواشي اللذين نفذا الهجوم الإرهابي على مجلة شارلي
تيل كيل عربي

تزامنا مع تخليد ذكرى ثلاث سنوات على الهجمة الإرهابية التي استهدفت مقر مجلة "شارلي إيبدو"، وأدت إلى وفاة صحافيين ورسامي "كاريكاتور"، ستصدر بفرنسا، غدا (الاثنين)، عن مؤسسة "جون جوريس" و"كوسبيراسي واتش"، دراسة تفيد أن فرنسيا بين كل خمسة، يشككون في الرواية الرسمية حول العملية الإرهابية.

وأوضحت صحيفة "ليبيراسيون"، اليوم (الأحد)، أن "19 % من الفرنسيين، أي حوالي خمس السكان، يقتنعون أن الرواية الرسمية حول حقيقة الهجمة الإرهابية ضد مقر المجلة الساخرة، مازالت تكتنفها مناطق ظل"، أي "يشوبها الغموض"، وأن "كل ما تناقلته وسائل الإعلام عن الحادث ليس كله مؤكدا".

وأضافت الصحيفة ذاتها، أن الدراسة التي ستصدر تفاصيلها غداً (الاثنين)، قام بها لفائدة المؤسسة مكتب استطلاعات الرأي الشهير "إفوب"، ورمت إلى قياس حجم انتشار نظرية المؤامرة بشأن الهجوم على مقر "شارلي إيبدو"، فجاء في النتائج أيضا، أن "3 % من الفرنسيين يعتقدون أيضا أن هجمات 7 يناير 2015"، التي استهدفت علاوة على مقر "شارلي إيبدو"، متجرا يهوديا، كانت "تلاعبا أدت فيه الأجهزة السرية دورا محددا".

ويعني ذلك، وفق الاستطلاع ذاته، أن جزء من الفرنسيين، يرون أن هجوم الأخوين كواشي على هيأة تحرير "شارلي إيبدو"، كانت "راية مزيفة (false flag)"، وهو مصطلح كان يستعمل أيام الحروب البحرية، ويشير إلى استخدام السفن راية لا تعبر عن هويتها الحقيقية بغرض تمويه الأعداء، في حين يعني راهنا قيام مجموعة ما، لأغراض سياسية أو استخباراتية أو عسكرية، بالتخطيط لعملية ما، ونسبها لجهة أخرى.

وحسب "ليبيراسيون"، يشبه توصيف بعض الفرنسيين للهجوم على "شارلي" بأنه "راية مزيفة"، ذلك الرأي المتعلق بأحداث 11 شتنبر 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي يفيد أن تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك كانت من تخطيط الأجهزة الأمريكية بغرض التمهيد لشن حرب على العراق.

وأوضحت الصحيفة ذاتها، أن نتائج الدراسة التي ستعلن تفاصيلها غدا، تفيد بوجود مجموعتين من الفرنسيين الذين لهم موقف سلبي من الرواية الرسمية حول سلسلة هجمات يناير 2015، الأولى "مشككة" ونسبتها 19 % من الفرنسيين، والثانية، تؤمن بنظرية المؤامرة ونسبتها 3 %.

يشار إلى أنه بعد ثلاث سنوات على الاعتداء الجهادي الذي أودى بإدارة الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي ايبدو"، تقيم منظمات الدفاع عن العلمانية بفرنسا، منذ أمس (السبت) احتفالات للدفاع عن حرية التعبير، في إطار إحياء ذكرى ضحايا اعتداءات يناير 2015.

ففي السابع من يناير 2015، أطلق المسلحان سعيد وشريف كواشي النار على 11 شخصا في مقر الصحيفة في باريس هاتفين "انتقمنا للنبي"، فكان بين الضحايا الشخصيات الرمز للصحيفة مثل رسامي الكاريكاتور كابو وفولينكسي واونوريه وتينوس، ومدير التحرير السابق "شارب"، والاقتصادي برنارد ماريس. وكان الهجوم بداية لموجة من الاعتداءات الجهادية غير المسبوقة في فرنسا أسفرت منذ ذلك الحين عن مقتل 241 شخصا.

وقبل احتفال رسمي بحضور الرئيس ايمانويل ماكرون، اليوم (الأحد)، أحيت ثلاث جمعيات ناشطة جدا في مجال العلمانية هي "لو برنتان ريبوليكان" ورابطة مناهضة العنصرية ومعاداة السامية، و"كوميته لايسيتيه ريبوبليك"، الذكرى، أمس (السبت)، عبر جلسات نقاش بعنوان "شارلي دائما".

 وشارك حوالى 1500 شخص بينهم رئيس الوزراء السابق مانويل فالس ومؤسسة حركة "فيمن" اينا شيفشينكو والكاتبة البنغلادشية تسليمة نسرين والفيلسوفة الفرنسية اليزابيث بادينت، في حين كانت الصحيفة ممثلة برئيس تحريرها جيرار بيار، لكن اخرين من فريق الصحيفة لم يحضروا "لأسباب أمنية"، وفقا لأحد المنظمين.

وقد وصفت الاسبوعية في عددها الأخير الصادر الأربعاء الماضي، عملها اليومي بانه مشابه "للبقاء ثلاث سنوات داخل علبة" تحت حماية مشددة، إذ كتب مدير تحرير الصحيفة أن حرية التعبير وهي أمر "حيوي لا يمكن فصله عن ديموقراطيتنا، أصبحت منتجا فاخرا".