دينامية جديدة بين المغرب وكوبا.. حوار سياسي وتجارة واستثمار

تيل كيل عربي

بعد الدينامية الجديدة التي دشنتها زيارة الملك محمد السادس إلى كوبا، والتي توجت باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وهافانا في أبريل 2017، مما أنهى 37 سنة من القطيعة، يعلن السفير الكوبي الجديد بالرباط  إليو إدواردو رودريغيث بيردومو أن "المملكة المغربية وجمهورية كوبا تدشنان عهدا تاريخيا وغير مسبوق في علاقاتهما الثنائية، تحدوهما إرادة مشتركة لإرساء حوار سياسي حقيقي وعلاقات تجارية مثمرة".

التصريح قدمه السفير الجديد بعد لقائه اليوم الأربعاء بالرباط، برئيس مجلس النواب "الاشتراكي" الحبيب المالكي، الذي أكد، من جانبه على "دور الدبلوماسية البرلمانية في توطيد العلاقات بين شعبي البلدين".

سفير كوبا كان قد التقى أمس الثلاثاء بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، نسخة من أوراق اعتماده سفيرا مفوضا فوق العادة لبلاده بالمغرب، مع الإقامة بالعاصمة الفرنسية باريس، وهو ما يطرح إشكال التواصل المستمر مع السلطات المغربية.

وإذا كان السفير الكوبي قد أشاد بـ"العلاقات التاريخية" التي تجمع البلدين، مذكرا بالدعم اللامشروط للمملكة لصالح التوصية التي تقدمت بها هافانا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل رفع الحصار الاقتصادي والمالي المفروض على كوبا، إن العلاقات بين البلدين لم تكن دائما على مايرام، خصوصا من خلال الدعم اللامشروط لكوبا، تحت قيادة فيديل كاسترو وشقيقه راؤول، لجبهة البوليساريو مما تسبب في عقود من القطيعة السابقة الذكر.

لكن يبقى أن السفير يتحدث عن كون الحكومة الكوبية الحالية تولي أهمية خاصة لتطوير علاقاتها مع المغرب في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، لاسيما التعاون في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بالإضافة إلى تعزيز التعاون الثقافي والأكاديمي والعلمي والتقني، مشيرا إلى أنه بالرغم من الحظر الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض على كوبا، فإن الوضعية الاقتصادية تعرف تحسنا بفضل النمو المهم للناتج الداخلي الخام والدينامية الهامة التي تعرفها الصادرات والواردات خلال السنوات الأخيرة.

ومن المنتظر أن يبدأ الشروع في هذه الدينامية، في حال استجاب مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، للدعوة التي تقدم بها وزير التجارة الخارجية والاستثمارات الأجنبية بكوبا إليه، عبر السفير ذاته، للمشاركة في فعاليات معرض هافانا التجاري، خصوصا أن السفير دعا المستثمرين المغاربة إلى تسجيل حضورهم في هذا الحدث التجاري الهام، الذي يعد أحد أهم المعارض بكوبا. كما دعا إلى خلق شراكات بين البلدين من أجل تنمية القارة الإفريقية.

ولم يفت السفير أن يعبر عن رغبة بلاده في الاستفادة من "التجربة المغربية" في مجال العمل التشريعي، داعيا أعضاء برلماني البلدين إلى العمل من أجل تعزيز التعاون في هذا المجال.

يذكر أن بوغالب العطار كان قد قدم أوراق اعتماده كسفير مفوض فوق العادة للمملكة المغربية بكوبا في 29 يونيو الماضي.